الميثاق نت -

الإثنين, 22-نوفمبر-2021
راسل‮ ‬القرشي‮ ‬ -
سبع‮ ‬سنوات‮ ‬قد‮ ‬لا‮ ‬تشكل‮ ‬في‮ ‬عمر‮ ‬الإنسان‮ ‬البالغ‮ ‬والطبيعي‮ ‬شيئاً‮ ‬إلا‮ ‬أنها‮ ‬في‮ ‬عمر‮ ‬الأطفال‮ ‬تعتبر‮ ‬كثيرة‮.‬
سبع‮ ‬سنوات‮ ‬كبر‮ ‬الأطفال‮ ‬فيها‮ ‬على‮ ‬وقع‮ ‬سماع‮ ‬صواريخ‮ ‬الموت‮ ‬ودمار‮ ‬هائل‮ ‬هنا‮ ‬وهاك‮ .. ‬فيما‮ ‬استشهد‮ ‬آخرون‮ ‬جراء‮ ‬استهداف‮ ‬منازلهم‮ ‬ومدارسهم‮ ‬والأسواق‮ ‬الشعبية‮ ‬التي‮ ‬يرتادون‮ ‬عليها‮.‬
سبع سنوات ليست قليلة لدى الأطفال الذين نشأوا وترعرعوا على وقع عدوان آثم لا يفرق بين المواقع العسكرية والمناطق السكنية .. ولا يهمه أكان الأطفال والنساء من يتم استهدافهم أو غيرهم من المدنيين ، بل يهمه اشباع غريزته العدوانية الإجرامية.
سبع‮ ‬سنوات‮ ‬تعرى‮ ‬فيها‮ ‬أحفاد‮ ‬المغول‮ ‬من‮ ‬لباسهم‮ ‬وكشفوا‮ ‬عن‮ ‬وجوههم‮ ‬القبيحة‮ ‬باستعراض‮ ‬عضلاتهم‮ ‬على‮ ‬أطفال‮ ‬اليمن‮ ‬بكل‮ ‬لؤم‮ ‬وخسة‮ ‬وحقارة،‮ ‬وبمساندة‮ ‬وقحة‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬المجتمع‮ ‬الدولي‮ ‬وفي‮ ‬مقدمتهم‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮.‬
تعمد‮ ‬تحالف‮ ‬العدوان‮ ‬طيلة‮ ‬السنوات‮ ‬السبع‮ ‬التي‮ ‬مضت‮ ‬قصف‮ ‬الأحياء‮ ‬المدنية‮ ‬بشكل‮ ‬جلي‮ ‬،‮ ‬وهو‮ ‬يعلم‮ ‬أن‮ ‬استهدافه‮ ‬هذا‮ ‬هو‮ ‬استهداف‮ ‬للمدنيين‮ ‬وفي‮ ‬مقدمتهم‮ ‬الأطفال‮ ‬والنساء‮ ‬وكبار‮ ‬السن‮.‬
لم يستهدف الأحياء المدنية فحسب بل قام باستهداف المدارس وبداخلها الطلاب والطالبات يتلقون تعليمهم على مرأى ومسمع من العالم الذي يدعي حمايته لحقوق الطفل والاحتفال بهذا اليوم سنويا فيما حقوقهم منتهكة ودمائهم تغطي مساحات واسعة هنا وهناك ، وإنسانيتهم مفقودة ولا تجد‮ ‬من‮ ‬ينتصر‮ ‬لها‮ ‬قولاً‮ ‬وفعلاً‮.‬
كانت‮ ‬البداية‮ ‬في‮ ‬الـ20‮ ‬من‮ ‬ابريل‮ ‬عام‮ ‬2015م‮ ‬حيث‮ ‬اهتزت‮ ‬العاصمة‮ ‬صنعاء‮ ‬من‮ ‬دوي‮ ‬انفجار‮ ‬ضخم‮ ‬امتدت‮ ‬آثاره‮ ‬إلى‮ ‬مساحات‮ ‬واسعة‮ ‬من‮ ‬العاصمة‮. ‬
طائرة‮ ‬حربية‮ ‬تابعة‮ ‬للعدوان‮ ‬ألقت‮ ‬قنبلة‮ ‬فراغية‮ ‬شديدة‮ ‬الانفجار‮ ‬على‮ ‬جبل‮ ‬عطان‮ ‬لتحدث‮ ‬دماراً‮ ‬هائلاً‮ ‬وصل‮ ‬إلى‮ ‬مسافة‮ ‬7‮ ‬كيلو‮ ‬مترات‮ ‬من‮ ‬موقع‮ ‬انفجارها‮.‬
