الميثاق نت -

الإثنين, 10-يناير-2022
بقلم/ غازي أحمد علي* -
مضى وانقضى العام 2021م وحل علينا العام 2022م، وبكل تأكيد من المنظور الزمني الآني القريب، ومن المنظور الاستراتيجي البعيد فإن تاريخ الشعوب والأمم عبارة عن تراكم من الاحداث والتجارب الايجابية والسلبية والتي في مجملها تراكم الخبرة الإنسانية التي بكل تأكيد فيها ماهو مشترك وفيها ما يتسم بالخصوصية التي تميز فرداً أو حزباً أو جماعةً أو شعباً، ومن هذا كله تتشكل الخبرة البشرية.. والمؤتمر الشعبي العام بقيادة الشيخ صادق بن أمين أبوراس يضع دوماً هذه الحقائق نصب عينيه مستشعراً مسئولياته تجاه شعبه ومنتسبيه وحلفائه وشركائه في الوطن وقضية الدفاع عنه وهو يواجه تحالف عدواناً إقليمياً ودولياً لم يسبق لشعب آخر أن تعرض لحرب همجية كالتي تعرض لها شعبنا دمرت الحجر والشجر والبشر، ما كان للمؤتمر الشعبي العام إلا أن يكون في صف المدافعين عن اليمن وسيادته ووحدته واستقلاله، مستوعبةً قيادته‮ ‬متطلبات‮ ‬واستحقاقات‮ ‬المرحلة‮ ‬بكل‮ ‬تعقيداتها‮ ‬ودقتها‮ ‬والتي‮ ‬اقتضت‮ ‬منه‮ ‬أن‮ ‬يعيد‮ ‬النظر‮ ‬في‮ ‬بنيته‮ ‬التنظيمية‮ ‬وفقاً‮ ‬لموجبات‮ ‬واستحقاقات‮ ‬المرحلة‮ ‬التي‮ ‬يمر‮ ‬بها‮ ‬اليمن‮ ‬وأبناؤه‮.‬
وها هو المؤتمر في العام 2022م يواكب المتغيرات بوضع خطط تنظيمية لإعادة ترتيب أولوياته وبما يمكنه من تعزيز مكانته ودوره وتأثيره ليسهم بصورة أكبر في الاستجابة لما يمليه حاضر الوطن ومستقبله.. المؤتمر يمضي في هذا المسار وهو أكثر عزيمة وإرادة نحو رؤية جديدة لنفسه‮ ‬وللقوى‮ ‬الوطنية‮ ‬المتصدية‮ ‬لهذا‮ ‬العدوان‮ ‬والتي‮ ‬بدون‮ ‬شك‮ ‬ستجعلهم‮ ‬شركاء‮ ‬في‮ ‬النصر‮ ‬وفي‮ ‬مواصلة‮ ‬المسار‮ ‬الوطني‮ ‬الاستقلالي‮ ‬المتحرر‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬أشكال‮ ‬الوصاية‮ ‬والهيمنة‮ ‬الخارجية‮. ‬
وفي هذا السياق يمكن القول إن المؤتمر الشعبي انطلق في تكوينه من إدراك عميق لحقيقة أن الشعب اليمني واحد من الشعوب الحضارية العظيمة التي يمتلك تجربةً تاريخية جعلت رسولنا الكريم يصفه بشعب الإيمان والحكمة، ووصفه القرآن الكريم: »أُولِو قوة وأُولو بَأْسٍ شَدِيدٍ« لهذا استطاع في تاريخه المعاصر أن يتجاوز الكثير من الصعوبات والتحديات وانتصر على الكثير من الاخطار، وكان العقد الماضي فترةً زمنية هي الأصعب في مخاطرها التي جاءت في مسار أحداث أشمل على مستوى أمتنا العربية والإسلامية لها أسبابها الموضوعية والذاتية الداخلية والخارجية التي اسهمت في جعل الاعداء يتوهمون أن حربهم العدوانية على هذا الشعب الحضاري العريق ستحقق مخططاتهم وأطماعهم بتحقق انتصار خلال أيام أو أسابيع ليجدوا أنفسهم يلهثون وراء سراب، وها هي حربهم العدوانية الإجرامية الوحشية تكمل عامها السابع وتقف بدخول العام 2022م على أعتاب عامها الثامن والتي بمرور سنواتها ازداد شعبنا ثباتاً وصموداً وصلابةً، محققاً انتصارات بات التحالف السعودي الإماراتي ومن معه يخشون نتائجها التي ستكون وخيمة عليهم إن لم يوقفوا عدوانهم ويرفعوا حصارهم وينسحبوا من الأرض اليمنية، إن أرادوا سلاماً‮ ‬مشرفاً‮ ‬يحفظ‮ ‬كرامة‮ ‬الجميع‮.‬
وتبقى مسؤولية أبناء الوطن كافة وليس المؤتمر الشعبي وحده، هي العمل بجد من أجل توحيد الجبهة الداخلية ورص الصفوف على نحوٍ نرتقي فيه جميعاً إلى مستوى النصر ليس فقط على من يشنون علينا هذا العدوان، بل وعلى أنفسنا كقوى مواجهة للعدوان مغلّبين منطق التصالح والتسامح مع أولئك الذين ضُللوا وعادوا إلى جادة الصواب بوعي أن الوطن يتسع لكل أبنائه، وبناء مستقبله لن يكون إلا بتوحد وتكاتف كل اليمنيين، فالوطن ومصالحه العليا فوق الجميع.. وليكن العام 2022م عام النصر والسلام بإذن الله.

* الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 12:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61863.htm