استطلاع/ نادية صالح: - حولت الأحداث الجسام التي يشهدها الشعب اليمني منذ ما يزيد على ست سنوات، ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 إلى عقيدة وطنية لا تتزعزع، حيث ازدادت مهابة الثورة خلال السنوات الأخيرة، عقب العدوان والحصار ومحاولات التشرذم، في تأكيد على تمسك الشعب بثورته التي جاءت تلبية لتطلعاته في الانعتاق من ربقة الكهنوت والاستعمار، ورفض الوصاية أو التدخل في شؤونه وقراره السياسي، وانطلاقته لبناء دولته ونظامه الجمهوري بعيداً عن الطبقية والعرقية، والتبعية، وقد جسد شعبنا اليمني خلالها انتصارا كبيرا لإرادته بأكمله في قصص تشابه تلك التي نقرأها في الحكايات الأسطورية اذا ما نظرنا الى حجم التحديات والمؤامرات على المستويين الداخلي والخارجي والتي حيكت وسعت جاهدة لوأد الثورة الوليدة آنذاك.. حول موضوع الذكر وأبرز التحديات الداخلية والخارجية، استطلعت صحيفة »الميثاق« عدداً من آراء القيادات النسوية والشخصيات الثقافية والإعلامية..
بدايةً قالت الأستاذة تهاني الأشموري -عضو اللجنة العامة ، رئيسة دائرة المرأة للشؤن التنظيمية والفروع بالمؤتمر الشعبي العام: لقد كانت ثورة 26 سبتمبر الخالدة فاتحة تحول حضاري عظيم وكانت ثورة انسانية قبل كل شيء غيرت مسار الحياة في بلدنا ونقلته من حالة الفقر والجهل والمرض والانغلاق الى عالم التحول والانطلاق لبناء مستقبل أفضل تجسيداً للهدف الاول للثورة ممثلاً في التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما، وإقامة حكم جمهوري عادل، وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات.. وكانت ثورة نابعة من إرادة الشعب وقد شارك فيها جميع ابناء الشعب من مختلف مشاربهم الفكرية والاجتماعية ومن كل ربوع الوطن اليمني العظيم.
وأضافت: استطاعت ثورة 26 سبتمبر رغم الصعاب والتآمر والحرب عليها ان تعلن عن مبادئها الستة وتنشئ الجيش الشعبي وتعلن الحرب على قوى الظلام والتخلف وتبدأ الثورة على الامية ونشر التعليم وفتح المدارس، واتضح بما لا يدع مجالا للشك ان الشعب بكل فئاته كان ومازال الحامي للثورة والجمهورية حتى اليوم .
وأشارت إلى أن ثورة 26 سبتمبر مرت بكثير من الصعاب والمنعطفات، والتآمر الداخلي والخارجي، إلا أن الشعب ظل يحمي ثورته التي حققت له كثيراً من المكاسب، واعادت الاعتبار لتاريخ اليمن ومكانته بين الأمم، خصوصاً وأن ثورة 26 سبتمبر كانت الاساس لإعلان الاستقلال في 30 نوفمبر 1967 بعد كفاح مسلح في ثورة 14 اكتوبر 1963 واعلان جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية...حيث قدمت لثوار الكفاح المسلح الدعم حتى تحقيق النصر والاستقلال.
وأكدت رئيسة دائرة المرأة للشئون التنظيمية والفروع بالمؤتمر الشعبي العام، أنه وبرغم كل الظروف والتحديات الصعبة التي يمر بها وطننا الحبيب من حرب وحصار وتجويع يظل اليمنيون رسل سلام وينشدون السلام ولكنهم لا يرضون بالضيم او الاعتداء على سيادة الوطن، ونرجو أن تعود علينا هذه المناسبة الغالية وقد تعافى الوطن وتجاوز أبناؤه هذه المِحن وقد تحقق لبلدنا الحبيبة الأمن والاستقرار ويحفها السلام والمحبة والوفاق والوئام.
