الميثاق نت -

الإثنين, 29-نوفمبر-2021
استطلاع‮ / ‬نادية‮ ‬صالح‮ ‬ -
يحتفل أبناء الوطن في سائر محافظات الجمهورية اليمنية بالذكري الـ 54 لعيد الجلاء 30 نوفمبر المجيد، رغم الظروف العصيبة التي خلفها العدوان والحصار المستمر على بلدنا منذ ما يقارب 7 أعوام، وما يفتعله ويحاول تحقيقه من مخططات الشر والتمزيق وإعادة وطننا وشعبنا إلى حظيرة‮ ‬الاستعمار‮ ‬والتبعية‮ ‬والخنوع‮.‬
ومما لا شك فيه أن 30 نوفمبر 1967م يمثل لأبناء اليمن محطة عبور للتخلص من الاستبداد والاستعمار والاتجاه نحو التحرر وبناء الوطن.. وبهذه المناسبة استطلعت »الميثاق« أراء عدد من القيادات النسوية والناشطات، حيث أكدت الأستاذة فاطمة الخطري- الأمين العام المساعد لقطاع المرأة بالمؤتمر الشعبي، أن يوم 30 نوفمبر يعد أيقونة الكفاح والإصرار والعزيمة لدى الشعوب ومفتاح التحرّر والانعتاق من الظلم والاستعمار والتجبّر الذي يمارسه كل غاصب ومحتل للأرض والإرادة والقرار ويتحكم بالمصير والثروة والحكم والسيادة للشعوب المحتلة.
وأشارت إلى أن العيد الرابع والخمسين لجلاء آخر جندي بريطاني من اليمن، له دلالات كثيرة جداً فالبلد التي لم تغرب عنها الشمس - بريطانيا- كما كانت تُسمى، غربت شمسها في الثلاثين من نوفمبر بنضالات أبناء اليمن وكفاحهم ضد أكبر مستعمرة على وجه الأرض فأجلتها تلك الأيادي عن اليمن وأصبح المحتلون مدحورين مطرودين من بلادنا نتيجة الثبات الذي أبداه أبناء اليمن عموماً وأبناء المحافظات الجنوبية خاصةً، وقيامهم بواجبهم رغم قلة العتاد والإمكانات، وبالرغم من ذلك رأينا بريطانيا ترحل صاغرةً أمام قوة وبأس اليمنيين الأبطال.
وقالت الأستاذة فاطمة الخطري: إن 30 نوفمبر، يوم صنع مستقبلاً مشرقاً لكل اليمنيين في الجنوب والشمال، ولابد من الاستزادة من الرصيد النضالي التاريخي وثراء "الاستعمارية المباشرة" أو وكلاء الاستعمار التي تظهر اليوم في حالة ارتداد وطني مريع عن مكتسبات سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، من خلال نبذ التطرف والتعصب، وإفشال كل مشاريع العدوان ومراهناته على تفتيت اليمن، ومواجهة المشاريع الظلامية، والعمل على تعزيز القواسم المشتركة وتمتين الأواصر بين أبناء شعبنا اليمني العظيم.
من جانبها قالت الأستاذة تهاني الأشموري - رئيسة دائرة المرأة للشؤون التنظيمية والفروع بالأمانة العامة بالمؤتمر الشعبي العام: إن الـ30 من نوفمبر عام 1967م يوم خالد في تاريخ اليمنيين، وله عدة معانٍ ودلالات، وفيه رفع الأجداد المناضلون راية جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في لحظات مفصلية ومهمة غيرت مجرى التاريخ اليمني، بمسيرته النضالية التي بزغ من خلالها فجر الاستقلال في عدن، وأشرقت من خلاله شمس الحرية على مناطق الجنوب اليمني إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من الانعتاق وإنهاء التبعية للآخرين والتخلص من العبودية.
