يحيى حسين العرشي - ألم يقل لنا الوطن انه يمن واحد.. من ينكر هذه الحقيقة الأزلية فهو جاهل.. الجغرافيا ساحة واحدة لشعب واحد.. شواطئه متنفس رئته الواحدة..وجزره اطراف لجسده الواحد..
تاريخه واحد.. ودينه واحد..لغته قديمها وحديثها واحدة.. حقيقة واحدة تجسدت في كرة واحدة لمنتخب واحد.
طهارة لاعبينا غسلت أوساخنا التي وقعت علينا وعلى وطنيتنا التي يتشدق أغلبنا بها..كشفت المستور عن قوانا وأحزابنا ومن يدعي أنه يفعل ما يفعل بنا بأنه من اجلنا.. يدخلوننا القبور ويوهموننا بأن شروق شمس الحياة فيها..
نعم الفوز بكأس غرب آسيا لمنتخب ناشئينا لكرة القدم يقول لكل الأعين في الداخل والخارج شاهدوني.. أنا يمني واحد..إن لم تصدقوا التاريخ لو سألتموه هاأنذا واحد أمامكم..
مشاهد كثيرة أبكت الصغير والكبير فرحاً بتلك الوجوه الناشئة البريئة.. بتطلعها نحو المستقبل تنفض من حولها غبار الشتات والتجزئة وصدأ المذهبية والمناطقية..
الطموح نحو النجاح والفوز باسم اليمن الواحد مبتغاهم.. المدرجات في عاصمتهم في أرضهم في ملعبهم. أمام اعينهم كان التحدي الاول لليمن الواحد..علماً وصوتاً وانتصاراً..
وهكذا فرض نفسه الانتصار في اروقة النعيم المزيف خارج الوطن وفي مدرجات مهاجرينا في قطر ثم بين مختلف الفئات اليمنية في قاهرة المعز ليقول للجميع في وطننا وُلدنا ونشأنا وفي ازقة مدننا وقراه اكتشفنا انفسنا وموهبتنا.. داخل الوطن تدربنا.. لم نكترث لأصوات المدافع ولهيب نيران الحرب..من قلب المعاناة تماسكنا وقدمنا ما قدمناه من فوز تعبيراً وطنياً صادقاً ليرى من وقع في حبائل الشيطان واختار فك ارتباطه بأبويه وأخوته ومن يرددون في قاموس السياسة (الاستفتاء) أي أستفتاء سيكون في ورق قد تزيف وفي صناديق قد تتسخ.. ليس هناك ما هو اصدق من استفتاء من دموع الفرحة وضياء البهجة والسرور التي عبرت عنها الجماهير من عدن متحدية تنوع الأعلام المزيفة.. ثم على طول الطريق إلى الراهدة إلى تعز إلى إب فيريم فذمار فمعبر وامتداداً منها حتى صنعاء وفي أجواء احتفالية جماهيرية بتلقائية بحتة وبمشاهد عاطفية عبرت عن نفسها، يكفي منها صورة الرجل في صنعاء الذي انتزع من رأسه الشال ليمسح به عرق أحد اللاعبين أثناء مروره من امامة وسط الجماهير.. محتضناً إياه بكل ود عبرت عنه دموعهما..
لقد كان في تلك المشاهد بتلك الاحتفالات متنفس لشعب زاد عليه الجور على طول سنوات مضت وحرب ودماء ودمار وحصار ومئات القتلى والجرحي والمشوهين وملايين المشردين، وعلاوة على كل ذلك الجوع والفقر والحرمان والمرض والاحساس بالمذلة والهوان..
لذلك فقد انفجر الشعب بعفوية في هذه المناسبة الرياضية الشبابية احساساً منه بوجوده كريماً عزيزاً منتصراً على كل اعدائه ومن أذاقوه ويل الحرب والعدوان والحصار...
وللتاكيد بأن وحدته الوطنية سلاحه الأقوى والوحيد نحو السلام المنشود (اليمن الواحد).
|