من جهتها قالت القاضية آمال الدبعي: لا يستطيع الإنسان في مثل هذا اليوم الا ان يشعر بالزهو وتعتريه نشوة الانتصار، حيث سطر اليمنيون اروع واجمل اللوحات التي جسدت واحدية الثورة والهدف والمصير، واذ فشلت كل ادوات الكهنوت في الشمال والاستعمار البريطاني في الجنوب في ان يمزقوا لحمة الثوار او ان يبنوا بينهم حواجز واسوار، فجاء راجح غالب ليوزة ومعه كوكبة بل اسراب من الصقور الجنوبية المحاربة يتشاركون الهجمات ويصنعون الانتصارات مع اخوانهم في شمال الوطن، ثم يتلقون التدريبات والسلاح بعد ان فرغوا من الإمامة وعادوا يحررون الجنوب من الاحتلال.
وأضافت: ومن أروع ما سعت إليه الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر، هو ذلك الفعل الاروع والأدهش المتمثل في الوحدة الوطنية التي سبقت الوحدة الفعلية بسنوات كثيرة حين مزق الثوار بطائق القروية والمناطقية وشرايين التشرذم والشتات وانتموا للثورة فقط لا غير، وفي مثل هكذا مناسبات وطنية نتذكر الأبطال اليمنيين الذين ضحوا بدمائهم فداء لوطنهم وعرضهم، ونتذكر الشهيد عبود الشرعبي الذي قضى وهو يدافع عن شرف وعرض اخواته بنات عدن الفدائيات بقيادة الفدائية نجوى مكاوي وسطر آخرون اروع لوحات الشجاعة والفداء في مسيرة النضال والانتصار لثورتي سبتمبر واكتوبر حتى تزينت الارض بالحرية ونبتت في شواهق الجبال والوديان والسفوح نقوش التضحيات ومنجزاتها.
وأكدت القاضية الدبعي، أن من المهم ان نأخذ من الماضي عبراً ومن ذكريات النضال دوافع ومحفزات تعيد لليمنيين وحدتهم وتحذرهم من عودة اعداء اليمن بثياب اخرى وبمسميات مختلفة تهدد اليوم كل تضحيات الآباء والاجداد وتدهس منجزاتهم حيث يمضي الوطن الى هاوية التمزق والشتات وقد صار الشعب في الجنوب والشمال مشردين في المنافي وبلدان المهجر بفعل الاحتراب والصراعات الداخلية ويفعل الحرب التي تقودها دول خارجية تحت اهداف ومسميات ، الظاهر منها استعادة الشرعية والفعلي هو هذا القتل والتدمير لليمن إرضاً وانساناً، كما أن هناك جماعات ومكونات قد ظهرت تمارس الظلم وتستجر الماضي البغيض.
وختمت حديثها بقولها :ايماني بما حققته ثورتا سبتمبر واكتوبر عميق الى الحد الذي يجعلني ادعو اخوتي في كل محافظات الوطن الى التوحد في جسد واحد وان ينبذوا المناطقية المقيتة وان يؤجلوا اي خلافات او تباينات حتى يعود الوطن موحداً وقوياً، اذ انه ما كان للآباء والاجداد ان ينتصروا على الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس (بريطانيا) ولا ان يسحقوا نظام الكهنوت الأمامي الا حين توحدوا ووحدوا الهدف والغاية والبندقية.. اما انطباعي اليوم ونحن نحتفل بذكري ثورة 26 سبتمبر و14 اكتوبر ووطننا بهذا الوضع الكارثي ونحن في اوطان الشتات فإن الدمع لا يكفي والألم اقل ما يمكن ان نحس به، ومع هذا ما زالت الأماني قائمة بأن ننهض ونعيد ترميم ما تهشم ونبني ما انهدم حتى يعود اليمن السعيد سعيداً.
