الثلاثاء, 04-مارس-2008
الميثاق نت - أكد الأخ/ عبدالقادر باجمّال - مستشار رئيس الجمهورية، الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام أن البيئة ستك الميثاق نت -
أكد الأخ/ عبدالقادر باجمّال - مستشار رئيس الجمهورية، الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام أن البيئة ستكون في المستقبل كل التنمية، وأن السلام يحتل بؤرة الاهتمام بالبيئة. وشدّد الأخ/ باجمّال في لقاء مع «الثورة» على هامش الاجتماع الوزاري للهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن المنعقد الأسبوع الماضي في المكلا على أهمية التوعية البيئية وتجذيرها في أوساط المجتمع، حتى يؤدي ذلك إلى سلوك مختلف وصديق للبيئة المحيطة، فإلى الحوار: > على ضوء ما قيل في الاجتماع الوزاري للهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن الذي كرّمكم بمناسبة حصولكم على جائزة أبطال الأرض من برنامج الأمم المتحدة للبيئة وكلفكم برئاسة جائزة الهيئة البيئية المخصصة للبحوث والدراسات.. فما هي رؤيتكم حول مستقبل البيئة في البحر الأحمر وخليج عدن؟! - في الحقيقة الوضع اليمني هو وضع نادر على اعتبار أنها تقع على بحر وخليج ومحيط، وقليلة هي الدول التي تقع على محيط وبحر ومنها المغرب العربي بشمال أفريقيا، ونجد أن هناك دولاً كثيرة تقع على بحار واحدة.. لهذا فإن اليمن تتمتّع بممر استراتيجي يجعلها أمام مسئولية كبيرة وتحتاج إلى دعم كبير في كل المؤسسات البيئية، لأنه في مستقبل الأيام ستكون البيئة هي كل التنمية، وسيحدث تناقض كبير بين البيئة والتنمية في بعض الأنواع، والتنمية المادية البحتة الخالية من أي بُعد بيئي مستدام إنساني. سائلة صنعاء > حدّثونا عن مشروع السائلة بصنعاء القديمة من حيث الأهمية البيئية؟ - عندما قمنا بأول عمل بيئي في أمانة العاصمة وتحديداً في صنعاء القديمة، والمتمثل في تنفيذ مشروع السائلة الذي يُعتبر من أبرز المشاريع الاستراتيجية من حيث الجانب البيئي، وأيضاً حماية للتاريخ وحماية للمياه، وتعلمون بأن السائلة كانت مستنقعاً، وكذلك الحال في خور المكلا وسقطرى أيضاً، كانت فيها نفس القضية، حينها كلفنا فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح - حفظه الله - بأن نقوم بتنفيذ مشاريع تنموية تتمثّل في مطار سقطرى ومياه لبعوس وطريق يافع وطريق صافر في وقت واحد.. وكانت هذه الطريقة الوحيدة التي استغلت فيها عملية تكاملية بيئية، وهذه الخطوات التي تمت كانت بقرار سياسي من فخامة الرئيس. اليوم كلنا ندرك بأن قضية البيئة تُعتبر قضية خطيرة جداً، كونها تتعلق بحياة المجتمع وبيئتهم التي أيضاً تحتاج إلى شيء آخر هو السلام، أنت تتصوّر لو حدثت حرب بيننا وبين دولة أرتيريا فكان سينتج عنها كارثة بيئية في البيئة البحرية، كذلك ما حدث في المكلا قبل سنوات (عمل إرهابي) كانت هناك مخاوف من حدوث تسمّم للأحياء البحرية وكذلك أحداث تسونامي التي امتدت آثارها إلى اليمن والصومال. > كيف كانت مراحل تنفيذ مشروع السائلة وما الإشكاليات التي واجهتها؟ - أنا أتصوّر صنعاء لو أنها بدون سائلة، كانت لا شك ستنهار، وعندما بدأنا بتنفيذ مشروع السائلة كان الناس غير مصدقين بأن الحكومة جادة في ذلك، وعندما انتهينا من هذا المشروع الذي خدم البيئة وحافظ على المدينة القديمة وأيضاً من الناحية السياحية والمرورية -كانت السائلة مشروعاً خدمياً استخدم لأغراض عدة ومنها امتصاص الازدحام المروري الذي كان يحدث في شوارع أمانة العاصمة، وبذلك أوجدنا حلولاً للسيارات الصغيرة ومنعنا الشاحنات الكبيرة من خلال العقود التي يصعب عليها المرور فيها، وخوفاً من حدوث أي تأثير على المدينة القديمة التي هي مبنية من الطين والأحجار. > ما هي المواقف أو الذكريات التي حدثت؟ - أتذكر عندما كنت في مجلس الوزراء جاءت السيدة مريم نور - التي كانت مهتمة بقضية الغذاء - وقمنا بجولة في قصر العباسي - الذي كان مقراً لمجلس الوزراء - كانت السلالم كلها مبنية بأحجار الحبش (صعدي) وفجأة شاهدت الشبّاك وفيه (الكوز) حق الماء في الناحية الشمالية، وسألت عن ماهية هذا الإناء فقلت لها أنه (البرّاد) أي الثلاجة التي تبرّد الماء، وشرحت لها بأن الهواء البارد الذي يأتي من الجهة الشمالية للشبا يجعل الماء بارداً. المناهج الدراسية > هل الاهتمام بالبيئة يجعل الدولة أمام ضرورة إضافة مواد خاصة بالبيئة في مناهج التعليم؟ - المواطن الذي يرمي القمامة في الشارع ويعتقد أن القضية انتهت بمجرد التخلص من القمامة إلى جوار البيوت وتسبّب في أضرار صحية وبيئية للسكان والمارة أيضاً المشكلة الأخرى أنه كلما خفّت أو انعدمت الثقافة كلما زادت الأخطار والمشكلات البيئية أكثر وأكثر، لذلك لا بد من إضافة مواد خاصة بحماية البيئة ضمن المناهج التعليمية، حتى يصبح لدى الطلاب معرفة ومفاهيم تتعلق بحماية البيئية، لأن الطفل عندما ينمو في بيئة ليست صحية، لا شك أنه سيكون مصاباً بعاهات وأمراض كثيرة، وأعتقد أن القات يُعتبر أكبر مؤذٍ للبيئة البشرية، بل ويستنزف المياه إلى درجة أننا في اليمن نصيبنا 01% من نصيب المواطن في الشرق الأوسط، فإذا في إمكانية أن يحصل المواطن على 001 جالون فإننا في اليمن يحصل المواطن على 01 فقط. التوعية البيئية > ما تقييمكم لدور وسائل الإعلام المختلفة في توعية المجتمع بمخاطر تهدد البيئة؟ - الحقيقة الصفحة البيئية التي تصدرها «الثورة» منذ سنوات تُعتبر خطوة مهمة، وأشعر بأن محمد العريقي، ونبيل نعمان قدّما عملاً جيداً من خلال الموضوعات البيئية التي يتناولانها، سواءً أخباراً أو تحقيقاً أو مقالاً أو دراسة أو تغطيات لفعاليات محلية وخارجية تتعلق بقضايا البيئة، وأقول إن صحيفة «الثورة» سبقت كل الصحف في ذلك.. أعتقد أن الفضائيات ينبغي أن تهتم كثيراً بموضوع البيئة، لأن المستمع والمشاهد عندما يرى الصورة والكاريكاتير والنصيحة ويسمع ويرى بعينيه، مجسدة بأكثر من صورة يكون تأثيرها أكبر من مجرد أن يقرأ خبراً في صحيفة، لكن أيضاً هذه العلاقة بين الصحافة وعلى سبيل المثال الصحافة الإلكترونية غائبة عن موضوع البيئة، وكأنها ليست لها علاقة بهذه القضايا المهمة التي تتعلق بالجوانب الإنسانية والجوانب الغذائية والنظافة والبيئة، وكأن رسالتها خلق مشاكل وفتن داخل المجتمع.. المفروض عندما تكون هناك أخبار سياسية يجب أن تكون هناك أخبار بيئية، وأخبار النظافة والصحة حتى تصبح قضية البيئة جزءاً من ثقافتنا جميعاً. خور المكلا > المكلا شهدت تحسناً في مستوى النظافة وهذا يدل على تضافر جهود السلطة المحلية والمجتمع.. ما