حاورتها / نادية صالح : - قالت الأستاذة سكينة حسن زيد - عضو شورى حزب الحق، إن الواقع يشهد على فشل المعتدين، بعد سبع سنوات من عدوانهم ، وعدم قدرتهم على تحقيق شيء يُذكر من مخططاتهم الخبيثة تجاه اليمن، سوء القتل والدمار والخراب.
وأشارت إلى أن العدوان أنتج معاناة كبيرة على شعبنا اليمني، خصوصاً الفئات الأضعف، كالنساء، اللواتي يتعرض للضغوط والمعاناة النفسية جراء استمرار العدوان والحصار، إضافة إلى ما افرزته الأفكار الوهابية من نظرة دونية وتهميشية لدور المرأة اليمنية، التي استفحلت خلال العقود السابقة جراء انتشار المعاهد العلمية والجمعيات التي استغلت اسم ( فعل الخير).
وأكدت الأستاذة سكينة حسن زيد في حوار أجرته معها »الميثاق«، على دور المرأة اليمنية وقدرتها على تقديم الرؤى والأفكار في بناء السلام، كما تطرق الحوار إلى قضية زواج القاصرات وضرورة سن قانون يحدد عمر الزواج، بالإضافة لعدد من القضايا المتعلقة بالمرأة والشأن العام، تجدونها في الحوار التالي:
* بدايةً، لا يخفى على احد ان المرأة هي من تدفع الفاتورة الأكبر في الحروب، والمسؤوليات الملقاة على عاتقها جراء فقدان المعيل أو انتهاء مصدر الدخل وكذلك النزوح وما ينطوي عليه من مخاطر، برأيك ما ابرز المخاطر التي تواجهها المرأة اليمنية جراء الوضع الراهن؟
- المرأة اليمنية مثل كل النساء في العالم تدفع الفاتورة الاكبر في معاناة الحروب وفي الجوانب التي ذكرتها ابرزها ان تفقد المعيل والراعي والحامي والاب والشريك والاخ والابن ايضاً معاناة نفسية يومية تتضاعف في حالات النزوح وفقدان المنزل والمصدر المعيشي وآثار العدوان والحصار من ارتفاع في اسعار المواد الغذائية والايجارات والضروريات للحياة كلها.
وعلى العموم فإن المرأة اليمنية تقع حقيقةً أسفل سلم الضغط الاجتماعي والمعاناة النفسية والتحمل والعطاء خلال سنوات العدوان .
* زواج البنات القاصرات مأساة لما يمثله من عبث مجتمعي وإنساني وديني، اضافة إلى ان التقارير حول ذلك في اليمن مقلقة ومرعبة.. ما تعليقك ؟
- زواج القاصرات(مأساة) فعلاً، نحن كثيراً نسمع ونعرف عن قصص وحالات منذ سنوات في اليمن وغيرها يتم تزويجهن وفي الحقيقة انه يتم (بيعهن) للزواج احياناً بسن اجدادهن! وهذا أولاً نتيجة لعدم إدراك حقوق الفتاة ومشاعرها والتساهل فيها وهذا بسبب قصور الوعي الديني والانساني والثقافي، بينما يحصل الاطفال الذكور على معاملة أفضل حتى في حالات الفقر.
ويمكن أن تُحل هذه المعضلة عبر اقرار قانون يحدد سن الزواج للأنثى بـ15 عاماً مثلاً كما كان سابقاً قبل تعديله عام 99 ليتم الغاء السن تماماً لتكون النتيجة ان عقد (الولي) لطفلة رضيعة هو عقد زواج صحيح بحسب القانون! ، وهذا بالتأكيد لا يتوافق مع مقاصد الشريعة وروح الاسلام وعدالته بل ويشجع مرضى النفوس لبيع وشراء الطفلات كسلع!
ونحن نتساءل .. اين اختفى شرط (الايجاب والقبول) الذي لا يصح اي عقد والتزام بين اثنين الا به؟ ينبغي ان تصبح الزوجة مدركة وواعية للالتزامات المقبلة عليها وموافقة وراضية بها .
