الميثاق نت: - برعاية الشيخ صادق بن أمين أبو راس - رئيس المؤتمر الشعبي العام ، نظم معهد الميثاق للتدريب والدراسات والبحوث صباح اليوم في العاصمة صنعاء ندوة بعنوان: "الذكرى الـ59 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر .. والذكرى الـ58 لثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدتين.. وآفاق المستقبل" بحضور الامينين العامين المساعدين الشيخ جابر عبالله غالب وفاطمة الخطري ورئيس هيئة الرقابة التنظيمية نجيب العجي، وعدد من أعضاء اللجنة العامة والأمانة العامة والهيئات النيابية والشوروية والوزارية.
وفي الندوة التي أدارها الاستاذ الدكتور أحمد عقبات عميد معهد الميثاق ، هنأ الامين العام المساعد للمؤتمر الشيخ جابر عبدالله الوهباني المشاركين في الندوة بمناسبة حلول العيد الوطني التاسع والخمسين لثورة 26 سبتمبر 1962م والعيد الوطني الثامن والخمسين لثورة 14 اكتوبر 1963 والعيد الوطني الرابع والخمسين للاستقلال 30 نوفمبر 1967م.
وثمن الوهباني عاليا تضحيات الشعب اليمني التي قدمها في سبيل تحقيق الثورة اليمنية الخالدة. وقال إن الاحتفاء اليوم بذكرى ثورة الـ26 سبتمبر والـ14 اكتوبر الخالدتين يتطلب من الجميع استذكار حجم التضحيات التي صنعت فجر اليمن الجديد بإنهاء نظام الكهنوت وطرد المحتل ، وكذا واستلهامها في مزيد من الاستبسال والصمود في مقارعة ومواجهة العدوان الغاشم والغزاة والمحتلين الجدد.
وأكد الامين العام المساعد على ضرورة اقامة فعاليات واحتفالات احتفاءا بذكرى الثورتين السبتمبرية والاكتوبرية تشمل كافة المحافظات والمدن اليمنية، لما لها من أهمية بالغة في تأريخ اليمن المعاصر.
وفي السياق أيضا، تحدث الامين العام المساعد للمؤتمر ، فاطمة الخطري، عن أن الثورة اليمنية المباركة أتاحت الكثير من الانجازات المنجزات المتميزة في مختلف المجالات السياسية والتنموية.
واشارت إلى أن بعضها تمثل بتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي وذلك من خلال التعامل بحكمة ومعالجة المشاكل الداخلية الناتجة عن التشطير للوطن اليمني وانجاز خطوات صادقة نحو اعادة تحقيق الوحدة اليمنية ارضا وانسانا ، بالاضافة إلى توحيد القوى السياسية في الساحة اليمنية في إطار فكري عام مستمد مبادئه وأهدافة من العقيدة الاسلامية (الميثاق الوطني)، حيث شارك في صياغته كافة أبناء الشعب اليمني.
وبخصوص ما حققته الثورة السبتمبرية للمرأة اليمنية على كافة الاصعدة ، قالت الخطري ، في ورقة عمل قدمتها خلال الندوة، إن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر انصفت المرأة واعادت اليها اعتبارها ومنحتها حقوقا كنصف المجتمع ، كما منحتها أعظم حق وهو حق التعليم ولو أن ذلك الحق هو كل ما حصدته المرأة من ثورة سبتمبر المجيدة لكان أعظم انجاز تحقق لها.
ولفتت إلى أن من بين انجازات الثورة التي تحققت للمرأة اليمنية أيضا هو صدور عدد من القوانين منها مجانية تعليم الفتاة ودعم الاسر الريفية في تعليم البنات وبناء مدارس للبنات ودعم المعلمات في الارياف وغيرها من القوانين والتشريعات الاخرى التي خدمت وتخدم المرأة.
وقالت الخطري إن المرأة حققت بذات الوقت مكاسب عديدة وهامة في المشاركة السياسية ، حيث حصلت على الفرصة الكاملة للمشاركة في الانتخابات العامة والمحلية وفي مجال العمل وحظيت بدعم تبوأت مناصب متقدمة وزيرة وسفيرة ومدير عام وغيرها من المناصب الاخرى.
وأضافت: لقد استطاعت المرأة في ظل الثورة السبتمبرية أن تجد لنفسها مكانة مميزة في مسيرة العمل السياسي ونجحت في أن تكون مشاركة وحاضرة بقوة وباقتدار في الحياة السياسية اليمنية بشكل مباشر وغير مباشر. ولفتت إلى أنه ومنذ ثورة 26 سبتمبر تضاءلت الفروق بينها وبين الرجل إذ لم تعد هناك أية عوائق تحول بينها وبين أن تكون في صدارة مؤسسات وقنوات العمل السياسي والحزبي والإداري للبلاد.
