الميثاق نت -

الثلاثاء, 21-سبتمبر-2021
أحمد‮ ‬عبدالله‮ ‬المجيدي -
نبرأ إلى الله من العمل الاجرامي المهين الذي تعرض له الشاب عبدالملك السنباني وهو عائد من امريكا في طريقه إلى اهله عندما اغتيل بدم بارد على ايدي نقطة عسكرية في مفرق الفرشة مديرية طور الباحة منطقة الصبيحة.. هذه النقطة وغيرها من النقاط المنتشرة في طرقات مديريتي طور الباحة والمضاربة وراس العارة والتي يفترض انها تحمى ارواح الناس وتسهر على استتباب الامن للمقيمين والعابرين ، وهو العمل الذي استنكره كل صاحب ضمير في بلادنا من اقصاها الى اقصاها واهتزت له قلوب شعبنا اليمني في كل مكان .
وفي البدء يجب التأكيد ان ما حدث خارج عن اعراف وقيم واخلاق الصبيحة في كل زمان ومكان وهو منافٍ للشرف والرجولة والنخوة العربية التي تأبى قتل الاسير او نهبه او التعرض له بالأذى مستقوية بقوة السلاح، بينما الضحية اعزل من السلاح ومسافر تملؤه الفرحة بعودته من غربته‮ ‬الى‮ ‬وطنه‮ ‬واهله‮ ‬واصدقائه‮ .‬
فإذا افترضنا ان الدولة غائبة واصبحت الميليشيات امراً واقعاً فإننا نتساءل: أين كانت الرجولة والشهامة حين تم التعرض لهذا الشاب وغيره من الذين سبقوه في القتل والسلب والنهب ، وأين كانت اخلاق القبيلة وقيمها المعروفة ، واين كان الوازع الديني والخوف من الله؟! ،‮ ‬لماذا‮ ‬يغيب‮ ‬كل‮ ‬ذلك‮ ‬ويتصدر‮ ‬مشهد‮ ‬حياتنا‮ ‬اليوم‮ ‬البلاطجة‮ ‬والخارجون‮ ‬عن‮ ‬القانون‮ ‬والمستقوون‮ ‬بالسلاح‮ ‬وبفلان‮ ‬او‮ ‬علان‮.‬
لماذا نسيئ الى شيمنا واعرافنا القبلية العظيمة وهم ابناء الصبيحة الابطال الذين كانوا في مقدمة المناضلين الوطنيين ، وفي مقدمة الصفوف ضد الاستعمار بل هم اول من تصدى لبريطانيا وقصفت مناطقهم بالطيران ولم يفرطوا بالسيادة والوطن لحظة واحدة ، وكانوا اول من دافع عن ثورة سبتمبر وصنعاء والجمهورية الوليدة واستشهد رجالات الصبيحة في كل مواقع الشرف في الشمال ،وكانوا لثورة اكتوبر منبع الرجال الذي لا ينبض ولولا العمق الجغرافي الصبيحي لعدن وأبناء الصبيحة الفدائيين والمنخرطين في كل الجبهات في التنظيمات الوطنية قومية وتحرير وتنظيم‮ ‬شعبي‮ ‬وسواها‮ ‬لما‮ ‬انتصرت‮ ‬ثورة‮ ‬اكتوبر‮ ‬واصبح‮ ‬ابن‮ ‬الصبيحة‮ ‬البار‮ ‬قحطان‮ ‬الشعبي‮ ‬اول‮ ‬رئيس‮ ‬لدولة‮ ‬الجنوب‮ ‬في‮ ‬30‮ ‬نوفمبر‮ ‬1967م‮.‬
وفي‮ ‬كل‮ ‬المنعطفات‮ ‬الاخرى‮ ‬التي‮ ‬شهدتها‮ ‬بلادنا‮ ‬كان‮ ‬الصبيحي‮ ‬أول‮ ‬الملبين‮ ‬لنداء‮ ‬الوطن‮ ‬والدفاع‮ ‬عنه‮.‬
‮ ‬لا‮ ‬يجوز‮ ‬أن‮ ‬يلطخ‮ ‬هذا‮ ‬التاريخ‮ ‬الناصع‮ ‬ثلة‮ ‬من‮ ‬قطاع‮ ‬الطرق‮ ‬أياً‮ ‬كان‮ ‬انتماؤهم‮ ‬لان‮ ‬هذه‮ ‬الحوادث‮ ‬قد‮ ‬تكررت‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬ونخشى‮ ‬ان‮ ‬تستمر‮.‬
فيجب ألا تمر حادثة اغتيال عبدالملك السنباني المأسوف على شبابه دون عقاب رادع للجناة وتعيد لأرض الصبيحة السكينة والامن وان تكون طرقهم وقراهم ومدنهم وأرضهم عنواناً لحماية المار والنازح والعابر والمستجير .