ولهذا ينبغي ان تكون قد وصلت بحد أدنى 15 عاماً وافضل بالطبع اكبر من هذا بحيث لا يتسبب الزواج لها في مشاكل صحية ونفسية ولا بحرمها من تعليمها الاساسي على الاقل؛ ولهذا فمراعاة الثقافة في كل المناطق النائية منها والقرى اعتقد ان هذا الحد الادنى مناسب لإقراره كقانون كما كان اصلاً قبل التعديل.
ولذلك فعلى المرأة والرجل -على السواء-ذوي العقل والضمير والوطنية ان يبذلوا جهدهم كلاً من موقعه من اجل الدفع لإقرار القانون ونشر الوعي حول هذه (الجريمة) قدر الامكان في كل مناسبة وكل مكان حتى لا يجرؤ ان يقدم عليها احد؛ تزويج طفلة بعمر الـ 6 أو 7 أو 11 عاماً هو جريمة حقيقية تضيع فيها حياة طفلة وقد تفارق الحياة اما نزيفاً أو انتحاراً أو ضياعاً وجنوناً.
* استطاعت المرأة اليمنية تحقيق مكاسب عدة ونجاحات مشهودة في مختلف المجالات العلمية والعملية.. برأيك هل وصلت المرأة لما تتطلع إليه فعلا؟
- حققت المرأة نجاحات كبيرة في كل المجالات ، اين ما اتيحت لها الفرصة المناسبة أثبتت جدارتها .
* ولكن هل يمكن ان تكون لكل النساء نفس التطلعات؟
- بالطبع لا .. هناك نساء اهدافهن وتطلعاتهن شخصية ضيقة وآنية او أنانية ومادية، وهناك نساء تطلعاتهن واهدافهن عامة ودائمة للوطن مثلهن مثل الرجل في هذا .
بشكل عام لا يوجد ما يحد من تطلعات المرأة السياسية مثلا طالما لا تتعارض مع الدين والقانون فلم لا تصل المرأة مستقبلاً لمنصب رئيسة حكومة مثلاً أو رئيسة دولة ان توافرت فيها الشروط المناسبة .
اما الآن فتطلعات كل الوطنيين رجالاً ونساء هو وقف العدوان الوحشي على اليمن ورفع الحصار وإحلال السلام وتنمية اليمن وتعويضه عما تعرض له .
* نظرة المجتمع لا تزال قاصرة نوعاً ما تجاه دور المرأة، يا ترى ما الممكن عمله لتصويب تلك النظرة؟
- برأيي هناك بعض التأثر السلبي بالأفكار الوهابية المتطرفة التي تم زرعها وبثها لعقود من خلال المعاهد العلمية والجمعيات الخيرية والانشطة المرتبطة بها وللأسف فقد ترك هذا أثراً كبيراً في عقول ونفوس وسلوك الكثير من العامة، والأمر الذي يمكن عمله هو التوعية في أي وكل فرصة؛ التوعية من خلال السلوك السوي للشخصيات القيادية المؤثرة من النساء او الرجال ومن خلال الكتابات والندوات والانشطة.
فالوهابية المتطرفة اختزلت المرأة في جسد، والغت عقلها وامكاناتها وعطلتها وهذا ليس من الاسلام في شيء فالإسلام كلفها مثل الرجل وسيحاسبها وحدها مثله والله جل جلاله منحها من الامكانات العقلية نفس امكانات الرجل العقلية ان لم تتفوق عليه احياناً في بعض الحالات او المجالات وبالتالي من الخطأ عدم الاستفادة من هذه الامكانات لصالح الوطن او الاسرة او المؤسسة بحجج مضحكة ما انزل الله بها من سلطان.
* المرأة شريكة الرجل في بناء الوطن يا ترى ما الدور المناط بها في بناء السلام؟
- المرأة شريكة الرجل فعلا في كل نشاط وعمل ومهام، اما في الحرب فهي تشارك في دفع الثمن ولا تشارك في صناعة القرار ببدئها او وقفها وهذه مشكلة برأيي فما دمنا نتحمل النتائج جميعاً فمن المنطقي ان نتشارك في صناعة القرار أيضاً .
