الدكتور / طه حسين الهمداني - تغمرني السعادة عندما أتواصل وأطمئن على الأستاذ الدكتور/ حسين بن عبدالله العمري عضو مجلس الشورى ، لان هذه الشخصية الوطنية تعد بالفعل من الشخصيات المرموقة والمعروفة ذات الحضور الاستثنائي في مختلف المراحل والمحافل ..
من منّا لا يعرف هذا العلم اليماني الكبير خُلقاً، علماً، إنسانية وعطاء وطنياً مشهوداً، ولا يملك أمام اسمه إلا أن يقر له بفضل كبير وثناء وافر ، وهو الذي تبوأ الكثير من المناصب القيادية والحقائب الوزارية والعديد من البعثات الدبلوماسية مثّل من خلالها اليمن خير تمثيل في بلدان عربية وأجنبية.
تشرفت بمعرفته عن قرب مُنذ كان على رأس حقيبة التربية والتعليم حين كنت طالباً بجامعة صنعاء ورئيساً لاتحاد طلاب اليمن في منتصف ثمانينيات القرن الماضي (1984-1987م).
عرفت ذلك القائد الاداري النادر والاكاديمي المتوهج والسياسي المحنك والدبلوماسي الحصيف الذي يستطيع أن يأسرك من الوهلة الأولى ويعطيك زاداً مختلفاً من اللطف والتواضع والمعرفة والصدق والنبل اللامحدود ..
يمنح الجميع كل هذه العطايا والمعاني بكل مرونة ودون تكلف أو زيف لدرجة أنه وكلما اقتربت منه زاد احترامك له ، سيما وانه لا يعرف التعالي ولا الغرور، كما لا يجعل بينه وبين الآخر أي حواجز قد تؤثر على قيمه وجسور التواصل الإنساني والأخوي بغض النظر عن سمو المكانة والقامة، حقاً إنه تواضع الكبار وفلسفتهم العميقة للحياة..
هذا الرجل الشاهق ينحدر من اسرة علم وخلق ورجال دولة بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى ، لذلك لست مبالغاً إذا ما قلت إنه قدم نموذجاً راقياً وخالداً في مسيرته الحافلة التي أقطع جازماً أنها تخلده وتجعل منه بوصلة وهرماً عظيماً للنجاح الذي يمثله الدكتور/ حسين العمري ، الدارس في ارقى الجامعات البريطانية ، المربي الفاضل الذي تخرج على يديه الآلاف من الطلبة ..
نحن في الواقع نتذكر بكل إجلال وفخر ما صنعه طيلة عقود مضت لوطننا في شتى الميادين التي يصعب حصرها وليس آخرها ، مشاركته القيمة في الفعاليات والمؤتمرات الدولية مع الدول والمنظمات المهتمة باليمن وتاريخها وأوضاعها بحكم تخصصه باعتباره من أبرز العلماء واساتذة التاريخ فهو المؤرخ والمحقق اللامع، حيث حقق في الكثير من المخطوطات التاريخية وشارك في الكثير من الموسوعات والأعمال الأدبية والثقافية وله بصماته الواضحة في ذلك والتي جعلته أحد أهم المراجع التاريخية في بلادنا ..
أخلص إلى القول:
شخصية بحجم الدكتور/ حسين العمري يحتاج الحديث عنها كتباً ومؤلفات تتناسب وحجمه ومكانته وإرثه الغزير على المستويات الوطنية والعربية والدولية.
أجدد التعبير في هذه المناسبة عن السعادة التي أحسستها أثناء تواصلنا الدائم والاستمتاع بحديثه ، كما ألفناه وعهدناه في مناسبات رسمية أو علمية أو عملية أو مهنية أو اجتماعية، يضفي عليها جمالا من روحه المحلقة ويملأ المكان بالبهجة سيما وهو ينشر المعرفة والفائدة ببسمة العالم الكبيرالمتواضع.
ختاماً:
نسأل الله أن يمد في عمره ويلبسه ثوب الصحة والعافية، ومزيداً من العطاء فالبلاد مازالت بحاجة الى أمثاله ممن يتمتعون بالحكمة ..
|