الميثاق نت -

الجمعة, 22-أكتوبر-2021
إبراهيم‮ ‬ناصر‮ ‬الجرفي‮ ‬ -
إن النضال الثوري في اليمن سواء ضد حكم الإمامة الكهنوتي في الشمال أو ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب لم يتوقف يوماً رغم ضراوة الإمامة والمستعمر وقمعهم للثوار والأحرار من أبناء اليمن لأن وهج النضال وعشق التحرر كان يشتعل في صدور الأحرار ويدفع بهم نحو بذل المزيد‮ ‬من‮ ‬التضحيات‮ ‬والمزيد‮ ‬من‮ ‬الكفاح‮..‬
وكان ذلك النضال الثوري والكفاح التحرري هو الرابط المشترك بين الثوار اليمنيين في الشمال والجنوب وكان بينهم تنسيق وتعاون منقطع النظير لأن هدفهم واحد وهو تحرير اليمن أرضاً وإنساناً من براثن الكهنوت والاستبداد ومن براثن الاستعمار وانتشال الوطن من براثن التخلف‮ ‬والجهل‮.. ‬نعم‮ ‬لقد‮ ‬كان‮ ‬سقف‮ ‬طموحات‮ ‬الثوار‮ ‬مرتفعاً‮ ‬رغم‮ ‬شحة‮ ‬الامكانات‮ ‬ورغم‮ ‬صعوبة‮ ‬الظروف‮ ‬ورغم‮ ‬بطش‮ ‬الإمامة‮ ‬وعنجهية‮ ‬الاستعمار‮..‬
فكان التدخل المصري بقيادة الزعيم جمال عبدالناصر في شمال الوطن يمثل الاستجابة لطموحات ثوار اليمن والمدد الذي كانوا يبحثون عنه لتفعيل نضالهم الثوري وإذا كان لأحد فضل بعد الله تعالى في نجاح الثورة اليمنية في الشمال والجنوب فهو للقيادة والشعب المصري الشقيق الذي لم يبخل في تقديم كل الدعم المادي والمعنوي والبشري حيث إمتزجت دماء أبناء مصر العروبة مع دماء إخوانهم أبناء اليمن في مشهد تجلت فيه أروع صور الأخوة والتضحية والوفاء، ومهما تكلمنا في هذا الشأن فإننا لن نوفي إخواننا المصريين حقهم أبداً ..
وقد تكلل كل ذلك النضال الثوري والكفاح المسلح ، والدعم الأخوي المصري ، بإنجاز ثورة 26 سبتمبر 1962م ، وبعد ذلك النصر الثوري في شمال اليمن توجهت أنظار الثوار والأحرار نحو جنوب الوطن ليتحرك ذلك الزخم الثوري صوب المناطق الجنوبية مدداً ودعماً لإخوانهم الثوار في جبهات‮ ‬المواجهة‮ ‬مع‮ ‬المستعمر‮ ‬البريطاني‮.‬
طبعاً.. إنجاز ثورة 26 سبتمبر كان له العديد من العوامل الإيجابية على النضال والكفاح ضد المستعمر الانجليزي وعلى جميع الأصعدة ففي الجانب المعنوي مثَّل ذلك الإنجاز داعماً نفسياً ومعنوياً كبيراً للثوار والأحرار في المناطق الجنوبية كما أن ذلك الإنجاز الثوري منح ثوار وأحرار الجنوب المزيد من حرية الحركة داخل المناطق الشمالية المحررة التي كانوا محرومين منها قبل ثورة 26 سبتمبر وكل تلك العوامل ساهمت بصورة مباشرة في طرد المستعمر وفي عودة مناطق جنوب اليمن إلى محيطها العربي حرة عزيزة مستقلة.
الرحمة‮ ‬والخلود‮ ‬لشهداء‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬المباركة‮ ‬14‮ ‬اكتوبر‮ ‬الذين‮ ‬رسموا‮ ‬بدمائهم‮ ‬الطاهرة‮ ‬طريق‮ ‬التحرر‮ ‬والاستقلال‮ ‬والانطلاق‮ ‬نحو‮ ‬آفاق‮ ‬المستقبل‮ ‬الأفضل‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 17-يوليو-2024 الساعة: 10:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61438.htm