محمد اللوزي - ستبقى ثورة 26سبتمبر و14 أكتوبر نبض كل اليمانيين عشاق الحرية ومنهلاً عذباً لمعاني التجدد والعطاء والوفاء لقيم نبيلة وأهداف عظيمة.. من عظمة هذه الثورة أنها راسخة في الوجدان اليمني، وأن كل ما واجهته من صعاب ومؤامرات ودسائس ومحاولة طمس معالمها قد باء بالفشل، وتعثر أمام عظمة الأهداف الستة الخالدة التي ستبقى عنواناً لمعنى الانتماء الوطني. وأن هذه الثورة التي واجهت تحديات وصعاباً وعراقيل ومحاولة مكر ووقيعة ودسيسة قد استطاعت أن تقفز على كل ذلك، لتبقى ترانيم مجد يدرك معناها وجمالياتها من يفقهون معنى الحرية والكرامة والعزة وميادين الإنتاج والعمل، لذلك خاسر من رام منها أن ينال. لكونها ثورة قيم ومبادئ ولأنها ترسخت في كل المجالات سياسيا واقتصاديا وثقافيا.، لذلك كتب عنها المؤرخون، كثورة تمت بصلة قوية الى المستقبل، وترنم بها الشعراء والمبدعون حتى أنها صارت ايقونة حب، لحنها اروع الفانين وأكثرهم حضوراً في وجدان الإنسان اليمني، ولم تحظ ثورة عبر التاريخ الوطني كما حظيت من كتابات وشعر وأرخنة لها، ومقارنتها بين زمنين ماض مؤلم وشاحب وقادم يحدوه أمل وعنفوان ومسيرة نضال.. ثورة أكتسبت مجدها من انجازات هائلة بالقياس الى حجم وأبعاد المؤامرة وشحة الامكانات، إلا أنها مضت قدماً في صنع اروع الاشراقات، فكانت بمثابة عرس وطني بهي ولايزال.. ويقيناً أن ثورة تطلعها إنساني ومبادئها عدالة ومساواة وانتصار لقيم، لايمكن أن تبور مهما تنطع المتنطعون وحاروا وداروا. فحتى وجودهم اكتسبوه منها وإن تعالوا عليها، وإذاً هي مدار فرح وإعجاز حقيقي، وإن خفتت الأضواء وحاول الآخرون اطفاءها فلن تكون إلا ثورة مستمرة، تتوالى فيها الانتصارات وتتقدم الى مستوى يعجز المستهدفون لها عن الإتيان على شيء منها.. ويكفي عظمة هذه الثورة أنها حققت وحدة وطن، وأنجزت المعنى الحقيقي لمفاهيم الديمقراطية رغم بعض العثرات والخيبات بفعل تجاذبات قوى وانتهازية دخلاء، ومع ذلك ما ضعفت أو لانت أو أتت عليها فلول قوى الرجعية، لأنها نبتت من ضرورة وحاجة الإنسان اليمني الى حياة حرة كريمة وعدالة ومساواة.. ويقيناً أنها ثورة انتصار الإنسان اليمني على الطغاة والظلم.. وإنها فصل من فصول النضال المبدئي الشريف في سياق التاريخ الوطني لن تمحو سطوره الزمان، ولن تعيق تواصلها محبطات بشر لايفقهون معنى الحرية، وهي تحولات نهضوية بتفتح على كل ما هو خير بعيداً عن فقه السلطان وثقافة القمع.
فهنيئاً لشعب ثورته انبثقت من توقه للحياة جمالاً وحباً وعزة وكرامة. |