برأيي ان اول دور لها في السلام وهو الذي تقوم به فعلا منذ سبع سنوات يمنيات عظيمات لا تضاهي عظمتهن اي من نساء العالم كما اعتقد في صمودهن وثباتهن وتضحياتهن ودعمهن وتقديمهن للمجاهدين والشهداء بطيب خاطر وبذلهن اموالهن الخاصة ومجهوداتهن الكبيرة في توفير الكعك والغذاء للجبهات وفي مجالات الحشد والتوعية والتثقيف .
وثاني دور لها بعد استمرارها في الصمود بوجه العدوان وثباتها وايمانها بحتمية الانتصار ؛ ثاني دور هو ان تزرع هذه القناعات في ابنائها وبناتها وان تزرع ايضاً فيهم قيم التعايش مع الآخر وتقبله واحترام القانون ونبذ الكراهية والعنصرية فالمرأة اليوم بالاضافة لكونها أماً تزرع في وعي اطفالها ما لا يمكن ان يمحوه الزمن هي ايضاً كاتبة وناشطة وقيادية مؤثرة .
كما اني اؤمن بأن السعي للسلام سيكون مثمراً اكثر اذا شاركت فيه المرأة عبر الاحزاب والكيانات السياسية والمدنية .
* هل بالإمكان ان تقدم الاكاديميات والمثقفات والحقوقيات اليمنيات تصورات ورؤى للحل؟
- بالطبع من الممكن ان تقدم الأكاديميات والمثقفات والحقوقيات اليمنيات تصورات ورؤى او تثري اكثر التصورات التي تطرح وهذا واقع فعلا بالرغم من خلاف موقفي السياسي بشكل جوهري مع كثير من الناشطات ممن يقفن مع ما تُسمى بالشرعية وبالتالي يدعمن العدوان للأسف الشديد الا انه لا يمكن انكار قدراتهن وتميزهن في تخصصاتهن وأرجو ان يأتي اليوم الذي يستفيد الوطن من امكاناتهن.
* ما تقييمك للإطارات النسوية التي كثرت، وهل فعلا تبنت هذه الإطارات قضايا المرأة كما يجب؟
- الكيانات والاطارات النسوية الكثيرة برأيي الشخصي لم تنعكس حتى الآن على واقع المرأة بالشكل المتوقع، والمطلوب منها والسبب ربما يكون احياناً تركيز بعضها فقط على الحصول على الدعم المادي من المنظمات واستخدام قضايا المرأة في هذا دون الاهتمام الحقيقي بتغيير واقعها.
أو تقديم بعض قياداتها لنفسها ولمطالبها بطريقة مستفزة للمجتمع ولا تتناسب مع ثقافته وعاداته، الامر الذي يجعل المجتمع يتمترس اكثر ضدها.
كما انها لم تلامس احياناً مشاكل ومعاناة القاعدة العريضة من النساء، لكن وجود هذه الكيانات كان له آثار ايجابية على مستوى نوعي مثل تدريب وتأهيل القيادات النسوية في بعض المجالات والجوانب خاصة السياسية والقانونية.
* هل قدمت الأحزاب السياسية في اليمن الدعم الكافي وساعدت في تمكين المرأة اليمنية وما الدور المفروض تقديمه لتوسيع مشاركة المرأة؟
- بشكل عام الاحزاب السياسية حتى الآن في اليمن استخدمت النساء في المعارك الانتخابية كأصوات وفي المسيرات اكثر من كونها دعمت النساء .
ولكن هذه مرحلة ربما من مراحل تمكين المرأة ومع هذا فهناك استثناءات بالطبع في هذا الشأن فهناك قياديات في بعض الاحزاب وهن مؤثرات ولهن دور حقيقي .
وينبغي ان تسعى الاحزاب لتوسيع قاعدتها النسائية وقياداتها ايضاً وان تذلل الصعاب التي تعيق مشاركتهن .
وعلى القيادات السياسية ان يؤمنوا ويدركوا ضرورة مشاركة المرأة في المجال السياسي على كل المستويات قواعد وقيادة لان هذا سينعكس ايجاباً على اداء ودور الاحزاب والحياة السياسية والوطن كله..
