أحمد عبادي المعكر❊ - تهل علينا مناسبة عزيزة وغالية، تتمثل في الذكرى الـ 54 للاستقلال الوطني، ففي الـ 30 من نوفمبر 1967م تم طرد آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن بعد احتلال جثم على صدر جزء عزيز من اليمن دام 129 عاماً، بعد مقاومة باسلة ضد الاستعمار رغم الظروف الصعبة وشحة الإمكانات المادية والعسكرية التي تمكن اليمنيون في الجنوب من استعادة أرضهم وتطهيرها من الاحتلال البريطاني،، وهناك وبعد اعلان ثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة عام 1962م في شمال اليمن ضد الحكم الإمامي الكهنوتي المتخلف والتي شارك في الدفاع عنها أبطال من أبناء المحافظات الجنوبية عدة سنوات إلى جانب إخوانهم من أبناء المحافظات الشمالية والقوات المصرية التي شاركت دفاعاً عن الثورة السبتمبرية الخالده والتي تعتبر السند والرديف لإعلان ثورة الـ 14 من أكتوبر 1963م والتي أشعل شرارتها المناضل الكبير الشيخ راجح بن غالب لبوزه بعد عودته ومجاميعه من جبال المحابشة في شمال الوطن، إلى ردفان ليعلن الثورة ضد الاستعمار البريطاني وكان اول شهيد بعد الثورة من على جبال ردفان الشماء، حيث استمرت الثورة المسلحة من 14 اكتوبر 1963م حتى جلاء آخر جندي بريطاني في الـ 30 من نوفمبر 1967م.
لقد سجل الشهيد غالب بن راجح لبوزة درساً للأجيال في التضحية والفداء والبطولة، حيث كان رده عند استدعائه من قبل المندوب السامي البريطاني عقب سماعهم بعودته من شمال الوطن وطلبهم منه تسليم نفسه وكل اصحابه العائدين من الشمال، رداً مزلزلاً حيث أرسل إليهم ظرفاً بداخله طلقة رصاص منه للإنجليز، وكان ذلك هو الإعلان بانطلاق الثورة وعدم الاستجابة والخضوع لهم وصعد جبال ردفان
واستمرت الثوره من 14/اكتوبر/63م الى 30/نوفمبر/1967 م حيث قدم اليمنيون في جنوب الوطن تضحيات جسيمة إلى جانب إخوانهم من شمال الوطن.
ونحن اليوم نعيش هذه المناسبة الغالية، لا بد أن نأخذ من ماضي الثورتين سبتمبر واكتوبر العظات والعبر، حيث يستدعي من جميع الأطراف السياسية تحكيم العقل والمنطق وتغليب المصلحة العامة على ما عداها وحقن الدماء وتحقيق السلام العادل والشامل والوقوف صفاً واحداً بوجه التحديات من أجل مستقبل مشرق للأجيال القادمة
وهذه دعوة لجميع اليمنيين بأن نفيق من السبات العميق وان نعمل جاهدين لتحقيق السلام ووقف الحرب التي دمرت ما تم تحقيقه من مكاسب في كل المجالات المختلفه وازهقت الأرواح، وأن لا ينتظروا أي حل يأتي من الخارج فالحل بيد اليمنيين أنفسهم، بعد كل هذه التجارب التي لم تخرج البلاد إلى طريق.
كما نؤكد السير على طريق الآباء والأجداد الذين كانوا في مقدمة الصفوف لمقاومة الاحتلال البريطاني والحكم الإمامي، وفاءاً وعرفاناً لهم ولتضحياتهم ونضالاتهم، بأن نحافظ على أهداف الثورة التي ضحوا بأنفسهم وأرواحهم من أجلها وسيكون طريقهم طريقنا.
وختاماً رحم الله شهداء ثورتي اكتوبر وسبتمبر والمجد كل المجد للثورة والخلود للشهداء الأبرار.
❊ عضو اللجنة العامة
رئيس فرع المؤتمر في محافظة الضالع |