وتحدثت الاستاذة غيداء اسماعيل صلاح - نائبة رئيس القطاع النسوي للمؤتمر الشعبي العام بمديرية عنس محافظة ذمار- عن مدلولات الاحتفال بذكرى الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر المجيدتين، قائلة: في البداية ابعث بالتهاني والتبريكات الى رئيس المؤتمر الشعبي العام الشيخ صادق بن امين ابو راس حفظه الله والى جميع قيادات المؤتمر الشعبي العام.
وإذا ما تحدثت عن ثورة الـ26 من سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين، فقد كانتا بمثابة النور الساطع الذى اضاء كون اليمنيين واتاحت لهم اللحاق بالعالم وعصر العلم والتنوير، بفضل اولئك الاحرار الثوار الذين فجروها وناضلوا من اجلها، لتحدث الثورة اليمنية تحولاً سياسياً وثقافياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً وتنموياً لشعبنا اليمني العظيم على مدى عمرها المجيد.
وأضافت: اليوم ومن جديد يواجه ابناء الشعب اليمني الهجمة الشرسة والعدوانية التي حدثت في الـ 26 من مارس2015م، بقيادة النظام السعودي الذي أعتدى وما زال مستمراً في عدوانه وحصاره حتى هذه اللحظة على وطننا وشعبنا، مستخدماً كل الأسلحة المحرمة والفتاكة ومدمراً البنى التحتية ومقدرات اليمن واليمنيين، في محاولة بائسة لتركيع شعبنا، دون أن يتأمل التاريخ ويقرأ الحقائق التي تؤكد أن اليمنيين لا يمكن لهم ان يركعوا، وانهم ومن منطلق ثورة الـ 26 سبتمبر يرفضون أي وصاية أو تبعية، فالثورة السبتمبرية الخالدة التي اصطف حولها شعبنا منذ انطلاقتها إنما يؤكد من خلالها رغبته في الحياة الكريمة والعدالة والمساواة والديمقراطية، ورفضه كل اشكال التفاوت والعنصرية والتبعية والإذلال.
وفي ردها على أبرز التحديات التي تواجه الثورة، قالت: إن ابرز تلك التحديات هو الصراع القائم بين اليمنيين، والذي يفت من عضد الشعب، ويهدد مكتسباته، إضافة إلى أن هناك فعلاً تحدياً كبيراً نتيجة هذا الصراع الذي انشغل به اليمنيون، وقد يتم نسيان وتجاهل ومحو تضحيات الثوار الاحرار وما قدموه في سبيل تحقيق التحرر من الاستبداد والاستعمار البريطاني.
وختمت غيداء حديثها، قائلة: أرجو ان تطل علينا ذكرى الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر العام القادم، وقد تحقق لليمن الامن والامان وانتهاء الحرب ورفع الحصار وعودة اليمن كما كان سابقاً وان يكون ابناء الشعب يداً واحدة امام كل المطامع والمؤامرات التي تحاك ضد وطننا الغالي... حفظ الله اليمن ارضاً وانساناً، وعاشت ثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة وثورة 14من اكتوبر المجيدة.
أما القيادية في فرع حزب المؤتمر الشعبي العام بمحافظة عمران، نجلاء صالح، فقد أكدت أن قيام الثورة الأم سبتمبر ضد حكم الامامة الحكم المستبد الكهنوتي الذي عانى منه الشعب اليمني منه كثيراً في ظل الجهل والظلم والمرض والتخلف لم تعرف اليمن اي نوع من الرقي في عهد الامامة ثار ثوار اليمن ضد الظلم والجهل والفقر والمرض ونجحوا في تحرير اليمن من الائمة وللابد وكانت هذه الثورة هي الشرارة التي جعلت جنوب اليمن يثور ضد الاستعمار البريطاني البغيض فقد انطلقت ثورة 14 اكتوبر 1963 من جبال ردفان الابية ضد الاستعمار وكان النصر حليفهم حتى تم اجلاء آخر بريطاني من اليمن في 30 نوفمبر 1963 وتحرر اليمن من الامامة والاستعمار للابد.
