شفيعة السراجي - اكتملت سيادة الوطن بيوم الحرية الذي خلده التاريخ فجر الـ 30 من نوفمبر 1967م يوم الاستقلال وجلاء آخر جندي بريطاني ، بدأ عهد احتلال المملكة البريطانية لليمن في عام 1839م واستمر قرابة 129 سنة ، حيث كانت عدن تعتبر جزءاً من الهند الإنكليزية، حتى تمّ اعلانها مستعمرةً تابعةً للحكم البريطاني، وبعد تعاقب الثورات المجيدة ثورتي 26 سبتمبر 1962م و14 أكتوبر 1963 م بدأت تَظهر حركات مقاومةٍ شعبيةٍ، وأخذت تعلو الأصوات المطالبة بالاستقلال وقدم المناضلون الشرفاء التضحيات المستمرة في المعارك وحرب التحرير ضد المستعمر الغاشم ومراكزه في جنوب الوطن بسببَ الأحكام الجائرة والسياسات التعسفية التي مارسها الاحتلال البريطاني.
يوم خلد مجده كفاح شعبنا العظيم والأدوار والمواقف الشجاعة والوطنية للمخلصين من أبناء الوطن و نضالهم ضد الاستعمار الذي ظل جاثماً على صدور أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية، فقد صنعوا الحرية واجتثوا المستعمر وركائزه وقاموا بإفشال المخطط لإنشاء (اتحاد الجنوب العربي) والحفاظ على الهوية اليمنية بتوحيد أكثر من 21 مشيخة وإمارة .
وكان من ضمن العوامل التي ساهمت في استقلال اليمن وقوف الشعب إلى جانب الثورة في مدينة عدن حيث جسد الحس القومي لدى الشعب اليمني في السلوك والخلق الذي تحلى به الثوار في علاقاتهم وتعاملهم مع المواطنين وعدم التفكير إلا بنجاح مهماتهم، كذلك تركيز توجيه الضربات القوية لاستئصال العملاء الأجانب الذين لعبوا دوراً كبيراً في التجسس على الفدائيين ورصد تحركاتهم ورفعها إلى الاستخبارات البريطانية . كما زادت وتيرة حركات المقاومة وتم إعلان حالة الطوارئ في البلاد بعد أن تمّ قتل المندوب السامي البريطاني بانفجارِ قنبلة.
ستظل هذه المنجزات العظيمة منبع فخر للشعب اليمني بما قدمه الشهداء الأحرار الذين قدموا أرواحهم وضحوا بكل غالٍ ونفيس من أجل التحرر من حكم الإمامة والاستعمار البريطاني التي تجسدت في الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) وباركتها الوحدة اليمنية المباركة.
❊ عضو المجلس المحلي بمديرية شعوب |