ومضت بالقول : "ولعل ذلك الدور الذي باتت المرأة اليمنية تلعبه على الصعيد السياسي هو الجانب المبشر الذي يصف حال المرأة اليمنية ونظرتنا إلى ورها ومشاركتها في الحياة السياسية من خلال المسؤوليات الحكومية والمجتمعية العليا التي تتولاها المرأة أما دورها غير المباشر فيمكن في متابعتها الحثيثة لتطورات الوضع السياسي في البلاد ومناقشته مع شريكها الرجل.
وذكرت أن للمرأة في اليمن أدوار مهمة للغاية لا يمكن تجاهلها أو غض الطرف عنه فهي في المجتمع وفي الحياة العامة والاقتصادية والسياسية. لافتة إلى أن المرأة قطعت شوطا كبيرا في التقدم مقارنة بما كانت عليه قبل أربعة عقود تقريبا، واستطاعت أن تتجاوز الكثير من الصعوبات والعقبات.
وفي ورقة عمل أخرى عن "دور المؤتمر الشعبي العام في تحقيق أهداف ثورة 26 سبتمبر" قال رئيس دائرة الرقابة التنظيمية ، الدكتور بشير العماد ، إن المؤتمر يعد حامل المشروع الوطني منذ بداية تأسيسه عام 1982.
وأضاف: إن الحوار الوطني الواسع الذي سبق التأسيس نتج عنه الميثاق الوطني الذي تضمن ترجمة فعلية لأهداف ومضامين أهداف الثورة اليمنية 26 سبتمبر.
وأفاد الدكتور العماد بأن حزب المؤتمر جاء من رحم التربة اليمنية الطاهرة غير مرتبط بأي كيانات خارجية مجسداً بذلك الهدف الأول من أهداف الثورة اليمنية التحرر من الاستعمار والاستبداد و....الخ.
وتطرق العماد بسياق حديثة إلى دور المؤتمر في تحقيق أهداف الثورة اليمنية وفق كافة وثائقه وأدبياته وكذا وفق البناء النظري للمؤتمر في الميثاق الوطني (المنهاج النظري للمؤتمر) والتنشئة التنظيمية للعضو باعتباره أساس وجوهر العمل التنظيمي والعمل السياسي بشكل عام.
وأوضح أن رؤية أي تنظيم سياسي وخلفيته تتضمنها وثائق وأدبيات وهنا نجد أن المنهج النظري للمؤتمر الشعبي (الميثاق الوطني) قد تضمنت هذه الرؤية بوضوح مجسداً أهداف ثورة 26 سبتمبر ونستعرض ذلك بالحقائق الخمس.
وأشار إلى أن القراءة المتعمقة للحقائق الخمس في الميثاق الوطني تؤكد أن المؤتمر قدم ويقدم رؤية وطنية شاملة ومتكاملة لبناء الدولة الحديثة، مع الاهتمام الكامل بكافة الجوانب المتعلقة ببناء الدولة والمجتمع والتي تعد الأساس لثورة السادس والعشرين من سبتمبر.
وقال الدكتور العماد إن المؤتمر لم يكتف بالنص في وثائقه وأدبياته على الالتزام بأهداف ثورة 26 سبتمبر بل تجاوز ذلك إلى التنشئة التنظيمية لعضو المؤتمر ، حيث نص النظام الداخلي ولائحة شئون العضوية على أهم واجبات عضو المؤتمر الشعبي العام التمسك والعمل بأهداف ثورة 26 سبتمبر باعتبار ذلك التزام بالثوابت الوطنية ومنها أهداف الثورة اليمنية كما نصت لائحة المخالفات والجزاءات التنظيمية على توقيع عقوبة اللوم على العضو.
واختتم رئيس دائرة الرقابة التنظيمية حديثة بالقول: "إن المؤتمر استلهم أهداف ومبادئ ثورة 26 سبتمبر في وثائقه وبرامجه باعتبار ذلك ركيزة هامة في بناء وتنشئة عضو المؤتمر وكذلك يعد اسهاماً في بناء وتشكيل الدولة اليمنية".
وبدوره، قال الدكتور مجاهد اليتيم إن ما حدث في صباح يوم الـ26 من سبتمبر 1962م لم يكن حركة فوقية تستهدف إصلاح اختلالات في هياكل السلطة أو تعديل توازنات القوى والمصالح التي تدير مفاعيل الدولة ووظائفها بغية لتقليل من الطابع الثوري لذلك الحدث الذي غير بشكل حاسم مجرى التاريخ الوطني الحديث للشعب اليمني.