الإعلامية نبيهة محضور من جهتها أشارت إلى أن ثورة الـ26 من سبتمبر والـ14 من اكتوبر مثلت جسر العبور للحرية، وميلاد الشعب اليمني الذي رزح تحت الظلم والاستبداد عقوداً من الزمن، وقالت: هذه الثورة غيرت مجرى التاريخ في اليمن واعادت مكانته التاريخية وصنعت تحولات جذرية في حياة الشعب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
وأكدت محضور أن يوم ثورة 26 سبتمبر، يوم خالد ومميز في ذاكرة الأجيال حين أعلن فيه قيام نظام جمهوري يقوم فيه الوطن على المؤسسة الدستورية والتشريعية وبناء اليمن والانطلاق نحو التقدم والازدهار من خلال أهداف الثورة التي كان جل اهتمامها الارتقاء بالإنسان اليمني على كافة الأصعدة، لذلك فإنه يتوجب على اليمنيين الحفاظ على هذه الأهداف التي كان أهمها إعادة تحقيق الوحدة اليمنية من خلال توحيد الصف والكلمة والهدف والتمسك بثوابت الوحدة والديمقراطية والتصدي لكل المؤامرات التي تسعى لتمزيق اليمن ونسيجه المجتمعي.. وعلى كافة القيادات اليمنية تغليب المصلحة العامة على الخاصة واستشعار المسؤولية تجاه الوطن أرضا وانسانا، خاصة في هذا المنعطف الخطير الذي تعيشه بلادنا.. كل عام ووطننا الحبيب بسلام وأمان واستقرار.
وتقول الفنانة التشكيلية البارزة سبأ عبدالرحمن القوسي: حين تطل علينا أهم مناسبة وطنية في تاريخ الشعب اليمني عبر العصور، ثورة الشعب اليمني 26 سبتمبر 1962 ، و14 اكتوبر 1963 ، نتذكر فيها معاناة ومظاهر من حقبّ الصراع الذي عاشه الشعب اليمني دهوراً من الظلام قبل تجليات الضحى المتجسدة في هذا التاريخ الذي أُسقطتّ فيه مفاهيم الحكم الأُسري لممالك، ودويلات، وأئمة، وسلطنات ومشيخيات، ومحميات كانت تستأثر لنفسها حق الحكم اسرياً، وراثياً، وسلالياً (سلطان ابن سلطان وشيخ بن شيخ، وحاكم ابن حاكم )، تقووا على شعبنا اليمني إما بالاصطفاء الإلهي كما غرروا على الشعب الجاهل المتدين، أو بالاستناد الى الغزاة كما عمل المحتل البريطاني، ولقد تمكن شعبنا اليمني خلال ثورته المجيدة من إسقاط هذه الثقافة السياسية، وتعرية المستظلين بها، ليؤسس النظام الجمهوري بمّا عبرت عنه الأهداف الستة لثورة 26 سبتمبر، والتي من المؤسف أنها لم ترَ كلها النور بشكلها الصحيح والمتكامل بفعل جُرم المتآمرين ضد الشعب اليمني وما حمله من ملامح جديدة لصنع حياته.
وأضافت: لن ننسى الدور الذي قامت به أسرة آل سعود وشاه إيران، وكل من حركتهم بريطانيا لإسقاط منجز اليمنيين وحلمهم، وثورتهم بحجة إعادة أسرة بيت حميد الدين، ولتستعيد بريطانيا المحافظات الجنوبية والشرقية التي حققت الثورة أهم أهدافها في استقلالها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد إنما ظلت المؤامرة مستمرة، من خلال أداء الحكومات المتعاقبة للثورة، فكان أداؤها الظالم المستبد والفاسد قد شوه معاني مسيرة الثورة اليمنية ليمكّن المتآمرين من الخارج أن يشاركوا العزف مع ضعاف النفوس وينموه نحو الدعوات الجهوية المناطقية والمذهبية الطائفية، ولإنعاش الحالمين بالعودة إلى الماضوية من الحكم الامامي الكهنوتي في المحافظات الشمالية، والسلاطيني المرتبط بالمشروع البريطاني في المحافظات الجنوبية.
