جلال الرويشان - لم تكن قيادة المؤتمر الشعبي العام في صنعاء برئاسة الشيخ صادق بن أمين أبو راس ورفاقه ، ولن تكون ، بحاجة إلى شهادة ، أو عين رضا ، ممن باعوا الوطن ..
تداولت بعض المواقع المشبوهة ، إساءات لقيادة المؤتمر الشعبي العام ..
ولا عجب أن تأتي هذه الإساءات ممن باعوا الوطن .. فالوطن بالنسبة لهم هو عبارة عن شقة في القاهرة ، أو فيللا في دبي ، أو مسكن في اسطنبول ، أو جناح في أحد فنادق الخمسة نجوم في الرياض ..
الوطن بالنسبة لهم هو رصيد بنكي ، وسيارات فارهة ، وبطاقات مسبقة الدفع ..
وهم يقيسون الوطن ، ويختبرون الوطنية ، ويحترمون الآخر ، بحجم الأوراق الخضراء التي تقبضها أيديهم السفلى ، من تلك الأيادي المغمسة بدماء اليمنيين وصبرهم ومعاناتهم ..
الذكي فيهم هو الذي يعرف من أين تؤكل أكتاف اليمنيين .. والشاطر فيهم هو من ليس فيه شطرٌ من كرامة ، ولا حفنةٌ من حياء ..
أراقوا ماء وجوههم ، حين قبضوا أول شيكات العمالة ، ولم يدركوا ، ولن يدركوا .. أن ماء الوجه إذا أهريق ، فمن المحال إرجاعه إلى وجه صاحبه ..
وقفت قيادة المؤتمر الشعبي العام في صنعاء ، ترفض العدوان على اليمن ، وترفض التآمر الخارجي على الوطن ، ولا تزال ، وستستمر في موقفها هذا ما دام تعاقب الليل والنهار ..
ووقف أولئك الحفنة من العملاء والدراويش في صفوف طويلة ، أمام صندوق اللجنة الخاصة ، وغرف استعلامات السفارات ، ومكاتب الجمعيات والمؤسسات الخيرية ، يبيعون وطنهم وماء وجوههم دون حياء أو خجل ..
الوطن ، ليس حقيبة تحملونها معكم في عواصم الشتات ..
الوطن ، هو البشر والحجر والشجر ، هو الإنسان اليمني المرتبط بأديم هذه الأرض وديمومتها ..
إن كنتم بهذه الإساءات ، التي لا تُغيِّر الواقع ، ولا تقلب المفاهيم ، تحصلون - بسببها - على فتات الموائد ، أو تستلمون ثمنها نقداً .. فتذكَّروا جيداً ، أن الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها .
|