* ما تعليقك على دور المؤتمر الشعبي العام في دعم المرأة؟
- في الحقيقة، المؤتمر الشعبي العام حزب سياسي رائد بالطبع في دعم المرأة، والمؤتمريات كن رائدات في المؤسسات الحكومية، وموقف المؤتمر الشعبي الايجابي من المرأة يعود لأسباب منها انه حزب غير مؤدلج ، بالإضافة لإمكاناته الكبيرة لأنه كان الحزب الحاكم .
* هل تتطلع سكينة حسن زيد لموقع حزبي في إطار حزب الحق؟
- انا عضو مجلس شورى حزب الحق، وربما مستقبلاً بعد ان ينتهي العدوان وتستقر الظروف ونتمكن من عقد مؤتمر عام ثاني للحزب يتغير موقعي ويصبح أهم، حزب الحق يؤمن بأهمية مشاركة المرأة ودورها ونحن قدمنا في عام 93م أول مرشحة في انتخابات مجلس النواب في تعز.
* ما الذي تعدينه من اجل والدك الشهيد حسن زيد وهل ننتظر مثلاً كتاباً يتضمن مسيرته السياسية والوطنية والحزبية؟
- في الحقيقة كنت بصدد كتابة رواية أدبية ، لأن عندي ميولاً أدبية واظن أنني قادرة على كتابة رواية عن حياة والدي ، كما ان شخصية والدي ثرية من كل الجوانب انسانياً ومن ناحية الاحداث التي عاشها والادوار التي قام بها .. الخ.
ولكني تراجعت عن الفكرة لعدة اسباب من ضمنها اننا كمجتمع يمني لم نعتد حتى الآن تناول الجوانب الانسانية والشخصية للشخصيات العامة والسياسية، ولكننا ننوي ان شاء الله ان ننتج فيلماً وثائقياً يتناول مسيرته السياسية الثقافية والوطنية والحزبية.
* ماهي أبرز المعوقات التي تعترض المسيرة العلمية والثقافية والسياسية للمرأة اليمنية خصوصاً في الوقت الراهن؟
- ابرز المعوقات التي تعترض المرأة برأيي الان هي العدوان والحصار ثم المخزون المتطرف الذي زرعه كما قلت الوهابية و تغلغل في مجاميع من العامة والذي يستهدف المرأة بالدرجة الأولى.
* برأيك ما المخرج من الأزمة الراهنة.. وماذا يتوجب على الأحزاب والشخصيات الاجتماعية والمثقفين تجاه الاستقلال الوطني خصوصا ونحن في شهر نوفمبر وذكرى الاستقلال؟
- المخرج اولاً ان يوقف تحالف العدوان عدوانه ويرفع حصاره عن بلادنا؛ كما ينبغي ان يعودوا لرشدهم ويقتنعوا انه حان الوقت لاحترام سيادة اليمن.
ثم العودة لطاولة حوار يمنية بدون تدخلات خارجية، كما أنه يجب بل ومن الضروري على اليمنيين ايضاً ان يقتنعوا ويؤمنوا أن اليمن للجميع وسبيلنا في ذلك احترام بعضنا والتعايش مع تنوعنا والسعي لبناء دولة قانون ومواطنة متساوية يستظل بها الجميع.
* كلمة توجهينها لأطراف الصراع؟
- اتوجه لأبطالنا في الجبهات بقيادة السيد عبدالملك الحوثي بالشكر والامتنان على التضحيات التي يقدمونها للوطن ولنا، واسأل الله لهم النصر والثبات.
وفي المقابل، اتوجه لقوى العدوان بالتحذير من استمرار عدوانهم وحصارهم والواقع يشهد بعد سبع سنوات انهم لم يحققوا شيئاً؛ وأقول لهم راجعو انفسكم واحترموا سيادتنا فنحن لم ولا ولن نسعى لإيذائكم بالرغم من استهدافكم لنا منذ عقود.
كما اتوجه لما تُسمى بالشرعية وحلفائها بالقول: دخلتم التاريخ من أسوأ أبوابه وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح اليمن للجميع والحوار هو الحل.
* كلمة أخيرة؟
- أشكركم جداً على اللقاء واتاحة الفرصة للحديث والتواصل مع قراء صحيفتكم القديرة وأرجو لكم مزيداً من التقدم والعطاء.
|