وعلى جميع قبل الصبيحة ومشائخها الكرام والشخصيات القبلية والاجتماعية والعسكرية والاكاديميين ان يقفوا وقفة رجل واحد في وجه العابثين بأرواح الناس والمستهترين بالنفس التي حرم الله قتلها الا بالحق وان يكونوا اول من يعاقب هؤلاء الجناة وامثالهم ممن ارتكبوا جرائم بالحق العام او بحياة البشر، وهذه مسئوليتنا جميعاً في طور الباحة او المضاربة وراس العارة وكرش، ولنا في رجال ردفان مناضليها وشيوخها وشبابها قدوة حسنة يجب الاقتداء بهم عندما هبوا الهبة الوطنية الشجاعة ضد قطاع الطرق في العام 2013 و2014 واعادوا لطريق الحبيلين ردفان امنها وامانها لجميع العابرين من ربوع وطننا الحبيب.. واليوم وحتى تعود لهذه الارض الطيبة عراقتها المعروفة وحتى نضع حداً نهائياً لجرائم القتل والتقطع والتهريب والاتجار بالبشر من القلة التي تشوه اسم الصبيحة وتاريخها، وان نكون عوناً للسلطة المحلية بالمحافظة‮ ‬ممثلة‮ ‬في‮ ‬الاخ‮ ‬المحافظ‮ ‬والسلطات‮ ‬في‮ ‬المديريات‮ ‬فالدولة‮ ‬لن‮ ‬تحضر‮ ‬بالامنيات‮ ‬وانما‮ ‬بسعينا‮ ‬اليها‮ ‬جميعاً‮.‬
لا نريد لهذه القضية ان تسيس وتأخذ ابعاداً توسع الشقاق وتبعث الفتنة بين ابناء شعبنا العظيم وانما نريد ان نكون صوتاً واحداً للاقتصاص من قتلة عبدالملك السنباني وغيره ممن سبقوه في قضايا مماثلة تمت في السنوات الماضية لم تصبح قضايا رأي عام فحسب ولكنها دماء شبابنا وابنائنا التي لا تسقط بالتقادم لترفع النقاط غير القانونية من كل الطرقات في مديريات منطقة الصبيحة بل وفي كل مديريات محافظة لحج وطرقات عدن وابين التي شكلت اعباء جسيمة على كاهل المواطنين وفي كل مناحي حياتهم.
نترحم‮ ‬على‮ ‬الشهيد‮ ‬عبدالملك‮ ‬السنباني‮ ‬ونعظم‮ ‬الاجر‮ ‬لاسرته‮ ‬واهله‮ ‬ومحبيه،‮ ‬وعزاؤنا‮ ‬لهم‮ ‬صادق‮ ‬وحار‮.. ‬إنا‮ ‬لله‮ ‬وإنا‮ ‬إليه‮ ‬راجعون‮.‬
ولا‮ ‬نامت‮ ‬أعين‮ ‬الجبناء‮.‬

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 12:03 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61225.htm