الميثاق نت -

الخميس, 13-يناير-2022
حاورتها: نادية صالح: -
‬تستمر المرأة اليمنية في دفع الثمن الباهظ لفاتورة الحرب الدائرة بالبلاد منذ ما يقارب سبعة أعوام، وإضافة إلى فقدان مئات الآلاف من النساء وظائفهن وأعمالهن، لا يزلن يواجهن التشرد والنزوح، ويتحملن مسؤولية إعالة أسرهن والحفاظ عليها من التفكك، خصوصا من فقدن أزواجهن‮ ‬وأقاربهن‮ ‬جرَّاء‮ ‬العدوان‮.‬
وبالتوازي مع الثبات ورباطة الجأش الذي اظهرته المرأة اليمنية في ظل هذه الظروف، لم تغفل دورها الحيوي والمهم في ضرورة إحلال السلام واستدامته، وقد استطاعت النساء عبر التاريخ أن يتركن بصماتهن السياسية على عملية انتقال بلادهن إلى مرحلة السلام وأن يلعبن دوراً فاعلاً‮ ‬وحاسماً‮ ‬أحياناً‮ ‬في‮ ‬إعادة‮ ‬السلام‮ ‬والأمن‮ ‬إلى‮ ‬أوطانهن‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬كاد‮ ‬النزاع‮ ‬المسلح‮ ‬أن‮ ‬يقضي‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬مظاهر‮ ‬الحياة‮ ‬ويمزق‮ ‬النسيج‮ ‬الاجتماعي،‮ ‬وهذا‮ ‬هو‮ ‬جوهر‮ ‬الدور‮ ‬الذي‮ ‬تسعى‮ ‬المرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬إلى‮ ‬تحقيقه‮.‬
وبهذا الصدد أجرت »الميثاق« لقاءً صحفياً مع القاضية إيمان شايف-عضو التوافق النسوي اليمني من اجل الامن والسلام- للوقوف على ما تواجهه المرأة اليمنية، وأبرز تطلعاتها للعام الجديد، بالإضافة إلى دورها المهم في بناء السلام، وضرورة إشراكها في المشاورات القادمة، فإلى‮ ‬نص‮ ‬الحوار‮:‬

‮* ‬تحملت‮ ‬المرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬المعاناة‮ ‬خلال‮ ‬سنوات‮ ‬الحرب‮ .. ‬ما‮ ‬أبرز‮ ‬تطلعاتها‮ ‬ونحن‮ ‬في‮ ‬بداية‮ ‬عام‮ ‬جديد؟‮ ‬
- أولاً أهلاً وسهلاً بكم، وكل عام ووطننا وشعبنا بسلام وخير، بالنسبة للسؤال، الحقيقة أن هناك تطلعات كثيرة، ولكن من أبرزها في بداية العام الجديد واعتقد ليس فئة النساء فقط، وانما تطلعات جميع فئات المجتمع بأن يعم السلام في بلادنا وان يتوقف العدوان وتبدا عملية التنمية‮ ‬والاستقرار‮ ‬والامن‮ ‬والامان‮ ‬وإنهاء‮ ‬الحصار‮.‬

‮*‬كيف‮ ‬تُقيمين‮ ‬واقع‮ ‬المشاركة‮ ‬السياسية‮ ‬للمرأة‮ ‬في‮ ‬بلادنا؟
-لاشك إن مشاركة المرأة اليمنية في الحقل السياسي ضعيفة جداً، حتى وان كان هناك عدد من النساء المنتميات لبعض الأحزاب السياسية الا أن دورهن السياسي وللأسف الشديد ضعيف جداً في داخل احزابهن بالمقام الأول، فما بالك بالحياة السياسية على مستوى الوطن بشكل عام، وحتى المرأة المنضوية في إطار حزبي لا يعني ذلك أبداً أنها اصبحت سياسية أو تحقق شرط المشاركة السياسية الفعلية، فالسياسة لها ادوار وقوانين ومفاهيم تفتقر لها المرأة اليمنية كثيراً ، وبرغم وجودها الحزبي إلا أن الأحزاب لا تعمل على تأهيل النساء المنتميات فيها ولذلك يبقى دور المشاركة السياسية للمرأة ضعيفاً حيث تعمل الاحزاب على تكريس هذا الدور الضعيف من خلال عدم اشراكهن في المراكز القيادية على مستوى الحزب وعدم تاهليهن التأهيل السياسي المناسب وعدم الدفع بهن الى واجهة العمل السياسي.

