الميثاق نت -

الأحد, 26-سبتمبر-2021
علي‮ ‬الريمي‮ ‬ -
مهما بلغ حجم المؤامرات التي حيكت وما زالت تحاك ضد اليمن الكبير (الجمهورية اليمنية) وضد اليمنيين بمختلف تبايناتهم وانتماءاتهم إلا ان كل تلك المؤامرات القادمة من خارج الحدود (حتى وان وجدت تواطؤا من بعض الاذيال بالداخل) ستظل مجرد ارهاصات لن تنجح في تمزيق اليمن واليمنيين مهما بلغ حجمها وازدادت وتيرتها وقد ثبت فشلها وفشل كل المتربصين بالثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) الخالدة والمقدسة والمحمية بعناية الرحمن ويصونها كل ابناء بلد الحكمة والايمان مهما كان الاختلاف في وجهات النظر بين القوى السياسيه اليمنية فسيظل اليمن واحداً موحداً ووطناً يتسع لجميع ابنائه من كل الاطياف بعيداً عن الغاء الآخر فالكل شركاء في العيش والبقاء تحت مظلة الجمهورية اليمنية وهم كذلك معنيون بل وملزمون بضرورة الاشتراك جميعاً في الحفاظ على بقاء وتماسك وحدة الوطن..
ولن يحدث مثل هذا الموقف الوطني الطبيعي الا في حال توافق جميع ابنائه المخلصين الحريصين عليه على شكل النظام السياسي الذي يتوافق مع مصالح هذا الوطن ويراعي كافة الحقوق المتعلقة بجميع الاطراف والمكونات السياسية والاجتماعية، وغير ذلك سيبقى الوطن متشظياً وأبناؤه مشتتين اذا استمرت مواقف مكوناته متصلبة وترفض تقديم اي تنازلات لصالح الوطن ، إذ يعتبر البعض تقديم اي تنازلات لصالح الوطن وكأنها خيانة علماً ان بعض تلك الاطراف والمكونات تمارس الخيانة والعمالة بكل وضوح بعد ان اصبح مثل ذلك السلوك (الشاذ) مجرد وجهات‮ ‬نظر‮ !!‬
- في جميع المجتمعات الحضارية تتسابق وتتنافس الاحزاب والمكونات السياسية لتقديم افضل البرامج الهادفة إلى خدمة الناس البسطاء خصوصاً اولئك الذين ينتمون الى مختلف الشرائح الاجتماعية الاقل دخلاً والاكثر عطاء..
لكن للاسف الشديد في اليمن الكبير الواحد الموحد تتصارع غالبية تلك المكونات السياسية فيما بينها لتقديم مصالحها (الذاتية)على مصالح وطنها ومايخدم سكان ومنتسبي هذا الوطن المغلوب على امره والاكثر تضرراً مما تقوم به تلك الاطر والتنظيمات التي تدعي انها تعمل جاهدة لخدمة اليمن (البيت الكبير والحضن الدافئ لكل اليمنيين داخل الوطن وخارجه) وهو ادعاء ثبت بطلانه بالتجربة والبرهان من خلال ما يحدث حالياً ومايتعرض له اليمن واليمنيون عموماً منذ اكثر من ست سنوات من عدوان خارجي غاشم يحظى للاسف الشديد بدعم وتأييد من ثلة‮ ‬ممن‮ ‬يحسبون‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬الوطن‮ ‬كيمنيين‮ ‬ارتضوا‮ ‬الارتهان‮ ‬لاطراف‮ ‬خارجية‮ ‬لاتريد‮ ‬اي‮ ‬استقرار‮ ‬لليمن‮ ‬ولاترغب‮ ‬في‮ ‬رؤيته‮ ‬وأبنائه‮ ‬يعيشون‮ ‬حياة‮ ‬طبيعية‮ ‬مثل‮ ‬باقي‮ ‬شعوب‮ ‬العالم‮ ‬
لن يستمر مثل هذا الوضع غير الطبيعي في بلد الحكمة والايمان، فاليمن هذا البلد الضارب جذوره في اعماق الحضارة الانسانية وصاحب التاريخ العريق قادر على استعادة أمنه واستقراره ككيان ووطن واحد موحد وشعب يتسع لكل ابنائه فقط عندما يعود بعض ابنائه إلى رشدهم وهم مدركون‮ ‬تمام‮ ‬الادراك‮ ‬انه‮ ‬لن‮ ‬يحل‮ ‬معضلات‮ ‬اليمن‮ ‬الا‮ ‬اليمنيون‮ ‬فقط‮ ‬لاغير‮ ‬ولن‮ ‬يأتي‮ ‬الحل‮ ‬الشامل‮ ‬لما‮ ‬يعانيه‮ ‬وطنهم‮ ‬من‮ ‬اي‮ ‬طرف‮ ‬خارجي‮ ‬أو‮ ‬حتى‮ ‬عبر‮ ‬ماتُسمى‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬او‮ ‬المجتمع‮ ‬الدولي‮.. ‬
الثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬الخالدة‮ (‬سبتمبر‮ ‬وأكتوبر‮) ‬ثورة‮ ‬انسانية‮ ‬وتاريخية‮ ‬لاخوف‮ ‬عليها‮ ‬وستبقى‮ ‬راسخة‮ ‬وباقية‮ ‬الى‮ ‬ان‮ ‬يرث‮ ‬الله‮ ‬الارض‮ ‬ومن‮ ‬عليها‮.. ‬
ونحن نحتفل -هذه الايام - بالعام التاسع والخمسين لثورة 26 سبتمبر (الثورة الأم) والعام الثامن والخمسين لثورة 14 أكتوبر فإن الجميع يرجون ان يكون الاحتفال بإحياء ذكرى هذه الثورة المجيدة من خلال استحضار تضحيات الشهداء والمناضلين الذين ضحوا بدمائهم الزكية من اجل‮ ‬الانعتاق‮ ‬من‮ ‬النظام‮ ‬الكهنوتي‮ ‬الامامي‮ ‬البغيض‮ ‬وكذلك‮ ‬من‮ ‬اجل‮ ‬التحرر‮ ‬من‮ ‬الاستعمار‮ ‬البريطاني‮ ‬المقيت‮.. ‬
فكل ماقام به اولئك الابطال لكي يتحرر الوطن الحبيب من ربقة الكهنوت والغزاة المحتلين يستحق من كل اليمنيين -دون استثناء- السعي الجاد لتقديم التنازلات التي تحقق للوطن مصالحه باستعادة (اللحمة الداخلية) لتماسكها وتناغمها وتنهي كل مظاهر التشظي وقطع دابر الاصوات النشاز التي تعمل لخدمة الاجندة القادمة من خارج الحدود الهادفة لتمزيق وحدة وطننا الحبيب وتشتيت عرى ترابط النسيج الاجتماعي التي تجمع بينهم منذ انبلاج التاريخ وسيظل ذلك الترابط قائماً ومتيناً عصياً على كل محاولات التمزيق القادمة من هنا او هناك..
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:46 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61261.htm