وأكدت الأشموري أن الاستقلال هو غاية مقدسة تسعى لها كل شعوب العالم، وهذه الغاية تبرر كل الوسائل للحصول عليها، فالوطن غير المستقل يظل تابعاً في قراراته وسياساته، ومسلوب الحرية، وعند حصول الشعب على الاستقلال يعني ذلك التحرر من الاحتلال ووضع حد لهيمنة الآخرين ونهاية عهد العبودية، وتسليم قيادة البلاد لأبناء الوطن، وينعم المواطن بثروات وطنه بدلا من استغلالها ونهبها من قبل المحتلين، مشيرة إلى تمكن الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية من الوقوف على قدميه، وشرع يشق مستقبله نحو إنجازات عظيمة في مجال التعليم والصحة والنظام‮ ‬والقانون‮ ‬والحرية‮ ‬والمساواة‮.‬
وأشارت رئيسة دائرة المرأة للشؤون التنظيمية والفروع بالأمانة العامة بالمؤتمر الشعبي العام، إلى أن من اهم مكاسب الاستقلال، ما تمكنت المرأة في الشطر الجنوبي من تحقيقه، حيث شكل لها الاستقلال الوطني انعتاقاً عظيماً واتاح لها فرصاً عدة استطاعت من خلالها أن تتبوأ‮ ‬مسؤولية‮ ‬وطنية‮ ‬كبيرة،‮ ‬ودخلت‮ ‬ميدان‮ ‬العلم‮ ‬والعمل‮ ‬دون‮ ‬قيود‮ ‬مما‮ ‬جعل‮ ‬لها‮ ‬الدور‮ ‬البارز‮ ‬في‮ ‬مرحلة‮ ‬ما‮ ‬بعد‮ ‬1967م‮.‬
كما تحدثت د. احلام البريهي - وكيل وزارة الشباب والرياضة، عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، عن هذه المناسبة الوطنية قائلةً: 30 نوفمبر حدث مجيد نعتز به ومن أعظم الأحداث التي غيرت مجرى التاريخ في جنوب اليمن، وفتح بوابة الضوء للحرية والانعتاق من الاستعمار‮ ‬البريطاني‮ ‬البائد،‮ ‬وبشارة‮ ‬الاستقلال‮ ‬التي‮ ‬شكلت‮ ‬مرحلة‮ ‬تأسيس‮ ‬الدولة‮ ‬الوطنية‮. ‬
وأضافت‮: ‬لقد‮ ‬عرّفنا‮ ‬حدث‮ ‬30‮ ‬نوفمبر‮ ‬ما‮ ‬هو‮ ‬الوطن،‮ ‬وكيف‮ ‬نبدي‮ ‬انتماءنا‮ ‬وولاءنا‮ ‬الحقيقي‮ ‬له‮ ‬بدافع‮ ‬الحرية‮.‬
مؤكدة أن يوم الاستقلال الوطني وجلاء آخر جندي بريطاني من اليمن، لم يأت هبه أو مكرمة من الاستعمار البريطاني البغيض بل انتزعه شعبنا اليمني انتزاعاً عبر الكفاح المسلح من جبال ردفان الشماء بثورة 14 أكتوبر 1963م ومقاومة شعبنا التي لم تتوقف بل تواصلت منذ أن دنست اقدام المحتل البريطاني رمال عدن الطاهرة في 19 يناير 1839م، حتى تحقق الاستقلال وفتح المجال امام المرأة اليمنية الجنوبية في كافة المجالات وفتح لها ميدان العمل وكان لها الدور البارز فيما بعد 1967م.
الناشطة السياسية في مدينة عدن سلوى ناصر، بدورها أكدت أن الاحتفاء بهذه المناسبة المهمة، يحتم على الجميع استلهام الدروس والسير على خطى الأجداد في الصمود والثبات على الحق مهما بلغت التضحيات أو حجم العدو ومؤامراته لنيل النصر الموعود ولانتزاع الحرية والاستقلال، ونستذكر في هذا اليوم المجيد، ان ثورة أكتوبر مثلت حدثاً عظيماً في شعب عظيم وفي زمن عظيم، وبرهنت في معجزة تاريخية ان إرادة الشعوب الحرة لن تقف امامها اعتى القوى، وحقق أولئك المناضلون الشرفاء بسواعدهم وأسلحتهم -يساندهم اصطفاف شعبي كبير- غايتهم المشتركة وهي الاستقلال‮ ‬والتحرير‮.‬
وأضافت: لن تنسى عدن نضالات رجالها من أمثال الشهيد فيصل عبداللطيف وكل رفاقه في جبهة القوميين، مهندس الحرية والاستقلال، وكل المناضلين والمناضلات، وهذا يؤكد ان عدن محطة الاحرار، ومنبعهم، وفيها تلقن البريطاني اقسى الدروس، وعلى هذا النهج لابد ان يمضي الأحرار اليوم‮ ‬لإنهاء‮ ‬هذه‮ ‬الحرب‮ ‬وهذا‮ ‬السلب‮ ‬الواضح‮ ‬للإرادة‮ ‬والطموح‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬أدوات‮ ‬بريطانيا،‮ ‬الذين‮ ‬يتحكمون‮ ‬في‮ ‬عدن‮ ‬ومينائها‮ ‬وبحرها‮ ‬وجوها‮ ‬وقوت‮ ‬ابنائها‮.‬
وختمت حديثها لـ»الميثاق« بقولها: ان اليمنيين متحدون فيما بينهم مهما فعل وافتعل المعتدون، وان الجمهورية والحرية والاستقلال اعظم المكاسب التي لابد من الحفاظ عليها، والعمل على تعزيز الحريات والديمقراطية والمواطنة المتساوية.


تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:15 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61646.htm