‮* ‬من‮ ‬وجهة‮ ‬نظرك‮.. ‬ما‮ ‬اهم‮ ‬المعوقات‮ ‬امام‮ ‬المرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬حتى‮ ‬يكون‮ ‬لها‮ ‬حضور‮ ‬اكبر‮ ‬في‮ ‬العملية‮ ‬السياسية‮ (‬العام،‮ ‬والحزبي‮) ‬وفي‮ ‬مركز‮ ‬صنع‮ ‬القرار؟
- أول عائق هو اقتناعها بالوضع الموجودة فيه، وكذلك عدم سعيها لانتزاع حقوقها المشروعة، وهذا الواقع والاستسلام جعل من الرجل اكبر عائق أمامها يرفض ان يفسح المجال للمرأة لتبوؤ دور سياسي في ظل حضور الرجل، ولذلك انحصر دورها في إطار كونها صوتاً انتخابياً فقط، ولذلك‮ ‬من‮ ‬الضروري‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬للتشريعات‮ ‬اليمنية‮ ‬دور‮ ‬كبير‮ ‬في‮ ‬ازالة‮ ‬هذه‮ ‬المعوقات‮ ‬التي‮ ‬تحد‮ ‬من‮ ‬مشاركة‮ ‬المرأة‮ ‬السياسية‮.‬

‮* ‬هل‮ ‬للمرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬دور‮ ‬فعّال‮ ‬في‮ ‬عملية‮ ‬السلام،‮ ‬ولماذا‮ ‬لا‮ ‬نرى‮ ‬اي‮ ‬دفع‮ ‬حقيقي‮ ‬نحو‮ ‬اشراكها‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬مختلف‮ ‬المكونات‮ ‬؟
- المرأة اليمنية منذ بداية الأزمة كان لها دور كبير في عملية السلام والدليل على ذلك تشكيل عدد كبير من المنظمات النسوية التي تعمل في هذا المجال سواءً على المستوى السياسي او المجتمعي والعمل الانساني وعملية بناء السلام، وكثير من النساء اشتغلن في هذا الجانب من خلال‮ ‬تقديم‮ ‬المبادرات‮ ‬والاستشارات‮ ‬لمكتب‮ ‬المبعوث‮ ‬والالتقاء‮ ‬بالاطراف‮ ‬وظهور‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬المكونات‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬السلام،‮ ‬واستطاعت‮ ‬هذه‮ ‬المكونات‮ ‬النسوية‮ ‬تقديم‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬الرؤى‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬بناء‮ ‬وتحقيق‮ ‬السلام،‮ ‬
أما بالنسبة لعدم وجود دفع حقيقي لإشراك المرأة اليمنية من قبل المكونات السياسية في تحقيق السلام، فأعتقد أن هذا الأمر يتطلب جرأة سياسية وشجاعة فعلية من قبل الأحزاب وكذلك بقرار من المجتمع المحلي بشكل عام، بالتزامن مع ضغوط دولية حقيقية تفرض على كافة اطراف الصراع‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬الاعتراف‮ ‬بدور‮ ‬المرأة‮ ‬وضرورةإشراكها‮ .‬

‮* ‬ما‮ ‬السبب‮ ‬الرئيسي‮ ‬برأيك‮ ‬وراء‮ ‬التمثيل‮ ‬الضعيف‮ ‬للنساء،‮ ‬وهل‮ ‬نحتاج‮ ‬لتعديل‮ ‬بعض‮ ‬التشريعات‮ ‬القانونية‮ ‬لمعالجة‮ ‬ذلك؟
- في واقع الأمر أن التشريعات اليمنية لاتمنع مشاركة النساء، الا انها بالمقابل لا تقدم الدعم بشكل إيجابي للنساء، ومهم جداً وجود نصوص تشريعية تعطي التميز الايجابي للمرأة ونسبة في المشاركة على كافة المستويات وفي كافة السلطات، واعتقد ان مخرجات الحوار الوطني تتحدث عن ذلك وقد نصت على منح نسبة لمشاركة المرأة في كافة مجالات العملية السياسية وفي السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهناك نص صريح على أن تكون نسبة مشاركة المرأة في مقاعد البرلمان والسلطات الاخرى الا انه يتطلب نظاماً انتخابياً يسمح بذلك، و لايكفي وجود‮ ‬نص‮ ‬تشريعي‮ ‬بتحديد‮ ‬نسبة‮ ‬اذا‮ ‬كان‮ ‬النظام‮ ‬الانتخابي‮ ‬على‮ ‬ماهو‮ ‬عليه‮ ‬الآن‮ ‬من‮ ‬الصعوبة‮ ‬ان‮ ‬تشارك‮ ‬فيها‮ ‬المرأة‮ ‬لكن‮ ‬يجب‮ ‬ان‮ ‬يتغير‮ ‬هذا‮ ‬النظام‮ ‬الانتخابي‮ ‬ليسمح‮ ‬بمشاركة‮ ‬المرأة‮.‬