وأشارت القوسي إلى أنه وبرغم هذه التحديات الكبيرة ظل الحراك الوطني من أجل تفعيل أهداف سبتمبر ، وترسيخ القيم الدستورية والوطنية كمرجعيات وطنية الى جانب القيم العرفية والشرعية ينافح قوى الفساد والظلم التي سعت وراء السلطة والثروة لتحرف الثورة عن مسارها ومقاصدها الحقيقية النبيلة ، بقصد إحلال نفسها كقوى حاكمة جديدة بديلة عن نظام الإمامة والنظام الانجلوسلاطيني في ثوب نظام جمهوري مزيف، إلا أن المعاني الحقيقية لثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر ونبل من قاموا بها قد ترسخت ضميرياً في ذاكرة الأجيال حتى صار الكل يتنافس بتنوع إيجابي نحو تجديد أداء مسيرة الثورة وأداء حكوماتها المتعاقبة بالنقد والمواجهة، ومهما كانت هوامش الفساد والظلم والاستبداد لكن ظلت هذه الأصوات مجلجلة في ضمائر الناس في أن يقدموا ما يرضي الجماهير ورغماً عن إرادتهم
وأكدت الفنانة التشكيلية سبأ القوسي أن أبرز التحديات التي تواجه الثورة اليمنية، من الداخل هو ارتهان النخب السياسية للخارج، وصولاً إلى شن العدوان السعودي على الجمهورية اليمنية، وتلاقي العامل الداخلي والخارجي في الهدف الساعي إلى تحطيم مشروع الدولة الوطنية في دولة الجمهورية اليمنية بالقضاء على أهم مؤسساتها العسكرية والأمنية وكل منجزات البنية التحتية وتفتيت النسيج الاجتماعي ، فصار البعض يفجر مخزونه المجنون من حقد على هذه الثورة ويحملها كل الصعوبات والمعاناة التي نعاني منها حتى الآن ويغني على عهد الإمامة وعهد الحكم البريطاني، فلا غرابة من سماع دعوات الانفصال تجلجل وتهتف في كل خطابات أصحاب المشاريع الصغيرة الجهوية والمناطقية، ولا غرابة في الترويج بالحكم الامامي السلالي بادعائه بالحكم الإلهي ، يصبح دعوة صريحة عبر الخطابات الدينية ومناسباتها وبما يؤصل للعنصرية المذهبية الطائفية التي قضت عليها ثورة سبتمبر واكتوبر .
وختمت حديثها بالقول: لن يعيد لثورة سبتمبر معانيها الا مواجهة الأخطار المحدّقة المذكورة أنفاً، وبمواجهة العدوان السعودي الأمريكي بما احتله من محافظات، وإنهاء الحصار، وكل ذلك لن يأتي إلا بتقوية الجبهة الداخلية بخطاب وطني جامع يعبر عن روح ثورة سبتمبر واكتوبر، وتطلعات كل الشعب اليمني، ويعبر عن تنوعه بمعتقداته وأفكاره لا يتسيد الخطاب هذا لون مذهبي طائفي جهوي سياسي.