هذه العملية الإجرامية أدت إلى سقوط أكثر من 600 مواطن بين شهيد وجريح غالبيتهم من النساء والأطفال ، إضافة إلى أنها تسببت بنزوح أكثر من 30 الفاً من الساكنين في إطار أحياء فج عطان، كما بلغ عدد المباني التي دمرتها القنبلة تدميراً كلياً وجزئياً 7000 منشأة ما بين‮ ‬منازل‮ ‬وأسواق‮ ‬ومستشفيات‮ ‬ومدارس‮ ‬وغيرها‮.‬
جريمة عطان واحدة من الجرائم البشعة التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني .. جريمة كشفت عن بؤس هذا العالم الذي بقي يشاهد الصور المبثوثه لهذه الجريمة ومئات الجرائم الأخرى .. بقي ينظر إلى وقعها وما تسببت به من قتل للأطفال والنساء وما احدثته‮ ‬من‮ ‬دمار‮ ‬أدى‮ ‬إلى‮ ‬نزوح‮ ‬الأهالى‮ ‬من‮ ‬منازلهم‮.‬
بقي‮ ‬العالم‮ ‬ينظر‮ ‬لوقع‮ ‬هذه‮ ‬الجريمة‮ ‬دون‮ ‬أن‮ ‬يحرك‮ ‬ساكناً‮ ‬،‮ ‬وكأنه‮ ‬يشاهد‮ ‬فيلماً‮ ‬هوليودياً‮ ‬مليئ‮ ‬بالأكشن‮ ‬دون‮ ‬خجل‮.!‬
وماذا‮ ‬عن‮ ‬جريمة‮ ‬استهداف‮ ‬حافلة‮ ‬طلاب‮ ‬في‮ ‬سوق‮ ‬ضحيان‮ ‬بمدينة‮ ‬صعدة‮ ‬التي‮ ‬أدت‮ ‬إلى‮ ‬استشهاد‮ ‬اكثر‮ ‬من‮ ‬50‮ ‬شخصا‮ ‬أغلبهم‮ ‬أطفال،‮ ‬و77‮ ‬جريحا‮ ‬بينهم‮ ‬اطفال‮.‬؟‮!‬
ماذا‮ ‬عن‮ ‬الطفلتين‮ ‬بثينة‮ ‬وعبير‮ ‬وعشرات‮ ‬الأطفال‮ ‬الآخرين‮ ‬الذي‮ ‬خرجوا‮ ‬أحياء‮ ‬من‮ ‬تحت‮ ‬انقاض‮ ‬منازلهم‮ ‬التي‮ ‬استهدفها‮ ‬العدوان‮ ‬وأودت‮ ‬بحياة‮ ‬آبائهم‮ ‬وأمهاتهم‮ ‬وأخوانهم‮ ‬واحبائهم‮.‬؟‮!‬
أطفال‮ ‬يرسمون‮ ‬في‮ ‬سماء‮ ‬اليمن‮ ‬تفاصيل‮ ‬الحياة‮ ‬المؤلمة‮ ‬التي‮ ‬يعيشونها‮ ‬منذ‮ ‬سبع‮ ‬سنوات‮..‬
يرسمونها‮ ‬ليشاهدها‮ ‬العالم‮ ‬اجمع‮ ‬في‮ ‬اليوم‮ ‬العالمي‮ ‬لحقوق‮ ‬الطفل‮ .. ‬الذي‮ ‬يتم‮ ‬الاحتفاء‮ ‬به‮ ‬سنويا‮ ‬كظاهرة‮ ‬إعلامية‮ ‬فقط‮ ‬وبشعارات‮ ‬لا‮ ‬تطبق‮ ‬على‮ ‬أرض‮ ‬الواقع‮ ‬المعيش‮.‬
أطفال‮ ‬خرجوا‮ ‬من‮ ‬تحت‮ ‬الانقاض‮ ‬شامخين‮ ‬رغم‮ ‬نظرتهم‮ ‬المليئة‮ ‬بالحزن‮ ‬والألم‮ ‬على‮ ‬فراق‮ ‬احبائهم‮.‬
عيون‮ ‬لم‮ ‬يستطع‮ ‬القتلة‮ ‬والمجرمون‮ ‬إطفاء‮ ‬نورها‮ ‬بقيت‮ ‬مبصرة‮ ‬لتعكس‮ ‬دناءة‮ ‬وحقارة‮ ‬عدوان‮ ‬آثم‮ ‬ومجتمع‮ ‬دولي‮ ‬منحط‮.‬
عيون مليئة بالقوة والعزيمة والأمل على الاستمرار في الحياة وترقب الآتي من العمر للأخذ بحقهم وحق آلاف الأطفال الذين قتلهم قادة الاجرام المدونة اسماؤهم في ذاكرة اليمنيين ، ولن يتم نسيانهم إلا بعد أن تتحق العدالة الإلهية ويتم رميهم إلى الجحيم.
