محمد هزاع القباطي ❊ - نحتفي ومعنا كل أبناء شعبنا اليمني الشرفاء بأعياد الثورة اليمنية المباركة "26 سبتمبر و14 أكتور و30 نوفمبر" .. الثورة التي احيّت فينا روح الشموخ والبناء ودفعتنا للاتجاه بكل قوة وعنفوان لمواجهة كل المؤامرات التي حيكت ضدها بهدف إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ، حتى تعزز نصرها بفعل الصمود والإباء الذي كشف عنه مناضلونا الأوائل وقدموا حياتهم ثمناً لانتصارها وتثبيتها وترسيخ مداميكها بقوة على الواقع الوطني.
لم تكن الثورة اليمنية لتنتصر على قوى الرجعية والتخلف وتترسخ على الواقع الواطني بسهولة كما قد يتوقع البعض ، بل سبقتها أحداث وثورات ايقظت في قلوب الشعب روح الكفاح لمواجهة اعتى نظامين استبداديين جثما على بلادنا وشعبنا ، أولهما تمثل بالنظام الإمامي المستبد الذي أراد لهذا الشعب البقاء تحت نيران ثالوثه البغيض "الفقر والجهل والمرض" وثانيهما الاستعمار البريطاني الذي احتل الجزء الآخر من اليمن وخطط منذ احتلاله عدن لتحويلها الى مستعمرة طويلة الأمد تكون بديلة عن هونج كونج ويكون خليج عدن ومضيق باب المندب والساحل اليمني على البحرين العربي والأحمر تحت سيطرتها الكاملة.
ونحن عندما نتحدث عن الثورة اليمنية "26سبتمبر و14 أكتوبر" نتحدث عن نضال وكفاح شعبنا اليمني الواحد في شطريه سابقاً .. نتحدث عن واحدية الثورة التي دوّنت بروح واحدة حقيقة نضال هذا الشعب في كل الأرض اليمنية والتي قادت في خاتمتها إلى الانتصار على القوى الملكية المدعومة سعودياً في حرب السبعين يوماً عام 1967م وتحقيق الاستقلال الناجز عن الاستعمار البريطاني في الـ 30 من نوفمبر 1967م.
إن الحديث عن هذه الثورة الخالدة خلود هذا الشعب يحتاج مؤلفات ومجلدات عدة، ولكننا هنا نمر على بعض مشاهدها الحية التي تذكّرنا بعظمة وقوة المناضلين الأحرار الذين وقفوا يداً واحدة في سبيل الخلاص من تلك المشاهد المؤلمة التي رسمها النظامان الإمامي والاستعماري على تراب هذا الوطن الطاهر وجبين شعبنا العظيم الذي أكد رفضه كل أشكال الاستغلال والظلم، مهما كانت أصولها ومصادرها، ويؤكد -في الوقت ذاته- حرصه على الاستقلال والأمن والإيمان.
إن الثورة اليمنية "26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر" ستبقى حية قوية في ضمير وروح الشعب اليمني ، لم ولن تموت كما يريد لها البعض ، ممن مازالوا يحتفظون بأفكارهم الجهوية والمناطقية والشللية والعصبوية والعنصرية البغيضة ويسعون لإعادتها.
ولا شك أن ما يمر به وطننا وشعبنا منذ قرابة سبعة أعوام من عدوان إجرامي غاشم يعد واحداً من الأهداف التآمرية التي تستهدف النيل من الذاكرة الثورية الوطنية الواحدة والنيل من الاستقلال والوحدة والسيادة اليمنية وإعادة عقارب الساعة إلى زمن التفتت والتشتت التي اضرت بحياة شعبنا ، وهو العدوان الذي - وإن طالت إيامه وشهوره وسنواته - سينتهي بالفشل ويبوء بالخسران ويخرج من ارضنا يجر اذيال الخيبة والحسرة خلفه غير مأسوف عليه.
إن شعبنا اليمني الواحد الذي انتصر في ثورته المجيدة على قوى الاستبداد والظلم والرجعية، كما انتصر على القوة الاستعمارية التي غيّب شمسها عنها ،سينتصر على قوى الاستعمار الجديد وكل المشاريع الصغيرة المدعومة من كل القوى المتآمرة على روح وضمير ووحدة هذا الشعب ، التي يواجهها اليوم بكل قوة وعنفوان حتى يدفعها للخروج من أرض الإيمان والحكمة ، وليعلمها درساً قوياً بأن اليمن لا تقبل من يدنس ترابها الطاهر مهما خطط ونفذ المتآمرون ومهما كانت قوة المحتلين.
إن الثورة اليمنية العظيمة التي نحتفي بها اليوم لا تعد ذكرى عابرة في تاريخ وطننا وشعبنا إنما هي قوة لا تتوقف ما دام هناك احرار يدحرون الغزاة والمستعمرين، ومن حسن حظ هذا الشعب العظيم أن من يتطاول عليه اليوم هم دخلاء على التاريخ ولن يستمروا طويلاً .. فاليمن الوطن والشعب لا يقبل إلا أن يكون موحداً وحراً ومستقلاً يحيا على ارضه بشرف وعزة وكرامة ولن ترى الدنيا على ارضه وصياً.
ويقيناً لا لبس فيه إن ظنت قوى الاستعمار الجديد القديم أنها ستحقق أهدافها ومخططاتها التآمرية البغيضة على وطننا وشعبنا فهي لم تقرأ التاريخ جيداً ، وبلغة الثورة اليمنية الخالدة سيكون مصيرها الطرد من هذه الأرض التي لا تقبل من يدنسها ويهين كرامتها كما تم طرد من سبقوهم ،وعليهم أن لا يركنوا إلى الظروف الاقليمية والدولية التي بكل تأكيد ستتغير ، ولا إلى من ارتضوا العمالة وخانوا وطنهم من أبناء جلدتنا من أجل مصالح شخصية، فهؤلاء كانوا دائماً موجودين في تاريخ كل الشعوب والأمم.
وختاماً أقول إن الثورة اليمنية "26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر" ستبقى خالدة خلود هذه الدنيا.. لم ولن تندثر أو تضيع أو يتجاهلها التاريخ مهما ذهب البعض لتغيير لونها وشكلها المحفور في قلوبنا.
❊ رئيس فرع المؤتمر بمحافظة لحج - عضو اللجنة الدائمة الرئيسية
|