الشيخ /سيف عبدالولي الهياشي❊ - الأحداث السياسية والعسكرية تظل دوماً في ذاكرة الشعوب باعتبارها محطات تاريخية مفصلية يتم من خلالها استقراء لتلك التحولات للاستفادة من الدروس والعبر التي مضت ومرت وربطها بالحاضر.
ونحن اليوم في الذكرى الـ54 للاستقلال المجيد الذي تحقق في الـ 30 من نوفمبر 1967م كنتاج حتمي لثورة الـ14 من أكتوبر المجيدة ،التي تفجرت شرارتها الأولى من جبال ردفان الاشم بقيادة الشهيد البطل غالب لبوزة والتي أجبرت المستعمر البريطاني على الرحيل من جنوب الوطن بعد نضال وكفاح مسلح قدم شعبنا اليمني العظيم خلاله كوكبة من الشهداء من شمال الوطن وجنوبه ثمنآَ للتحرر والانعتاق والخلاص من المستعمر الذي ظل جاثماً على جنوب الوطن ردحاً من الزمن يمارس الإذلال والقهر للشعب وينهب ثرواته.
ويقيناً لم تصل ثمرة الثورة الأكتوبرية المجيدة إلى الـ30 من نوفمبر 1967م إلا بتوحد القوى الوطنية في شمال الوطن وجنوبه بكل فصائلها والشعب من خلفها بكل فئاته، قدم شعبنا اليمني الغالي والنفيس حتى انتصر على المستعمر البريطاني فكان رحيل آخر جندي مستعمر في هذا اليوم التاريخي من المحافظات الجنوبية.
وعلينا جميعاً اليوم أن نستلهم الدروس من هذه الذكرى لاسيما والمستعمر الجديد يحتل العديد من محافظاتنا الجنوبية وبعض الشمالية ،الأمر الذي جعل شعبنا اليمني يتصدى ببسالة للمستعمر الاماراتي السعودي الصهيوني الأمريكي منذ العام 2015م ممثلاً بالجيش واللجان الشعبية وعلى مدى 7 سنوات قدم شعبنا أنهاراً من الدماء من أجل مواجهة ذلك الصلف والجبروت والطغيان والحقد بما يمتلكه من الامكانيات المتواضعة وبالاعتماد على الله أولاً وأخيراً ،ونحن اليوم في العام السابع في مواجهة تحالف العدوان حيث انكشف المستور وظهرت النوايا جلية بأن المستهدف هو اليمن أرضاً وانساناً بما حباه الله من الموقع الجغرافي المتميز والثروات المختلفة الهائلة والمقومات الأخرى التي كانت محل اطماع الغزاة والمستعمرين منذ مئات السنين، الأمر الذي يتطلب من القوى المناهضة للعدوان وفي مقدمتها الجيش واللجان الشعبية الاستمرار في المواجهة والاستبسال ومن خلفهم شعبنا اليمني بكل فئاته.
سبع سنوات من النضال والمواجهة كانت كفيلة بأن يفهم المرتزقة ويعودوا إلى رشدهم وإلى حضن الوطن ،إلا أن الله سبحانه وتعالى ختم على قلوبهم ليبقوا عملاء ومرتزقة في حضن العدو.
إن القوى الوطنية المناهضة للعدوان هي اليوم على الموقف الصائب والصحيح تذود عن الوطن وستنتصر لأنها تدافع عن الأرض والعرض والسيادة مهما كلفها ذلك من ثمن ،وكما رحل المستعمر القديم في الـ 30 من نوفمبر 1967م سيرحل المستعمر الجديد لا محالة وسيخلد التاريخ تلك الأحداث والتحولات في أنصع صفحاته.. وما النصر إلا من عند الله.
النصر للوطن.. والرحمة والخلود لشهدائه.. والشفاء للجرحى.. والحرية للأسرى
❊ نائب رئيس دائرة المنظمات الجماهيرية
|