أحمد الزبيري - الحرب الاقتصادية بمعناها الشامل والتي يتعرض لها الشعب تعد الاقذر وتمثل ابشع انواع الارهاب وهي لا تستهدف فئة أو جماعة أو حزباً إنما الشعب اليمني كله وتكون وطأتها أكبر على أبناء الشعب الواقعين تحت سيطرة الغزة ومرتزقتهم .
ربما في بداية العدوان التبست الأمور على بعض أبناء الشعب اليمني لاسيما في المحافظات الواقعة اليوم تحت احتلال تحالف العدوان وصدقوا الوعود التي كان يتحدث عنها النظام السعودي والإماراتي ويروج لها مرتزقتهم في أوساط البسطاء .. ولكن بمرور الوقت على هذا العدوان بدأت تتكشف الحقائق ومع ذلك ظل المرتزقة يبيعون الوهم .. أما ونحن نقف على أعتاب انتهاء العام السابع لهذا العدوان فلا مجال للوهم والتبرير لمن مازالوا يقاتلون ضد شعبهم ووطنهم بصف العدوان أو من يراهنون عليه أو من يعتبر ان الحياد طوق النجاة له..
وهذا ماكنا نقوله ونحذر من مخاطر المخططات التي تستهدف اليمن في فترة التحضير للعدوان وطوال سنواته .. إلا ان المعتدين كانوا قد حضروا الساحة الوطنية من وقت مبكر عبر اثارة الفتن والنعرات الداخلية بين أبناء الشعب اليمني الواحد بالدعوات المناطقية والجهوية والمذهبية وافتعال احقاد لا أساس لها ، مستغلين بعض المظاهر الخاطئة لضرب النسيج الاجتماعي ليسهل فرض وتمرير مخططاتهم بالوسائل الناعمة وتحت شعارات ويافطات براقة لتقسيم اليمن ومن ثم ضرب أبنائه بعضهم ببعض، وعندما فشلوا في ذلك بدأوا بالتحضير للحرب ومن ثم شن في العام 2015م ، ولان الفترة التي وضعوها لاحتلال اليمن وإخضاعه وتقسيمه والسيطرة على مناطقه الاستراتيجية ومناطق الثروات طالت، وبدأوا يعولون على الزمن وكلما طال أمد عدوانهم ازدادوا غرقاً في مستنقع جرائمهم إلى حد أصبح الخروج أكثر صعوبة والثمن أكبر..
لهذا لم يكن أمامهم إلا الرهان على الحرب الاقتصادية والتي تطورت اشكالها من الحصار إلى نقل البنك المركزي إلى عدن وطباعة عملة بدون غطاء من العملات الصعبة ومن ثم عملات مزورة .. وعلينا هنا ان لا ننسى تهديدات أحد سفراء الدول المشاركة في العدوان بتحويل العملة اليمنية إلى انها لا تساوي ثمن الحبر الذي طُبعت به.
خضنا الحرب الاقتصادية وكانت الأصعب، ومثل ما انتصرنا على هذه الجبهة وكل الجبهات الأخرى الإعلامية والثقافية تقترب الأمور من ان تكون هزيمة العدوان شاملة .
اليوم لا نحتاج إلى المقارنة بين المحافظات اليمنية الحرة والمحافظات اليمنية المحتلة إلا بالقدر الذي يعطي مؤشراً لأبناء شعبنا في كل اليمن ليعرفوا أين يكمن الحق وأين يتجسد الباطل.
استطاعت حكومة الانقاذ في صنعاء ان تحافظ على مستوى محدد دون انكار ان لاجراءات الحرب الاقتصادية تأثيرها.. ولكن بقي سعر العملات الصعبة في صنعاء أقل بمقدار النصف.. خاصةً بعد طباعة العملة على نحو تجاوز ما طُبع طوال أكثر من خمسة عقود.
ومع الانتصارات التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهات البيضاء ومأرب وشبوة والجوف شهدنا ارتفاعاً لأسعار العملات الصعبة في المحافظات المحتلة على نحو متسارع يكشف في جانب مدى استهداف التحالف لأبناء شعبنا ومدى فساد واجرام مرتزقتهم الذين عملوا على تحويل ما بأيديهم من ملايين ومليارات العملة المطبوعة بدون غطاء إلى عملات صعبة ادراكاً منهم أنهم سيرحلون عن هذه الأرض وأن الدفاع المقدس عنها هو المنتصر ولا نحتاج لنتصور كيف انعكس ذلك على أوضاع المواطنين في المحافظات المحتلة الذين تقابل احتجاجاتهم بالقمع والزج بهم في السجون والقتل .
بطبيعة الحال لم نشر إلى الصراعات الدموية للمرتزقة على المغانم ولتنفيذ اجندة مموليهم وتحديداً السعودي والإماراتي ، ولكن الأهم ان يدرك أبناء اليمن في الحافظات الواقعة تحت الاحتلال ان الاحتجاجات والمظاهرات لم تؤدِ إلى أي نتيجة، والطريقة الوحيدة للخلاص هو حمل السلاح والوقوف مع إخوانهم في الجيش واللجان الشعبية لاستكمال معركة التحرر الوطني وطرد الغزاة ومرتزقتهم والخلاص من أدواتهم الاجرامية التي ما كان لهذا العدوان ان يشن على شعبنا لولا عمالتهم وخيانتهم، وسيرون ان النصر اسرع مما يتوقعون، وسوف ينتصر اليمن ليبقى موحداً ومستقلاً ويعود أبناؤه أسياداً في وطنهم يصنعون حاضرهم ومستقبلهم بإرادتهم الحرة وفي يمنٍ يتسع لكل أبنائه.
|