الميثاق نت -

الإثنين, 22-نوفمبر-2021
أحمد‮ ‬الزبيري -
سلطنة‮ ‬عمان‮ ‬الشقيقة‮ ‬وهي‮ ‬تحتفي‮ ‬بعيدها‮ ‬الوطني‮ ‬الواحد‮ ‬والخمسين‮ ‬تشكل‮ ‬حالة‮ ‬تلاقٍ‮ ‬استثنائية‮ ‬نابعة‮ ‬من‮ ‬السياسة‮ ‬التي‮ ‬وضع‮ ‬خطوطها‮ ‬العريضة‮ ‬السلطان‮ ‬قابوس‮ ‬بن‮ ‬سعيد‮ ‬ويواصلها‮ ‬اليوم‮ ‬السلطان‮ ‬هيثم‮ ‬بن‮ ‬طارق‮ ‬البوسعيدي‮.‬
اثبتت سلطنة عمان طيلة نصف قرن أن هذه السياسة كانت صحيحة ، وأن منتقديها على خطأ، فهي طوال هذه الفترة الزمنية لم تتدخل في شئون الدول العربية الداخلية وكذلك جوارها الإقليمي وكانت دائماً حاضرة للعب أدوار تساهم في نزع فتيل الأزمات والصراعات والحروب انطلاقاً من وعي‮ ‬عميق‮ ‬أن‮ ‬استقرار‮ ‬دول‮ ‬المنطقة‮ ‬لمصلحة‮ ‬الجميع،‮ ‬وأن‮ ‬المشاكل‮ ‬التي‮ ‬تشهدها‮ ‬دولة‮ ‬أو‮ ‬تلك‮ ‬البينية‮ ‬تزعزع‮ ‬هذا‮ ‬الاستقرار‮.‬
لقد نجحت السلطنة في أن تقوم بأدوار مهمة للتوفيق بين الآراء المختلفة والمتناقضة ، ليس على المستوى العربي فحسب بل والدولي ، مسهمة في حل أكثر الخلافات تعقيداً انطلاقاً من أنها كانت وستظل محل ثقة كل الأطراف، ومثال الجارة إيران وصديقتها أمريكا فيما يخص الملف الننوي‮ ‬دليل‮ ‬واضح‮ ‬على‮ ‬قدرات‮ ‬عمان‮ ‬وقيادتها‮ ‬التوفيقية‮.‬
ولأن عمان احتفظت بعلاقات طيبة مع الدول العربية في احلك الظروف والأمثلة كثيرة وحتى من اختلفوا مع النهج العماني ثبت لهم بمرور الوقت أن ذلك كان تجسيداً لحكمة القيادة العمانية ، لاسيما وأن هذا النهج كان واضحاً منذ البداية للجميع وأن الهم الرئيسي هو التركيز على انتشال عمان من أوضاعه السياسية والاقتصادية البائسة ليحقق انتقالات وقفزات نوعية نقلت عمان من بلدٍ متخلف وغير مستقر إلى بلدٍ متطور ومزدهر ، منطلقة من وعي أن التطور الداخلي سوف ينعكس على مكانة ودور عمان الخارجي.
وإذا ما انتقلنا إلى علاقات الأخوة والترابط والتداخل التاريخي بين اليمن وسلطنة عمان سنجدها تتجسد في الموقف العماني تجاه الخلافات بين الأطراف اليمنية ومن العدوان على الشعب اليمني بقيادة السعودية والإمارات ، حيث ومنذ البدايه نأت عمان بنفسها عن تحالفه، والأهم مواقفها الساعية إلى وقف هذا العدوان وتشجيع الأطراف اليمنية على الحوار لإيجاد حلول لخلافاتهم فكانت طوال سنوات هذا العدوان وما زالت المتنفس للشعب اليمني وكان لها الكثير من المواقف الأخوية النبيلة في ظل الكارثة والمأساة الإنسانية الناجمة عن الحرب والحصار ، وهي‮ ‬مواقف‮ ‬لن‮ ‬ينساها‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬لأشقائه‮ ‬في‮ ‬سلطنة‮ ‬عمان،‮ ‬وهذا‮ ‬شعور‮ ‬كل‮ ‬اليمنيين‮ ‬بدون‮ ‬استثناء‮.‬
لقد حاولت بعض دول تحالف العدوان التشكيك بدور السلطنة الأخوي والمسئول ولكن سرعان ما كانت تجد بعمان المخرج من مآزقها فتتراجع الدول المعتدية عن تلك المواقف المشككة لتعترف ضمنياً بحكمة النهج العماني ، وبالنسبة للشعب اليمني فإن مواقفها ستبقى محل تقدير واحترام لكل‮ ‬ما‮ ‬قامت‮ ‬به‮ ‬وقدمته‮ ‬،‮ ‬وسيظل‮ ‬لعمان‮ ‬قيادة‮ ‬وشعباً‮ ‬مكانة‮ ‬خاصة‮ ‬في‮ ‬قلوب‮ ‬اليمنيين‮ ‬جميعاً‮.‬
فتحية‮ ‬لسلطنة‮ ‬عمان‮ ‬الشقيقة‮ ‬بعيدها‮ ‬الوطني‮ ‬الـ‮ ‬51‮ .. ‬تحية‮ ‬لجهودها‮ ‬ومواقفها‮ ‬الأخوية‮ ‬الصادقة‮.. ‬راجين‮ ‬لهذا‮ ‬البلد‮ ‬الجار‮ ‬الشقيق‮ ‬المزيد‮ ‬من‮ ‬التقدم‮ ‬والتطور‮ ‬والنماء‮ ‬والازدهار‮.‬


تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61607.htm