الميثاق نت -

الإثنين, 27-سبتمبر-2021
حاوره/ راسل القرشي: -
هو واحد من القيادات الوطنية الشجاعة التي اختارت أن تصطف في خندق الوطن والدفاع عن كرامته وسيادته واستقلاله ، يعي ويدرك ماذا يعني الولاء والانتماء للوطن والدفاع عنه في مواجهة أي عدوان غاشم يتعرض له ، كما يدرك أن المسئولية ليست استعراض أو خطاب تعنيف وتخويف وترهيب وإنما هي تشريف وخطاب تكليف..
هذا هو الفريق سلطان السامعي- عضو المجلس السياسي الأعلى- الذي يتعاطى مع مختلف القضايا الوطنية بروح المسئولية وبكل الصدق ، ولا يقبل أن تكون اليمن ووحدته وسيادته واستقلاله قضية تخضع للمساومة أو المزايدة أو لحسابات الربح والخسارة..
في هذا الحوار الذي اجرته معه "الميثاق" يتحدث الفريق سلطان السامعي عن الدور التنويري الذي احدثته الثورة اليمنية "26 سبتمبر و14 اكتوبر" ، كما تحدث عن العوائق والتحديات والصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية التي واجهتها الثورة وحالت بينها وبين التفرغ لتحقيق أهدافها..
وتحدث أيضاً عن دور النظام السعودي القديم الجديد في اجهاض الثورة وكيف كانت وما زالت وراء كل الأزمات التي يشهدها شعبنا ووطننا..
وكشف الفريق السامعي في سياق هذا الحوار عن أهداف واطماع النظام السعودي من وراء شنه العدوان على بلادنا منذ قرابة سبع سنوات..

إلى تفاصيل الحوار:

* وهي في نهاية عقدها السادس .. ما الذي تمثله الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م في تاريخ الشعب اليمني المعاصر؟
- بداية أهلاً وسهلاً بكم أخي العزيز وتحية لصحيفة "الميثاق" ولمواقفها الوطنية الأصيلة في مناهضة العدوان .. وبخصوص سؤالكم أود القول إن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر مثلت مرحلة مهمة من تاريخنا الوطني وشكلت عاملاً اساسياً في التحولات التي شهدها الوطن اليمني وانعكست ايضاً على الواقع الاجتماعي من خلال دورها التنويري الذي انعكس على ثقافة المواطن وقناعته ومنحته القدرة على تلمس همومه والتعبير عن قناعته الوطنية بحرية واستقلالية وقد جاءت ثورة 21 سبتمبر 2014م امتداداً لثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر ولتصحيح مسارهما بما يخدم أهداف وتطلعات الوطن والمواطن .


* الثورة اليمنية أين أخفقت وأين نجحت؟
- لقد واجهت الثورة اليمنية ومنذ لحظة انطلاقها عام 1962م الكثير من العوائق والتحديات وهي العوائق التي دفعتنا الى القيام بثورة 21 سبتمبر عام 2014م على امل إعادة الثورة الى مسارها الطبيعي وانتزاع قرارها الوطني ممن عمل على مصادرته من خلال إفراغ الثورة من اهدافها الوطنية والاجتماعية ومصادرة إرادة شعبنا والتحكم بخياراته واجباره على العيش في دائرة التبعية والارتهان واعتبار الوطن مجرد حديقة خلفية لانظمة الجوار المرتهنة للقوى الاستعمارية والصهيونية بدليل أننا حين عملنا على استعادة قرارنا والتحرر من ثقافة الهيمنة والتبعية لم يترددوا عن شن عدوانهم علينا وعلى شعبنا وفرض حصارهم الجائر على شعبنا دون وجه حق ودون ان يكون هناك اسباب دافعة لشن عدوانهم الغاشم على وطننا وشعبنا وتدمير كل مقدراته وامكاناته ، ولم تسلم من عدوانهم حتى المباني والمواقع الاثرية والمدارس والمستشفيات والطرق والجسور، ومن يركز على الاهداف التي استهدفتها دول العدوان سيدرك مدى حقد هذه الدول على شعبنا وعلى وطننا إذ ان ما يقارب من 80٪ من اهداف العدوان التي ضربت ودمرت بصورة كلية وجزئية هي اهداف مدنية وتنموية ولا علاقة لها بأي انشطة عسكرية وهذا السلوك كافٍ ليكشف عن دوافع دول العدوان وغايتها في تركيع شعبنا ، ولكن محاولتها باءت بالفشل وشعبنا استطاع بفضل الله ثم حكمة قيادته الوطنية فرض خياراته على المعتدين الذين عليهم اعادة حساباتهم.. وهنا اجدها مناسبة لأقول لهم أي لدول العدوان أن كل ما تقومون به فاشل وانتم تدركون ذلك وتعلمون انكم في حالة الهزيمة وعليكم ان لا تكابروا واعترفوا بهزيمتكم فأنتم لن تقهروا شعبنا فهو يمتلك من عوامل القوة ما يكفل له الانتصار عليكم مهما حاولتم اطالة امد عدوانكم .