وأضاف اليتيم ، في ورقة عمل بعنوان : "59 عاما من عمر الثورة السبتمرية الخالدة"، إنه منذ اللحظات الاولى لاعلان البيان الاول للثورة السبتمبرية الخالد لم تعد القضية التي حركت نخبة طليعية وشجاعة من الضباط الاحرار لاسقاط النظام الامامي الكهنوتي وإقامة أول نظام جمهوري في شبة الجزيرة العربية.
وأشار الى تطور الاحداث منذ بزوغ شمس الـ26 من سبتمبر 1962م ليجد الشعب اليمني شمالا وجنوبا أن العملية الوطنية التاريخية التي بدأها منذ الثلاثينات وصلت في ذلك اليوم إلى مرحلة حاسمة من الفعالية والانجاز بعد مسيرة وطنية كفاحية طويلة انتهجتها الحركة الوطنية اليمنية المعاصرة وعمدتها بالدماء والتضحيات.
وفي حين أكد الدكتور اليتيم أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة مثلت الحاضنة الرئيسية والمحفز الاول لثورة الـ14 من أكتوبر 1963م . اعتبر ايضا أنها لم تكن مجرد فعل عسكري نخبوي وإنما التحاما شعبيا زاخرا بالعطاء والتضحيات، كونه لحظة تفاعل حي وصيرورة تاريخية لحركة فكرية وسياسية واجتماعية جامعة .
ولفت إلى أن الثورة السبتمبرية الخالدة فاتحة تحول تقدمي حضاري عظيم غيرت مسار الحياة في وطن الايمان والحكمة والفقه ونقلته من عالم الظلام الدامس والانغلاق والتحجر إلى عالم النور والتحول والانطلاقة.
وأكد اليتيم أن الـ 26 سبتمبر ، والـ 14 اكتوبر واحدثية الثورة والجذور وجدلية الترابط بين الثورتين وملحمة للكفاح المسلح. وذكر أن الاحتفاء بثورة الـ26 من سبتمبر في عامها الـ59 هو تجسيد خلاق لوحدتنا الوطنية التاريخية بكل ابعادها الاجتماعية والفكرية والثقافية والسياسية.
وأشار إلى أن الاحتفاء بتلك المناسبة الخالدة لا يمثل مجالا لبعث الضغائن والاحقاد من مرقدها وإنما يمثل محطة وفاء للفعل الثوري لتزويد الاجيال بحقائق منزهة من الانانية تستخلص الدروس ولا تثير النفوس استذكار خصوصية الثورة من حيث بنيانها وأدائها وعناصر التوافق فيها بين الخاص والعام والقاعدة والاستثناء باعتبار ثورة الـ26 من سبتمبر فكرا نهضويا وعملا ذهنيا ناضجا ونشاطا ثقافيا وأدبيا ومقاومة قيمية وأخلاقية بناءة.
وتخلل الندوة مداخلات لبعض قيادات المؤتمر، حيث حيا عضو اللجنة العامة ، جلال الرويشيان ، رئيس الهيئة الوزارية ، صمود وثبات المؤتمر الشعبي العام وقياداته وقواعده وانصاره في مواجهة العدوان الظالم. معتبراً ذلك يمثل مصدر اعتزاز وفخر للمؤتمريين خاصة واليمنيين على وجه العموم.
وفي الوقت الذي أكد فيه اللواء الرويشان أن حزب المؤتمر كان ولا يزال وسيظل حزب الماضي والحاضر والمستقبل. جدد التأكيد أيضا على أن المؤتمر ما يزال يقف ذلك الموقف المشرف المواجه للعدوان والحصار والاحتلال انطلاقا من أفكار وتوجهات وأدبيات ولوائح المؤتمر وكذا من الموقف الديني والوطني والاخلاقي الذي تحمله كل قياداته وقواعده.
من جهته ، أشار عضو اللجنة العامة ، علي ابو حليقة ، إلى أنه عند الحديث عن الثورة اليمنية المباركة فلا بد أن نتحدث عنها بشقيها 26 سبتمبر و14 أكتوبر.
وأكد أبو حليقه أن المؤتمر الشعبي العام كان له الدور البارز والفاعل في أعادة تحقيق الوحدة اليمنية. ودعا الجميع إلى مواصلة العمل في البناء التنظيمي للمؤتمر كونه حزب الاحزاب ورائد التعددية السياسية والحزبية في اليمن.
|