أحمد أحمد علي الجابر ❊ - ثورة السادس والعشرين من سبتمبر فعل عظيم يحق لكل يمني الاحتفاء بذكراها الخالدة والنظر بزهو بالغ لما تحقق في الأيام التي تلت نصر الثورة في العام 1962م وحتى 2011، إلى جانب التطلع نحو المزيد من الانجاز فيما ستأتيه أوقات المستقبل ،واستقبال القادم الأجمل من الأيام على تراب هذا الوطن بفضل تكاتف جهود الجميع واستشعارهم المسئولية الملقاة على عاتقهم في حماية وجودهم على الطريقة التي أرستها الثورة، إذ جاءت رفضاً للانعزال على العالم والموت خوفاً وجهلاً وفقراً ومرضاً ولأي سبب لم يكن يبدو تافهاً قبل قيام الثورة اليمنية.
والأهم في بداية الاحتفاء بالذكرى الغالية 26 سبتمبر ان لا ينسى أبناء الوطن الترحم على أرواح أبطال رسمت دماؤهم ملامح صورة جديدة لليمن وفي مقدمتهم الشهيد الحي الزعيم علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الاسبق ، يعلي القائمون عليه تعاليم الحياة الصحيحة وفقاً لدولة النظام والقانون ودستور يحفظ للوطن سيادته الكاملة ويحفظ للإنسان اليمني كرامته في العيش.
ان احتفال الشعب اليمني بالعيد التاسع والخمسين لثورة 26 سبتمبر يأتي والوطن يتعرض للعدوان السعودي الهمجي الغاشم الذي يذكّر شعبنا اليمني العظيم بجرائم ذات العدوان وذات القوى من المرتزقة حين وقفوا في صف النظام الامامي الملكي البائد ضد ثورة الـ26 من سبتمبر وحاولوا وأدها في مهدها لكنهم فشلوا رغم استمرار حربهم على بلادنا ثمان سنوات حتى انتصر الشعب اليمني لثورته وجمهوريته.. إن العدوان يستهدف اليوم تدمير كل المقدرات والمكتسبات والمنجزات التي تحققت لشعبنا على مدى نصف قرن من الزمن منذ قيام الثورة ، وهو ما يجعلنا اليوم نستمد العزم والصمود في قدرتنا على تحقيق النصر على العدوان السعودي الغاشم لنكرر تجربة ملحمية جديدة في تاريخ هذا الشعب الذي يناضل اليوم ضد العدوان ومرتزقته، مكرراً ملاحم النضال السبتمبري الخالد .
اننا اليوم امام لحظة مفصلية في تاريخ اليمن المعاصر الامر الذي يستوجب على كافة ابناء الشعب اليمني ادراك المخاطر التي تتهدد وطننا وشعبنا جراء هذا العدوان الغاشم والحصار الجائر والاهداف التي يسعى الى تحقيقها وفي مقدمتها استهداف وحدة وسيادة واستقلال الوطن وكرامته ، ولذلك فإننا ندعو كافة ابناء شعبنا اليمني العظيم الى التوحد والتلاحم في مواجهة العدوان والحفاظ على مكتسبات الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 اكتوبر) وثوابتها المتمثلة في النظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية باعتبار ذلك اقل ما يجب علينا من وفاء تجاه دماء شهداء ثورتي سبتمبر وأكتوبر .
إن ثورة (الـ26 من سبتمبر والـ14 من اكتوبر) لم تنتصر إلا بعد تضحيات جسام قدمها الشرفاء من أبناء وطننا اليمني الحبيب وجادوا بأنهار من الدماء الزكية في سبيل التخلص من اعتى نظام كهنوتي واستعماري أذاق الشعب اليمني اصنافاً من الذل والهوان والقهر والاستغلال، وهو الامر الذي خلق حالة من الرفض الشعبي الجارف لهذين النظامين الجائرين والدفع بكوكبة من ابناء الشعب للخروج لمواجهة الظلم والجبروت حتى تحقق له النصر على الإمامة في شمال اليمن والاحتلال البريطاني الغاشم وعملائه من السلاطين في جنوب الوطن اليمني بعد أن مارسوا سياسة إهانة الشعب وإذلاله ونهب خيراته وجعلوه يعيش في تخلف مريع وكأنه في القرون الوسطى.
إن الشعب اليمني وهو يتشبث بالثورة ويدافع عنها ويبذل الغالي والنفيس للحفاظ على اهداف الثورة (سبتمبر وأكتوبر) رغم كل المؤامرات التي تحاك ضدها حتى اليوم إيماناً منه بأن الثورة هي طريقنا للمستقبل وأنه لا يمكن إعادة عجلة التاريخ الى الخلف والقضاء على حلم الاجيال في العيش بكرامة وإباء وازدهار ورخاء..
سيضل المؤتمر الشعبي العام وقيادته وقواعده وانصاره اوفياء لمبادىء وقيم ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ولدماء الشهداء، وفي مقدمة الصفوف المدافعة عن الشعب اليمني ضد العدوان الغاشم والحصار الجائر والمحافظين على الثوابت الوطنية باعتبار ذلك نهج المؤتمر الذي لم ولن يحيد عنه.. ولقد وصف الله تعالى أبناء الشعب اليمني بأنهم أولو قوة وأولو بأس شديد، وبالتالي لا خوف على الثورة اليمنية (سبتمبر واكتوبر) من الغزاة والاحتلال او عودة الامامة لأن الشعب اليمني لديه القدرة على دحر الاعداء والمرتزقة واية قوة تساندهم..
ولعل هذا العدوان قد كان له فضل كبير في توحيدنا وشحذ هممنا وتجذير حب الوطن في نفوسنا للدفاع عن اليمن مهما أوغلوا في عدوانهم وطغيانهم ..
❊ عضو اللجنة الدائمة
مسؤول شباب المؤتمر
|