* الثورات العربية ومنها الثورة اليمنية نشأ جدل حولها بين تسميتها ثورة وانقلاب .. ماذا عن هذا التقييم..؟
- علمياً الانقلاب يعرف بانقلاب داخل مكونات النظام الواحد، لكن ما حدث في 26 سبتمبر 1962م كان ثورة وإن كان من قام بها مجموعة ينتمون للقوات المسلحة ذات الأثر المحدود حينها لكن ما حصل بعد قيامها من تفاعل شعبي جعلها ثورة لكن للاسف وبسبب العوائق التي واجهتها والصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية الاقليمية والدولية حال بينها وبين التفرغ لتحقيق اهدافها وترجمة تلك الاهداف الى مشروع اجتماعي يقود عملية التغيير الشامل ولهذا جاءت ثورة 21 سبتمبر 2014م في محاولة منها لتصحيح مسار الثورة الأم والانتصار لأهدافها من خلال تبني مشروع اجتماعي وحضاري شامل يعيد لشعبنا ثقته بذاته ويمكنه من استعادة قراره واستقلاله السيادي وادارة نفسه بعيدا عن الهيمنة والتبعية للمحاور الخارجية واقامة علاقة ندية مع الجميع قائمة على احترام متبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلادنا وعلى قاعدة عنوانها »نصادق من يصادقنا ونعادي من يعادينا« .

* جدلية العلاقة بين الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر من حيث الانتصار اليمني في السبعين يوماً ونيل الاستقلال الناجز من الاستعمار البريطاني..؟
- انا من المؤمنين والقائلين دوماً بواحدية الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر فهما حدثان في حدث واحد ويكملان بعضهما بمعزل عن التفسيرات السياسية اللاحقة التي برزت على اثر الخلافات السياسية التي تفجرت بعد قيام الوحدة واستخدمت كجزء من خطاب التنابز السياسي وهو الخطاب الذي اوصلنا للاسف الى ما نحن عليه اليوم ، فقد كانت ثورة 26 سبتمبر هي الدافع والمحرك والحاضنة لثورة 14 اكتوبر وهذه الحقيقة جسدتها كل احداثنا الوطنية ولا تزال تجسدها حتى اللحظة وستبقى كذلك حتى قيام الساعة بغض النظر عن الخطاب الانتقاصي الذي نسمعه من هنا وهناك من قبل بعض البائسين والمحبطين والمرتهنين للخارج من الباحثين عن مصالحهم الخاصة على حساب وحدة الوطن والشعب .

