الميثاق نت -

الأحد, 26-سبتمبر-2021
توفيق‮ ‬عثمان‮ ‬الشرعبي -
الصراعات التي تتوالد بين اليمنيين منذ العام 2011م تثير الرعب والقلق على مستقبل وطن وشعب يتضاءل فيه الأمل يوماً بعد يوم ، خصوصاً في ظل غياب أو تغييب لكثير من العقلاء الذين عهدناهم في المواقف والمنعطفات التاريخية الحرجة التي مر بها الوطن أصحاب مبادئ ثابتة ومواقف‮ ‬وازنة‮ ‬يجمعون‮ ‬ولايفرقون‮ ‬ينصحون‮ ‬ولايحرضون‮..‬
كل شيء جميل في هذا الوطن أصبح مهدداً بالاستهداف المباشر أو بالتجيير لصالح الصراع والتمزيق الذي يشتغل عليه ومن أجله الكثير ممن دأبوا على المتاجرة بالحروب والدماء والمواقف والمنجزات.. وفي مقدمة ذلك المكاسب الوطنية العليا التي لم تتحقق لهذا الوطن إلا بعد أنهار من أطهر وأنقى دماء الشرفاء والمخلصين من أحرار هذا الشعب العظيم ، حتى بات حلول المناسبات الوطنية المباركة وكأنها كوابيس على الوطن والشعب بفعل أجندة تعتمل بخبث لشيطنة كل شيء واللعب من خلال ذلك لمزيد من الصراع بين أبناء الوطن الواحد ،ولعل منجز الوحدة المباركة كان البداية للعب بهذه الملفات نحو خلق الصراع بين اليمنيين شمالاً وجنوباً، وقد نجح القائمون على ذلك بشكل كبير وملحوظ.. ليجد الشعب نفسه اليوم مع حلول الذكرى الـ 59 لثورة الـ26 من سبتمبر أمام أكثر من فريق يعمل بخبث للعب من خلال هذا المنجز للنخر في جسد الوطن عبر (مع وضد) الثورة المباركة ومحاولة جرها من جذورها إلى واقع الصراع القائم ، لأن هناك من يريد اللعب على أحداث وأحقاد وأخطاء الماضي واستثمار كل ذلك في تجارة الموت التي تديرها أدوات محلية برعاية خارجية..!!
فالذين يدعون انهم (مع) الثورة يتخذون من ذكرى تحقيقها الـ 59 دعاية إعلامية لتأليب الشعب ضد خصومهم ويكرسون الجهود للتهييج الجماهيري باسم الثورة لشيطنتهم والتحريض عليهم بدعوى الارتداد عن ثورة سبتمبر إلى ماقبلها..
بينما يتوهم من (يناوئون) الثورة أن غفلة من التاريخ سانحة اليوم للالتفاف عليها باسمها والتسلل منها ضدها تحت عناوين مختلفة وأشكال متنوعة .. متغافلين حقيقة أن ثورة الـ26 من سبتمبر فجرتها أسباب وعوامل جعلت منها حاجة شعبية ، وفترة سيئة حتمت مجيئها المتوهج بإلارادة‮ ‬الشعبية‮..‬
ومن خلال تتبع تاريخ ثورة سبتمبر نجد أنها واجهت انحرافات عنها باسمها، وانتكاسات في مسيرتها، والتفافات ضدها، وردّات إلى ماقبلها، وهذا أمر طبيعي تواجهه كل الثورات لأن من المستحيل أن نجد ثورةً ما تتمتع بإجماع شعبي مطلق على قيامها..
ولكن‮ ‬الثورات‮ ‬الحقيقية‮ ‬مهما‮ ‬تضخمت‮ ‬انتكاساتها‮ ‬فإنها‮ ‬تتجاوزها‮ ‬بالإرادة‮ ‬الشعبية‮ ‬وهذا‮ ‬ماهو‮ ‬حاصل‮ ‬مع‮ ‬ثورة‮ ‬سبتمبر‮ ‬المجيدة‮ ..‬
وإزاء ماتواجهه ثورة الـ26 من سبتمبر في ذكراها الـ59 لابد للقوى الوطنية والأحزاب والتنظيمات السياسية وفي صدارتها المؤتمر الشعبي العام - الذي تنتشر قواعده وكوادره في كل مناطق اليمن على امتداد خارطته الجغرافية -الوقوف بمسئولية أخلاقية ووطنية تجاه منجزات الوطن وثوابته العليا (الثورة، الجمهورية، الوحدة، التعددية) وعدم التواكل أو التساهل أو التهاون مع الأخطار التي تتهددها وفي مقدمة ذلك العدوان الغاشم الذي يستهدف سيادة واستقلال ووحدة اليمن وثورته وجمهوريته وبنيته وثرواته ،سواءً عبر عدوانه المباشر أم من خلال إذكائه‮ ‬النعرات‮ ‬الطائفية‮ ‬والمذهبية‮ ‬والعنصرية‮ ‬والمناطقية‮ ‬والجهوية‮ ‬بين‮ ‬أبناء‮ ‬الوطن‮ ‬الواحد‮ ‬لتمزيق‮ ‬نسيجهم‮ ‬الاجتماعي،‮ ‬لأن‮ ‬هذه‮ ‬الدعوات‮ ‬النتنة‮ ‬تعد‮ ‬مثالب‮ ‬الرجعية‮ ‬وأقوى‮ ‬الذرائع‮ ‬للاستعمار‮..‬
وبالتالي فإن أي إخفاق للقوى الحية وتحديداً المؤتمر الشعبي العام - باعتباره رهاناً وازناً - في مواجهة تلك الدعوات وتعرية أصحابها سيكون على حساب المكاسب الوطنية الاستراتيجية التي تحققت لشعبنا العظيم بفضل ثورته الأم الـ 26 من سبتمبر المجيد التي تواصل اليوم فعلها‮ ‬الثوري‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬الأحداث‮ ‬وصمود‮ ‬المواقف‮ ‬في‮ ‬مواجهة‮ ‬أعدائها‮.. ‬أعداء‮ ‬اليمن‮ ‬التاريخيين‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 10:35 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61263.htm