استطلاع / بليغ الحطابي - أربعة أعوام من التحديات والصعوبات والنجاحات التي واجهها المؤتمر الشعبي العام في تاريخه الوطني.. الكثير من التحديات والصعوبات في مراحل مختلفة تمكن من تجاوزها بحكمة قياداته ووعي قواعده التي كانت تغلّب دوماً المصلحة الوطنية على ما سواها من المصالح الحزبية الضيقة، وهو ما ميَّز المؤتمر عن غيره من التنظيمات والتكوينات السياسية التي كانت تستغرق في تداعيات تفاصيل تبايناتها وخلافاتها مغلّبةً الخصومة بدلاً من البحث عن حلول ومخارج لأزماتها ومشاكلها على حساب الوطن وأبنائه.
وبينما راهن البعض على عدم قدرة المؤتمر على مواصلة مسيرته النضالية الوطنية ، استطاعت قيادة المؤتمر- ممثلة بالشيخ صادق بن أمين أبو راس ومعه القيادات المؤتمرية المجسدة لمسار المؤتمر النضالي الوطني - تحمل مسئولية قيادة التنظيم والحفاظ عليه وقطع الطريق على كل من سعى -ومايزال- إلى تشظّي المؤتمر وخدمة اعدائه وفي مقدمتهم تحالف العدوان"السعودي الاماراتي" وأجندته التمزيقية لليمن وأبنائه.
خطوات ومحطات في تاريخ المؤتمر نتتبعها عبر آراء عدد من رؤوساء فروع المؤتمر وقيادات مؤتمرية أخرى في هذه الحصيلة..
في كل مناسبة لذكرى التاسيس 24 أغسطس 1982م يتذكر المؤتمريون حقيقة ساطعة وهي ان ،المؤتمر تنظيم سياسي يمني اصيل فكراً وسلوكاً وممارسة ومواقف ثابتة لاتتزحزح..ومن اهم خصائصه المرونة في المواقف تحت سقف الوطن.. والوسطية والاعتدال ومواكبة المتغيرات ومحاولة النهوض من داخله، فضلاً عن كونه يتسم بأن لديه اطاراً اخلاقياً وطنياً عقلانياً جامعاً يتسع للمجتمع اليمني الكبير بكل مكوناته وخلفياته ومصالحه وخصوصياته.
حملة كيدية مستمرة
بيد انه اليوم يقف،حسب الاخ عقيل فاضل رئيس فرع المؤتمر بمحافظة إب، أمام اختبار حقيقي له كحزب في الساحة اليمنية، بعد الضربات التي تلقاها منذ العام 2011م، وحتى ديسمبر2017م، سيما وان المؤتمر يواجه حملة شعواء لمحاولة تقسيمه خارج وداخل الوطن،.
ويضيف عقيل: إذ ان مشروعه الوطني الذي حاول المضي به منذ تأسيسه في 1982م يواجه هو الآخر محاولة مسخ وتهجين ،وهو ذلك المشروع المكرس لقيم السكينة والاستقرار والتطور والنهوض بأوضاع الشعب.وهو المشروع الذي يتحتم على قيادته اعادته الى الواجهة وتبنيه وجعله إحدى اولوياته الى جانب القضايا الاساسية كوقف العدوان ورفع الحصار ورفع المظلومية عن الشعب اليمني،وتحقيق استقلاليته واشاعة السلام عبر مصالحة وطنية شاملة.
تاريخ نضالي
فيما يقول الشيخ يحيى موسى رئيس فرع المؤتمر الشعبي بمحافظة حجة انه ومنذ التأسيس فى24 أغسطس 1982م جند المؤتمر الشعبي العام نفسه لخدمة الوطن والشعب حتى تحققت أهدافه المنبثقة عن أهداف الثورة اليمنية والتى ترجمها الميثاق الوطنى.
