عبدالسلام السودي - الحديث عن الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر يكتسب أهمية بالغة في السنوات الأخيرة بعد ظهور ثورات إن صح التعبير لاتحمل قيم الحرية والعدالة والإنسانية.. بل ويدعي فاعلوها أنها جاءت لحماية الأرض والعرض ولكنها نتاج سيئ لثورات الربيع العبري الذي اجتاح المنطقة العربية في العام المشئوم 2011م..
الثورات ياسادة لاتأتي الا بالأفضل والأجمل ولكم ان تقارنوا بين حال الشعب في ثلاثي الجهل والظلم والتخلف قبل 1962م وبين ماتحقق له بعد ذلك من مكاسب وإنجازات لاينكرها الا حاقد ..
الثورة الحقيقية هي من تنقل الشعب الى مصاف الأفضلية والأسبقية في ظل دولة وجمهورية بعدما غرقوا في براثن الاستعباد في الشمال والإقطاع في الجنوب..
الثورة اليمنية الخالدة جاءت من نضالات الآباء والأجداد الصادقين الذين ضحوا بأرواحهم الزكية حتى نحيا نحن في ظل ذلك الرخاء -المفقود اليوم - وتلك العدالة- الضائعة اليوم ..
عندما كان يحدثني والدي المرحوم عن نضالهم أثناء ثورة سبتمبر كونه أحد جنود فوج البدر وماقدموه بعدها في حصار السبعين بتلك العزيمة والإصرار لدحر الإمامة الظالمة .. كنت أزهو فخرًا بتلك الثورة التي أرست في مخيلتي قيم الثورة الحقيقية القائمة على العدل والحرية والمساواة ..
لابد أن نعيد التذكير دوماً بهذه الثورة العظيمة ونعلمها أبناءنا في مدارسهم ومناهجهم التعليمية وتوضيح الصورة الصحيحة لها أمام أجيالنا الحالية حتى لايتأثروا بالمزوبعين وأصحاب الثورات الجديدة الذين لايهمهم سوى مصالحهم ويذهب الشعب الى الجحيم..
لاننسى الاشارة الى واحدية ثورتي سبتمبر وأكتوبر رغم أنهما من عمل فصيلين مختلفين في العقيدة والتفكير في الشطرين سابقًا لأن الهدف واحد والنضال واحد وهو مستقبل أفضل للجميع فكان التكامل والتشابه بين الثورتين قد أنجح مسارهما وثبت مداميك ثباتهما..
وباختصار.. فإن ثورتي سبتمبر وأكتوبر ألغتا الفوارق بين الشعبين وكانت النتيجة حتمية وحدة اليمن النتيجة الطبيعية للتوافق والتوازن بين الثورتين الخالدتين .
|