تقييمكم لهذه الخطوات الجيدة في أعمال النظافة؟! - هذا شيء جيد وأريد أن أتحدث عن مشروع المرحلة الأولى من خور المكلا السياحي، قبل البدء بتنفيذ المشروع قمت بزيارة ميدانية إلى الموقع وكان معي المحافظ السابق/ عبدالقادر هلال، ووكيل المحافظة عوض حاتم، ومدير مؤسسة المياه عوض القنزل، وعمر العمودي. لقد كنت معترضاً على طريق الكريول التي هي مبنية بالحجارة وكان عندي ملاحظات منها أهمية وجود جدار خرساني كي تكون هناك حماية للبيئة، وأيضاً حماية للمدينة، وطبعاً الخور لا بد أنه يُستخدم لأغراض سياحية ليس فقط منظراً لمياه البحر، بل يجب أن يوجد فيه نشاط سياحي مثل قوارب، وبالطبع ستكون فيها خدمات، وبالتالي سيكون لدينا عدد كبير من الأشخاص يعملون في هذا الموقع السياحي ويحصلون على دخل جيد، لذلك من الضروري في المرحلة الثانية تعديل جوهري في مسار الماء من الجبال بحيث يمر في مسار آخر بعيداً عن الخور، وقد نسّقنا للمشروع القادم بشكل استراتيجي يتمثّل في إنجاز المراحل حتى يكون الخور متصلاً بالبحر في اتجاه فوة أي أنه سيكون خوراً دائرياً وهذا مشروع في اعتقادي يعتبر من أهم المشاريع التي نُفذت في هذه المدينة الجميلة (المكلا) التي أصلاً لو أنها توسعت وأصبحت شاطئين، لم يكن ممكناً العيش على حالة بيئية ملوثة ومليئة بالأمراض والأوساخ، وفي تقديري مهما كانت الخسائر في تكاليف تنفيذ مشروع الخور كبيرة فإن الأهمية أكبر من حيث وجود بيئة نظيفة. > شكراً لكم على الإشادة بالصفحة البيئية التي تصدرها «الثورة» في كل أسبوع.. فماذا عن مسألة التوزيع في كل المديريات؟ - هذا شيء ممتاز، لكن أقول أن مشكلتنا في الصحافة حكومية وحزبية، أننا لا ندرك أهمية التوزيع بقدر أهمية الألوان والمواد الصحافية والإخراج.. وأتذكر أنني قرأت مقالاً للكاتب عبدالكريم الرازحي قال: «وأنا في طريقي الى محافظة تعز توقفت في ذمار لتناول طعام الغداء وإذا بالعمّال في المطعم يرحّبون بي: كيف حالك يا أستاذ.. أهلاً وسهلاً.. وقلت في نفسي إلى هذه الدرجة أنا مشهور ومعروف ومحبوب، وتحدث المباشر الذي أحضر لي الطعام.. قائلاً: (كل يوم نفرشك) وكان عنوان مقال الرازحي (الكاتب المفروش).. وهذه قضية أساسية أن كل صحيفة يجب أن توزع ليقرأها الناس في المدن والأرياف، لا أن تفرش أو تُستخدم كسفرة للأكل في المطاعم والبوفيات، وطبعاً الثورة تُعتبر الصحيفة الأولى التي تنتشر في كل مناطق اليمن ويجب الاستمرار في تطوير آلية توزيعها، وأما مضمون المادة الصحافية فهي متميزة وتستحق الإشادة. > رسالة أخيرة للمجتمع؟ - أقول بصراحة ينبغي الاهتمام بالبيئة، وعلينا تحمّل المسئولية من أجل خلق بيئة نظيفة خالية من أي إشكاليات وللصحافيين العاملين في مجال البيئة أقول أنتم تحملون رسالة رائعة للمجتمع وعليكم تقع المسئولية التاريخية في حماية البيئة، كما أنكم مسئولون عن نظافة أطفالكم وعن حياتهم عن بيئتهم عن مائهم الذي يشربونه، عن المنزل الذي يسكنون فيه والهواء الذي يستنشقونه. أوجه شكري للسلطة المحلية بحضرموت لمجهودها في تحسين وتطوير المدن، وخاصة المكلا التي شهدت تحسّناً في أعمال النظافة.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 05:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-6145.htm