واضاف: اتسعت شعبيته بالانضمام إلى المؤتمر لوسطيته واعتداله كونه لا يعادي أحداً ولكنه يعادي من يعادي الوطن والشعب بعكس المكونات السياسية الأخرى الموجودة فى الساحة اليمنية التى تعرف أنها لاتستطيع تجاوزه،وانه الرقم الصعب في المعادلة الوطنية.. فكان ولايزال المؤتمرالشعبى العام حجر عثرة بالنسبة للمشاريع الصغيرة ولايمكن لها أن تتحقق والمؤتمر موجود على الساحة وبقوته فى المجال السياسى والديمقراطى فلم يكن أمامها إلاأن تظهر عداوتها للنيل من المؤتمر.
الحفاظ على الثوابت
ويلفت رئيس فرع محافظة حجة في سياق حديثه لـ»الميثاق« الى ان المؤتمر استطاع تجاوز المطبات التي اختلقت لإفشاله، محافظاً على دوره ومكانته في قلوب الجماهير والشعب معبراً عنهم ومحافظاً على وحدة الشعب ونسيجه الاجتماعي، مستوعباً متطلبات المرحلة بمخاطرها الكبيرة على الوطن ووحدته.واليوم نجده على ذات النهج والعزيمة والعنفوان متمسكاً بالثوابت الوطنية لتعزيز الصمود الداخلي في مواجهة المشاريع الصغيرة للعدوان ومرتزقته، منطلقاً من دوره للحوار والمصالحة الوطنية وهو الدور المطلوب والتحدي الابرز للمؤتمر وقيادته الحكيمة.
تبعات عدم الاستقرار
وفي اعتقاد الاستاذ حسن عبدالرزاق -رئيس فرع المؤتمر بمحافظة ذمار- فإنه ومنذ انطلاق المسيرة الوطنية لتنظيمنا الرائد قبل 39 عاما، وبلادنا تعيش تبعات مرحلة من عدم الاستقرار السياسي وتشظي القوى السياسية نتيجة لتوجهات فكرية ومصالح وصلت إلى درجة العمالة والتبعية لجهات خارجية والتخلي عن ولائهم لليمن أرضا وإنسانا، مما شكل تحديا وعائقا كبيرا أمام التنمية والبناء.فكان همّ المؤتمر الشعبي العام الرئيسي إعادة وحدة الصف ومعالجة ظواهر الفرقة السياسية والفكرية عبر ميثاق وطني شاركت في صياغته كل القوى السياسية وبمشاركة مجتمعية واسعة ليمثل عقدا مجتمعيا وعهدا قائما على الولاء الوطني وأهداف الثورة وطموحات الشعب.
ويواصل رئيس فرع ذمار حديثه لـ»الميثاق« بالقول: وقف المؤتمر وقيادته وشركاء العمل السياسي أمام التحديات التي واجهت الوطن ووحدة أرضه وشعبه ومازال كذلك وإلى اليوم خصوصا في جبهة الصمود والمواجهة لما يتعرض له الوطن من عدوان غاشم وحصار جائر لم يكن له أن يستمر لولا استمرار الحقد عليه سواء من دول كالسعودية والامارات تنفذ اجندة صهيوامريكية ووجود التحدي الأزلي للمؤتمر وللقوى الوطنية الصادقة المتمثل في وجود عناصر العمالة والارتزاق الذين أعمتهم مصالحهم الضيقة ونفوسهم المريضة وصاروا أدوات بيد أعداء الوطن والشعب.
واكد عبدالرزاق ان قيادة المؤتمر ممثلة بالأخ المناضل الشيخ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر والأمانة العامة وقيادات الفروع بمختلف مستوياتها تجسد أنصع صور الصمود وتواصل مسيرة الحفاظ على وحدة الصف ومحاربة كافة أشكال العدوان والعمالة والخذلان حتى يتحقق النصر.
