الميثاق نت -

الإثنين, 06-ديسمبر-2021
يحيى‮ ‬جمعان‮ ‬ -
مثل الـ 30 من نوفمبر 1967م ايقونة وعلامة فارقة في التاريخ اليمني المعاصر بعد أن تمكن اليمنيون الشرفاء من رسم صورة واضحة على سماء جزء غالٍ من وطننا بالتخلص من الاحتلال البريطاني الذي ظل جاثماً على عدن وأجزاء واسعة من ارضنا الحبيبة 128 عاماً مارس خلالها ابشع الانتهاكات بحق أبناء شعبنا مصادراً حقهم في العيش الكريم والشريف ومتحكماً بمقدراتهم وكأنه يعيش على ارضه دون إدراك أنه محتل ومصيره لا محاله سيكون الرحيل من هذه الأرض الطيبة المباركة التي لم ولن يرضى شعبها ببقائهم مهما مرت الأيام وطالت السنين.

كانت البداية التي عجلت برحيل المحتل الغاصب اشتعال ثورة الـ 14 من اكتوبر المجيدة من جبال ردفان الشماء ، تمكن خلالها المناضلون والثوار بقيادة الثائر والمناضل الوطني لبوزة من تعكير صفو حياة المستعمر وهز اركانه ودفعه للتفكير الجلي بأن ساعة رحيله قد حانت ولا مكان‮ ‬له‮ ‬في‮ ‬ارضنا‮ ‬الحبيبة‮.‬

لقد استشرف اليمنيون من وحي الثورة الأكتوبرية المجيدة - التي أينع صباحها ضوءاً بهياً عم كل الأرجاء - القدرة والقوة على مواجهة كل لغات التآمر حتى تم النصر في الـ30 من نوفمبر ورحيل آخر جندي بريطاني صاغراً منكسراً بقوة رجال الرجال الذين شكلوا مدرسة متكاملة من النضال‮ ‬والكفاح‮ ‬والوطنية‮ ‬والارادة‮ ‬الحرة‮ ‬،‮ ‬وصنعوا‮ ‬هذا‮ ‬اليوم‮ ‬المجيد‮ ‬بصورة‮ ‬تتفاخر‮ ‬به‮ ‬الأجيال‮ ‬اليمنية‮ ‬جيلاً‮ ‬بعد‮ ‬جيل‮ ‬وعاماً‮ ‬بعد‮ ‬عام‮.‬

لقد مثل الـ30 من نوفمبر 1967م الصورة البهية المحفورة في ذاكرة الأجيال حباً وعطاءً وبناءً ونصراً خالداً مكتوباً بدماء الثوار الأحرار وكل الشرفاء من أبناء الوطن ..، وكان الصوت الصادح الذي هز اركان المحتل البغيض وكل لغات الفرقة والتمزق والشتات.

ولا شك أن اليمنيين الشرفاء الذين يواجهون اليوم عدوانا غاشما منذ سبع سنوات تقريبا بإرادتهم الحرة وبشجاعتهم القوية سيكررون رسم نفس الصورة التي دونها المناضلون والثوار الأحرار الأوائل قبل 54 عاما على سماء الوطن برحيل المحتل البريطاني ، وذلك برحيل المحتل الجديد‮ ‬المتمثل‮ ‬بقيادة‮ ‬النظامين‮ ‬السعودي‮ ‬والإماراتي‮ ‬الذين‮ ‬سيرحلون‮ ‬يجرون‮ ‬اذيال‮ ‬الخزي‮ ‬والعار‮ ‬غير‮ ‬مأسوف‮ ‬عليهم‮.‬

هنيئاً‮ ‬لشعبنا‮ ‬هذه‮ ‬المناسبة‮ ‬الوطنية‮ ‬الغالية‮ ‬علينا‮ ‬جميعاً‮.. ‬والنصر‮ ‬للوطن‮ ‬والذل‮ ‬للعار‮ ‬للمحتل‮ ‬الجديد‮ ‬واذياله‮ ‬واذنابه‮.‬

والرحمة‮ ‬لشهدء‮ ‬الثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬المباركة‮ ‬ولشهداء‮ ‬الوطن‮ ‬الذين‮ ‬يواجهون‮ ‬محتلاً‮ ‬جديداً‮ ‬وعدواناً‮ ‬غاشماً‮ ‬منذ‮ ‬سبع‮ ‬سنوات‮.‬

والشفاء‮ ‬للجرحى‮ ‬بإذنه‮ ‬تعالى‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 17-يوليو-2024 الساعة: 10:36 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61699.htm