الميثاق نت -

الثلاثاء, 28-سبتمبر-2021
الشيخ / جابر عبدالله غالب الوهباني❊ -
تبقى ثورة الـ 26 من سبتمبر هي الثورة الأم التي أيقظت فينا روح النضال والكفاح وعلمتنا أن الإرادة الوطنية لا تتجلى بالأقوال فحسب وإنما بالأعمال التي تنفع الناس وتمكث في الأرض وما دونها يذهب جفاء غير مأسوف عليه.

ثورة الـ 26 من سبتمبر رسخت لدى اليمنيين روح التضامن فيما بينهم -شمالاً وجنوباً- والانتماء لهذه الأرض بعد أن كادوا يصابون بالخيبة واليأس والقنوط ،ويفقدون الأمل في تغيير الوضع الجاثم على صدورهم عقوداً سامهم خلالها الحاكم المستبد الويلات وحرمهم من العيش الكريم كما تعيش بقية شعوب العالم.

لقد سبق ثورة الـ 26 من سبتمبر ثورات إلا إنها تعثرت وباءت بالفشل نتيجة غياب التخطيط السليم ، ولكنها لم تصب المناضلين باليأس والهزيمة وتدفعهم للهروب والانزواء رغم فقدانهم زملائهم الأحرار الذين قضوا تحت مقصلة الإمامة ، بل كانت تلك الثورات محركاً ودافعاً قوياً للاستمرار في نضالهم وتوجهاتهم الثورية حتى تحقيق النصر والقضاء على الحكم الإمامي الديكتاتوري المستبد.

انتصرت الثورة بتوحد الإرادة الشعبية تحت قيادة واحدة هدفها في الأول والأخير إنهاء كل اشكال الظلم والقضاء على كل صور الجهل والتخلف والانغلاق التي كانت عنواناً لنظام الحكم الإمامي المستبد والذي كان يرفض تغييرها خوفاً من تعلم الشعب وتنمية وعيه الفكري ومن ثم التفكير في الثورة عليه بحثاً عن نظام سياسي يؤمن بالشراكة المجتمعية في بناء الوطن وتنميته.

كانت ثورة 26 سبتمبر المجيدة الدافعة والمحركة لثورة الـ14 من اكتوبر الخالدة حتى تحقق النصر الشعبي الكبير في الـ30 من نوفمبر 1967م يوم تحقيق الاستقلال الناجز ورحيل آخر جندي بريطاني من ارضنا يجر خلفه اذيال الخزي والذل والعار.

إنها الروح الثورية التي جسدت حقيقة واحدية الثورة اليمنية واثبت معها أبناء شعبنا العظيم أن اليمن واحدة ولا يمكن لها أن تتجزأ مهما حاول السياسيون العمل عكس ذلك.

وواصلت الثورة اليمنية المباركة "26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر" مسيرتها إلى إعادة تحقيق الوحدة المباركة وإن تأخرت سنوات إلا أن الإرادة السياسية والشعبية كانت تتجه إلى تحقيق هذا المنجز العظيم الذي أعاد لليمن روحه الواحدة وعنوانها الكبير الذي ارتسم في سماء الوطن العربي بوضوح ودون رتوش.

انتصرت الثورة اليمنية بفضل الله ثم بإرادة وشجاعة المناضلين الذين رووا شجرتها بدمائهم الزكية رغم كل المؤامرات التي حيكت ضدها، والمخططات التي استهدفت روحها الوقَّادة المتوهجة.

ولا شك أن هذا العدوان الذي يشنه النظامان السعودي والإماراتي وبشراكة أمريكية بريطانية غربية منذ ما يقارب سبع سنوات يصب في إطار هذه المؤامرات المستمرة التي لم تهدأ طيلة سنوات عمرها وتهدف إلى تقسيم وتشظيه اليمن وتحويله إلى كانتونات متصارعة فيما بينها.

سبع سنوات من عدوان غاشم لم يستطع خلالها تحقيق أهدافه ونراهم اليوم يفرون مهزومين في كل جبهات الصمود تحت ضربات رجال الرجال من أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الشرفاء والذين يلقنونهم دروساً قاسية لم ولن ينسوها وتجعلهم يدركون أن اليمن عصية على أي عدوان يستهدف أمنه ووحدته واستقلاله وسيادته.

ويقيناً.. مثلما انتصرت الثورة اليمنية المباركة في 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر" سينتصر اليمنيون على هذا العدوان الغاشم وسيدفع قادته وكل المتآمرين معهم إلى الخروج من ارضنا المباركة الطاهرة التي لا تقبل الغزاة والخونة والعملاء.

هنيئاً لأبناء شعبنا أعياد الثورة اليمنية المباركة .. هنيئاً لهم هذه الملاحم والانتصارات التي يسطّرها ابطال الجيش واللجان الشعبية وكل ابناء الشعب الشرفاء على تراب الوطن الطاهر .. والرحمة لمن استشهدوا في جبهات العزة والصمود والمقاومة.. والشفاء والعافية لكل الجرحى بإذن الله.

النصر للوطن.. والخزي والذل للعدوان وأذنابه وعملائه.



❊ عضو المجلس السياسي الأعلى - الأمين العام المساعد للمؤتمر
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 08:24 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61274.htm