* إلى أي مدى لعبت العوامل الداخلية والخارجية في التأثير على مسارات الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر..؟
- لم ترفع المحاور الخارجية يدها عن بلادنا وقرارها الوطني وكانت سبباً للصراعات والخلافات والحروب الداخلية فيما بين انظمة الشطرين او بعد قيام الوحدة واكبر دليل هذا العدوان الذي يشن على بلادنا منذ قررنا انتزاع قرارنا وحقنا في السيادة والاستقلال السيادي والتحرر من التبعية والهيمنة للخارج بشقيه الاقليمي والدولي من خلال ثورة 21 سبتمبر فالعدوان الذي نواجهه لم يأتِ بدافع ما اسموه (إعادة الشرعية) بل هدف العدوان كان ولا يزال هو كسر إرادتنا الوطنية والحيلولة دون استقلالنا وتفردنا بقرارنا السيادي وممارسة استقلالنا بعيداً عن الهيمنة ،ولأجل تحقيق هذه الغاية العدوانية عملت الاطراف الخارجية الاقليمية منها والدولية على افشال كل تفاهماتنا الداخلية وسعت لاستقطاب ضعفاء النفوس وصنعت منهم رموزاً ثم اخذتهم كرهائن في قبضتها لتستمد منهم شرعية عدوانها على وطننا وشعبنا وهو سلوك سيعود عليهم بالخزي والعار لان شعبنا لن يتراجع عن الدفاع عن حقوقه وهويته وقراره، والمرتزقة مهما كانت مكانتهم ومواقعهم لن يكونوا هم من يقرر مصير شعب وإرادة وطن، ولنا الكثير من الامثلة وخذ الحالة الفيتنامية نموذجاً أو حكومة (فيجي) في فرنسا التي نصبها الاستعمار النازي لكن في النهاية هربت حكومة (فيجي) مع المستعمر لان الشعب الفرنسي لم يقبل بالتعايش مع حكومة ساهمت في استعماره واستقوت عليه بالمستعمر ومنه استمدت شرعيتها في الحكم لسنوات .

* ماذا عن الدور السعودي في تغيير مسار الثورة .. وأين يتقاطع عدوان الأمس مع عدوان اليوم في هذا الجانب..؟
- لم تكن الجارة لنا يوماً جارة بل كانت ولاتزال وسوف تستمر هي العدو الاساسي لشعبنا فهي لم تُبدِ يوماً حسن نيتها مع وطننا وشعبنا لانها تدرك أن أي استقرار في بلادنا ينعكس عليها بصورة سلبية وأي تقدم في بلادنا يتحول ضد نظام حكمها الرجعي والعميل المرتهن وهنا أود ان اشير إلى ان لنا عند شعب نجد والحجاز وهم اخواننا لنا عندهم جمائل كثيرة نستحق منهم عليها الكثير من الشكر فلولانا ولولا حراكنا الوطني لما حصلوا على الامتيازات التي يتحدثون عنها اليوم فكل الانفتاح الذي حدث عندهم خلال السنوات القليلة الماضية ما كان له أن يحدث لولا التحولات التي حدثت في بلادنا .
وفيما يتعلق بعدوان الامس واليوم فإن جارة السوء تعمل دوماً على الكيد لبلادنا وشعبنا وتوظف قدراتها وامكاناتها المادية وعلاقتها للإساءة لشعبنا ووطننا واستهدافهما ومن اجل هذا لا تترك هذه الجارة ثغرة متاحة امامها لاستهدافنا واستهداف امننا واستقرارنا وتقدمنا فهي تريد ان تفرض علينا قوانينها واجبارنا على العيش في دائرة التخلف والتبعية والارتهان ، وجميعنا يدرك ويعلم ان جارة السوء كانت تتدخل وتفرض خياراتها في كل ما يتعلق بشؤوننا وكنا وما نزال نحن وهم في حالة تنافر وحذر اذ لم تصل علاقتنا يوماً لمرحلة الثقة والاطمئنان ..والسبب اصرارها على التدخل في شؤوننا وسعيها إلى اعاقة كل محاولة نهوض حضاري نقدم عليها..

* واحدية الثورة اليمنية لم تتجسد في توحيد الوطن بعد الاستقلال وانتصار الجمهورية .. لماذا..؟
- سأجيب باختصار لأن ثمة رغبات إقليمية ودولية كانت تعارض فكرة تقارب اليمنيين ولان هذه كانت رغبة جارة السوء وإذا اردت معرفة المزيد من ازمات بلادنا فتش عن جارة السوء واطماعها ورغباتها وشكراً لكم.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 10:02 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61265.htm