رهان المؤتمر
وبيَّن عبدالرزاق ان المؤتمر يراهن على الصادقين والمخلصين من أعضائه الذين أبوا إلا أن يسيروا على نهج الميثاق الوطني الذي جاءت حقائقه الخمس من صلب عقيدتنا الاسلامية وتاريخنا المجيد الذي رفض الغزاة ولفظ العملاء.. وفي ظل قيادته الحكيمة لايوجد أدنى شك في تغلبها على مثل تلك الاهتزازات وأسبابها وفي اتخاذ القرارات الحازمة والمناسبة لمواجهة كل أنواع التحديات سواء ممن يستهدفون الوطن أو المؤتمر وإن كانت مثل هذه المحاولات محكوماً عليها بالفشل مقدماً مثلما أثبتت ذلك الأيام والتاريخ.. وكل التحديات من عدوان أو نكوص وردة عن مصلحة الموطن أو عن نهج الميثاق مصيرها إلى زوال عاجل بإذن الله.
تحصين أبناء الوطن
ويرى الدكتور محمد عبدالولي السماوي -رئيس فرع البيضاء -ان المؤتمر يمتلك طبيعة مرنة وقدرة على التكيف مع المستجدات والمتغيرات وذلك من خلال المساحة التي كفلها الدستور والقوانين وهي المساحة التي مكنته من تجاوز منعطفات صعبة وأزمات وصراعات.
واضاف: كما استطاع المؤتمر ان يحصن ابناء الوطن من الافكار الدخيلة ويوفر مساحة فكرية ملائمة لاستيعاب تطلعات ابناء الشعب من منطلق هويته اليمنية الخالصة..
ويؤكد د. السماوي ان المؤتمر كان ولايزال لاعباً سياسياً بارعاً في هذه المساحة مقارنة بعدم امتلاكه المهارة والخبرة الكافية خارج هذه المساحة او المعادلة، الأمر الذي سيكون من ابرز التحديات التي واجهها المؤتمر وسيتحمل الكثير من تجاوزاتها في المستقبل، وهو مايضع قيادة المؤتمر ممثلة بالشيخ صادق بن امين ابو راس امام محك صعب، لكنه في الوقت ذاته سيضاعف من رصيد الرجل الى جانب نجاحاته في قيادة المؤتمر في الظروف الاستثنائية التي اعقبت احداث2017م، وهو لاشك رصيد كبير في مسيرة نضاله الكبيرة والذي نرجو ألا يُترك وحيداً وان تتضافر الجهود حوله وحول قراراته التي تصب في النهاية في صالح تصحيح الوضع الداخلي للمؤتمر وتصويب مساراته ومسيرته باتجاه اولويات العمل الوطني.واهدافه المرجوة.
مستقبل المؤتمر
وعن مستقبل المؤتمر في ظل التحديات اكد السماوي ان المؤتمر سيكون ذلك المعروف بثقافة التسامح،التي لن تغيره الظروف والاحداث، وسيعود وبقوة وفاعلية على الساحة ولكن بفكر اكثر تجدداً وتحديثاً، وعطاء شبابي متنوع وفريد ، بعد ان تخلص من شرذمة الغوغائيين والمتسلقين والخونة الذين ارتموا في احضان الاعداء.
الحامل الشعبي والوطني
ويقول الشيخ عبدالله عاصم ان المؤتمر ظل حاملاً تطلعات الجماهير ومدافعاً عن كل ماهو وطني ومضى يحمل الهم الوطني وهذه المرة في الدفاع عن الوطن ضد تحالف العدوان بقيادة السعودية من خلال شراكة مع القوى الوطنية والاحزاب السياسية في الساحة اليوم.
وبطبيعة الحال فقد واجه المؤتمر الشعبي في تاريخه الوطني العديد من التحديات وعاش كثيرا من المحطات المفصلية في تاريخ اليمن ولكنه بالحكمة التي تحلت بها قيادته والوعي الكبير المتأصل لدى قواعده وتغليب كل ماهو وطني على ماسواه من المصالح الحزبية الضيقة او الذاتية بقي متميزاً في ادائه وتعاطيه مع القضايا الوطنية عكس الاحزاب الاخرى التي تنكفئ على ذاتها وتعيش حالة صراع داخلية غارقة في تبايناتها والخصومات البينية داخل قياداتها لتعيش حالة ازمة دائمة بعيدة عن المصلحة الوطنية وتطلعات الجماهير.
