يحيى نوري - تحويل موقع القاعة الكبرى إلى بانوراما كشاهد على العصر والعدوان والحصار تحكي للأجيال عبر مختلف الوثائق التسجيلية والأخرى أفظع مرحلة مرّ بها شعبنا في تاريخه المعاصر يعد اتجاها اجبارياً نحو توثيق شامل لكل منغصات ومآسي العدوان الغاشم.
وفي تشييد البانوراما كصرح يعكس الحفاظ على الذاكرة اليمنية سيمثل تجسيداً للوفاء لكل التضحيات العظيمة لشعبنا وهو ما يعني أن على كافة القوى المناهضة للعدوان أن تدرك مبكراً ان تشييد هذا الصرح بات يمثل حقاً للشعب والأجيال القادمة وليس من حق أحدٍ أياً كان ان يقرر او لايقرر تشييده ، وهذا يدعونا إلى التأكيد ايضاً أن الاكتفاء بإقامة الاحتفالات أو معارض الصور الفوتوغرافية من وقت لآخر عملية لن تدوم كثيراً وقد تخضع لمزاج السياسيين الذين سيتعاملون مستقبلاً مع المعطيات والتحولات السياسية القادمة باعتبار الاهتمام بهذه المناشط لايتفق مع المتغيرات التي قد تطرأ على المشهد اليمني والتي قد تدفع السياسيين إلى التهدئة والابتعاد عن التأجيج للقضايا التي تلهب حماس الرأي العام وتحرك مشاعره الوطنية والإنسانية ومنها بالطبع قضية البانوراما ودورها في إحاطة الأجيال بكل افرازات ونتائج العدوان الكارثية على الوطن والشعب..
ولعل خير دليل على ما يبذله العدوان من جهود كبيرة ويرصد لها المليارات من الدولارات من اجل طمس جرائمه وهذا ما استطاع فعله مؤخراً وحققه من نجاح كبير على صعيد ايقاف عمل فريق الخبراء الدوليين المناط بالتحقيق في كل جرائمه في بلادنا، وهو نجاح لم يكن ليتحقق له إلا بتقديمه رشاوى التنازلات الكبيرة للعديد من القوى الفاعلة التي ساعدته على تحقيق هذا الايقاف غير الموضوعي وغير المنطقي لمهمة الخبراء الدوليين وبعد أن اصبحت جرائمه في حق اليمنيين تؤرقه بل وتهدده بالمحاكم الدولية.
ولهذا علينا أن نستوعب الدرس بأهمية إيجاد رؤية ثاقبة تمكننا من الحفاظ على ذاكرتنا الوطنية ذات العلاقة بالعدوان وجرائمه وكوارثه وأن لا نترك له أي ثغرة يستطيع أن ينفد منها ليحقق مكسباً كبيراً على حساب تضحيات شعبنا الجسيمة.
ولكون مذبحة القاعة الكبرى تمثل واحدة من أكبر جرائمه فإن إخراجها عن المشهد ستجعله الكاسب الاكبر إذا ماتم اعتبار التذكير بهذه الجريمة الشنعاء واحدة من القضايا المؤججة للرأي العام اليمني فإن ذلك يعني قضاء العدوان على تضحيات شعبنا وتمكنه من طمس كل جرائمه الشنيعة بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وفئات مجتمعية مختلفة..
وهذا أمر طالما حذرنا منه خلال الأعوام الأربعة الماضية ،ومع ذكرى هذه المذبحة نجدد مطالبتنا بضرورة تحويل موقع القاعة الكبرى إلى صرح للبانوراما تحكي للأجيال القادمة كافة أبعاد الصورة الكاملة لأفظع عدوان واجهته اليمن عبر مختلف مراحل تاريخها القديم والحديث والمعاصر
فمن يستجيب؟
|