وتقول مذيعة قناة اليمن اليوم، الإعلامية غادة الدكاك: إن احتفال الشعب بالذكرى الـ 59 لثورة 26 سبتمبر، هو تأكيد على أن الثورة باقية وخالدة في وجدان الشعب وأنها وجدت لتبقى للأبد، وليس فقط في الوضع الراهن بل وفي كل وضع وحال سنظل نحتفل لنعطي لهذه الثورة وذكراها زخماً أكبر، وليبقى عدو هذا الشعب متيقناً أن من انتزع حقه بالنار وكسر القيد والحديد حينها، يمكنه تكرار ما حدث ويمكنه أن يسلب الدجى فجره المختبئ من جديد، فالكرامة والحرية والمساواة والديمقراطية والعدالة ثوابت ومبادئ آمن بها الشعب وانطلقت لأجلها ثورة 26 سبتمبر، ولن يحيد عنها اليمنيون للأبد.
وأضافت: أجدادنا ومن بعدهم آباؤنا جمهوريون حتى النخاع، استردوا الحياة والضوء ليعلنوها ثورة بدأت لتحقق أهدافها ومطالب الشعب الثائر والعاشق للحياة، ونحن جمهوريون كنا وسنبقى وعلى دربهم ماضون، من أجل المكانة التاريخية والحضارية لليمن وعزته ونمائه.
من جهتها أكدت الأستاذة فاطمة الريمي - نائبة رئيس القطاع النسوي في الدائرة الـ 7 للمؤتمر الشعبي العام بأمانة العاصمة، أن ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر، قامتا للتحرر من حكم الإمامة والاستعباد والاستعمار، ومن خلالهما انتهى عهد الظلم والطغيان الذي جثم على صدور أبناء شعبنا اليمني لعقود وأزمنة عدة، مشيرة إلى أن الشعب اليمني الذي قام بهذه الثورة الخالدة وصنع التاريخ من خلالها، أراد ان يصل إلى الحرية والاستقلال التام في قراره السياسي، بعيداً عن قوى النفوذ والارتهان للخارج.
وتحدثت عن التحديات التي تواجه الثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر، و14 أكتوبر، من خلال زرع الفتنة والشقاق بين اليمنيين، واستدعاء الخارج للاعتداء على اليمن أرضاً وإنسانا، إضافة إلى خلق هذا الصراع الدامي بين اليمنيين، والذي مزق أواصر الإخاء بينهم، واستدعى النعرات المقيتة من الطبقية والعرقية والمذهبية والجهوية والمذهبية التي ثار عليها الأبطال في ستينيات القرن الماضي، وما زال الكثير يمضي في تحقيق هذا المخطط الهدام لليمن ومكتسباته، دون وعي أو إدراك أن اليمن يتسع لليمنيين جميعاً، وان الخارج لا يمكن له أن يفرض رغباته او اشخاصه او مكوناته على اليمنيين مهما فعل ومهما ساعد في استمرار التناحر الحاصل بين اليمنيين.
أما الإعلامية داليا دائل - قناة اليمن اليوم- فترى إن ذكرى ثورة 26 سبتمبر، مناسبة وطنية خالدة باقية وستظل تستوطن اذهان الاجيال السابقة والحالية فهي ذكرى التحرر من الظلم والاستبداد والافكار الرجعية وثورة تحمل حلم الشرفاء للحفاظ على الكرامة والعزة، ثورة صنعها الشعب من اجل مستقبل افضل ولتفتح افاق الامل، ثورة جمعت الكثير من التفاصيل التي يحكيها لنا التاريخ ويرويها من عاشوها، حتى نستطيع التحدث بحرية، وها نحن اليوم بعد 59 عاماً نعيش مبادئ الثورة السبتمبرية الخالدة في احترم الرأي والرأي الآخر.
وأضافت: لقد استطاعت المرأة اليمنية خلال عهد الثورة أن تكون رقماً صعباً وبالرغم من انني من جيل الوحدة المباركة، لكنني سمعت الكثير من النسوة التي شاركن في ثورة سبتمبر واكتوبر واعتز بهن.. فكل عام واليمن بخير عزيزة شامخة وكل عام والوطن يتعافى اكثر وكل عام وكل يمني افضل حالاً وأسأل الله أن تأتي الذكرى الستون وقد تحقق السلام وساد الوطن الحب والسكينة.
|