حكمة التعاطي مع الأحداث
ويضيف رئيس فرع مديرية نهم: ان المؤتمر يدخر الكثير مما يدل على حكمة قيادته ،الا وهو الرصيد الوطني والخبرة التي تتمتع بها هذه القيادة في التعاطي مع المتغيرات وبالذات منذ احداث ديسمبر2017م التي وضعت المؤتمر في ظرف استثنائي تطلب تعاملاً حكيماً.
واكد عاصم ان القيادة التنظيمية للمؤتمر تعاملت بعمق مع تبعات الاحداث وانعكاساتها على التنظيم واعضائه والوطن عموما ،كما افشلت رهانات البعض ممن اعتقدوا ان المؤتمر انهار وتلاشى ،وان مسيرته النضالية والوطنية تعطلت..وتعاملت معها بمسئولية وحكمة وحنكة مؤمنة بقيمه ومبادئه الميثاقية ليكون الى جانب وطنه مصطفاً مع كل وطني غيور مدافعاً عن الارض والانسان ضد عدوان تجرد من كل القيم ومن قرارات تعسفية قد تتخذ لحظة طيش وعبث.
لافتاً الى انه بفضل قيادة الشيخ صادق بن امين ابو راس ومعه كل الوطنيين عبرت سفينة المؤتمر وقطعت الطريق امام المتربصين به.. والمتأبطين شراً، والذين حاولوا مراراً تقسيمه وإضعاف قوته الجماهيرية والوطنية.خدمة لأجندة خبيثة يمولها العدوان ودوله المتحالفة لتمزيق اليمن ونسيجه الوطني.
استخلاص الدروس
أما نائب رئيس فرع المؤتمر بالامانة المهندس عائض الشميري فكان له رأي آخر اكد فيه ان على المؤتمريين قيادة وقواعد استخلاص الدروس من هذه المناسبة والتوجه نحو تصحيح وضع المؤتمر كتنظيم رائد له إرث وطني ورصيد نضالي.. وان نضع نصب اعيننا التحديات التي لاتزال تعيق المؤتمر ومواصلة نضاله
وطالب الشميري بعمل الدراسات والبحوث المستفيضة لكل جانب من الجوانب بما يهيئ الوصول للنتائج التي ستمكن القيادة من وضع المعالجات المناسبة والوصول الى تحقيق الاهداف المرجوة التي تحقق المصلحة الوطنية ومصلحة التنظيم بصفة خاصة..
معتبراً ان اي رصد للتحديات والصعوبات بصورة فردية هي طريقة سطحية لاتقودنا الى حل جميع المشكلات التي يعانيها التنظيم، مؤكداً على ضرورة تضافر جهود الجميع والعمل بروح الفريق الواحد لتشكيل رؤية متكاملة لوضع الحزب وكيفية النهوض به.
تفعيل الأداء والنشاط
ودعا نائب رئيس فرع امانة العاصمة قيادة المؤتمر الى تفعيل العمل التنظيمي وانشطة وبرامج فروع المؤتمر على مستوى المحافظات والمديريات والمراكز، بمامن شأنه ايقاف محاولات البعض المساس بوحدته التنظيمية وتعزيز الشراكة مع المكونات الاخرى لتقوية الجبهة الداخلية وتوسيع دائرة العمل التنظيمي بمايمكن المؤتمر وقيادته من العمل بشكل فعال..
وعبر الشميري عن تطلعه لتفعيل العمل التنظيمي في اطار الثوابت الوطنية والميثاق الوطني.. تطبيق الاجراءات الصارمة بحق المخلين لادبيات وثوابت المؤتمر، والعمل على تقييم قيادات وفروع المؤتمر على اساس تطبيق مبدأ الثواب والعقاب والمحاسبة التنظيمية، والعمل على ايجاد محددات وموجهات للمرحلة الراهنة والمستقبلية من عمل المؤتمر تتناسب مع الواقع الوطني وظروف العدوان، فضلاً عن دعم الاعلام المؤتمري وتوسيع وتفعيل مشاركته محلياً وحتى دولياً بإيجاد قنوات تواصل خارجية.
|