أطفال بقوا أحياء ليكونوا بعيونهم الحية شهود على هذا العالم المليئ بالقبح..؛ ويحكوا عن بشاعة وحقارة ونذالة نظام ظل طيلة السنوات الماضية ولا يزال يستعرض عضلاته على المدنيين .. يقتل اطفال ونساء اليمن وبشكل متعمد وسط تواطؤ عالمي قذر، يكذب وهو يتحدث عن القوانين‮ ‬الإنسانية‮ ‬وعن‮ ‬حماية‮ ‬حقوق‮ ‬الإنسان‮ ‬وعن‮ ‬مبادئ‮ ‬وقيم‮ ‬واخلاق‮ ‬لا‮ ‬وجود‮ ‬لها‮ ‬على‮ ‬الواقع‮.!! ‬
مئات‮ ‬الآلاف‮ ‬من‮ ‬الأطفال‮ ‬وملايين‮ ‬من‮ ‬اليمنيين‮ ‬ادمى‮ ‬العدوان‮ ‬عيونهم‮ ‬وسرق‮ ‬بسمتهم‮ ‬واحلامهم‮ ‬وامنياتهم‮ ‬البسيطة‮.. ‬وحول‮ ‬حياتهم‮ ‬إلى‮ ‬ألم‮ ‬لا‮ ‬نهاية‮ ‬له‮ ‬ولا‮ ‬حدود‮.! ‬
سيحكي‮ ‬العالم‮ ‬عن‮ ‬أوجاعهم‮ ‬وآلامهم‮ ‬وعن‮ ‬احبتهم‮ ‬الذين‮ ‬فقدوا‮ ‬بصواريخ‮ ‬الموت‮ ‬العدوانية‮ ‬لا‮ ‬محالة‮ .. ‬وستقود‮ ‬عيونهم‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬ولن‮ ‬تنسى‮ ‬ما‮ ‬فعله‮ ‬العدوان‮ ‬بأهاليهم‮ ‬أعداء‮ ‬الحياة‮ ‬وتجار‮ ‬الموت‮ ‬إلى‮ ‬الجحيم‮.‬
أطفال اليمن جميعهم وفي اليوم العالمي لحقوقهم يمثلون اليوم وغداً شاهداً حياً على جرائم لم ولن تموت أو تسقط بالتقادم ، وسيبقون عنفوان لا يمكن أن ينكسر أو يصيبه الوهن.. ولا يمكن أن ينال منه أعداء الحياة وقتلة الآمال والأحلام.
فإلى‮ ‬أطفال‮ ‬اليمن‮ ‬في‮ ‬يومهم‮ ‬العالمي‮ : ‬
استمروا‮ ‬في‮ ‬الحياة‮ ‬ايها‮ ‬الشامخون‮ ‬شموخ‮ ‬وطنكم‮ ‬الصابر‮ ‬والمقاوم‮.‬
استمروا‮ ‬فغداً‮ ‬ستتحقق‮ ‬عدالة‮ ‬السماء‮ ‬وينال‮ ‬المجرمون‮ ‬جزاءهم‮ ‬العادل‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬يبكوا‮ ‬دماً‮ ‬كما‮ ‬ابكوكم‮ ‬سابقاً‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 10:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61599.htm