‮* ‬ما‮ ‬دور‮ ‬الإعلام‮ ‬والمثقفين‮ ‬في‮ ‬إبراز‮ ‬قضايا‮ ‬المرأة‮ ‬والطفل‮ ‬في‮ ‬بلادنا؟
- الاعلام للأسف الشديد دوره مغيب كثير جداً، برغم أنه يجب ان يكون دائماً أمام الظاهرة الجيدة، الظاهرة القوية الداعم للمرأة ويقف الى جانبها ويدعمه ويعمل على تشجيعها، ولكن للأسف نجد أن بعضاً من وسائل الاعلام والاعلاميين يقف عائقاً امام تطور المرأة ويظهر الجوانب‮ ‬السلبية‮ ‬ويحاول‮ ‬تشويه‮ ‬صورة‮ ‬المرأة‮ ‬امام‮ ‬المجتمع،‮ ‬ولذلك‮ ‬يجب‮ ‬على‮ ‬الاعلام‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬سنداً‮ ‬لقضايا‮ ‬المرأة‮ ‬وابراز‮ ‬رأيها‮ ‬ودورها‮ ‬في‮ ‬المجتمع‮.‬

‮* ‬هناك‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬المنظمات‮ ‬والتكوينات‮ ‬النسوية،‮ ‬إلا‮ ‬أنها‮ ‬لم‮ ‬تستطع‮ ‬تبني‮ ‬رأي‮ ‬وتطلعات‮ ‬المرأة‮ ‬اليمنية،‮ ‬ما‮ ‬سبب‮ ‬القصور‮ ‬في‮ ‬ذلك؟
- اذا لم يكن هناك مشاركة حقيقية للنساء في اطار المكونات السياسية فإن العملية سواء ً أكانت السياسية اوالتنموية لن تنهض بقدمٍ واحدة، ولن تنهض برجل دون المرأة الآن الواقع والحاصل واللازم يكون صوت المرأة مع صوت الرجل صوتاً واحداً ومنبر واحداً.

‮* ‬ما‮ ‬رسالتك‮ ‬للمكونات‮ ‬السياسية‮ ‬ومسؤوليتهم‮ ‬تجاه‮ ‬المرأة‮ ‬وتعليمها‮ ‬وتأهيلها؟
- رسالتي للمكونات السياسية ان تعي دور المرأة، وتؤمن به، وتسانده وتؤهله تأهيلاً حقيقياً، فالعملية السياسية لابد أن تضمن مشاركة المرأة، وتسعى لتأهيلها وإشراكها بشكل حقيقي في اتخاذ القرار ومشاركتها الفعالة في اطار الحزب وفي اطار المكون السياسي وتمكينها تمكيناً‮ ‬حقيقياً‮ ‬واشراكها‮ ‬في‮ ‬صنع‮ ‬القرار‮.‬

‮* ‬رسالتك‮ ‬للمرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬بشكل‮ ‬عام؟
- رسالتي للمرأة اليمنية ان تفهم وتعي ان الحقوق لا تقدم على طبق من ذهب، و عليها ان تنتزع حقوقها انتزاعاً بالمثابرة والاجتهاد من أجل الوصول الى حقها سواءً أكان سياسيا أواقتصاديا أو اجتماعياً الحقوق لاتقدم ولا توهب لكنها تنتزع.
‮* ‬كلمة‮ ‬أخيرة؟
‮-‬اشكركم‮ ‬على‮ ‬هذا‮ ‬الحوار،‮ ‬وأرجو‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬هذا‮ ‬العام‮ ‬عام‮ ‬السلام‮ ‬والوئام،‮ ‬وعام‮ ‬التقدم‮ ‬والازدهار‮ ‬لليمن‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 05:57 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61867.htm