كتب / عبدالرحمن عبده - في كل مرة يثبت المؤتمر الشعبي العام في تعاطيه مع الأحداث والمواقف أنه يمتلك من الرصيد والخبرة والمرونة ما يجعله في موقف المسؤول الحريص الواثق غير الانفعالي اللحظوي الذي يتأثر بفعل ما قد يحدث بتصريح يأتي من هنا أو هناك..
شخصية كارزمية
لذلك لن نكون مبالغين هنا ونحن نشير إلى الشخصية الكارزمية السياسية التي يتمتع بها القائد والسياسي وحتى العضو في المؤتمر وبمؤهلاته، ودرجة ذكائه، وخصائصه الفردية التي يتحلى بها كالإخلاص ونقاء الضمير والصدق في الوعد والتجربة ، وما إلى ذلك من صفات ومقومات اكتسبها من خلال عمله في المعترك السياسي الطويل والحافل ، لذلك لم يعد من الغريب أو المفاجئ أن يظهر لنا قيادي بحجم الشيخ /صادق بن أمين أبو رأس وهو يدعو إلى ضبط إيقاع العمل السياسي على أسس وثوابت وطنية بعيداً عما يعتري العلاقة من ممارسات قد تظهر وتعكر صفوها وتضر بالوحدة الوطنية وتخلخل الجبهة الداخلية، التي احوج ما نكون هذه الأيام لتقويتها وتحصينها من أي اختراق ، فطبيعة الحال أن مهمة السياسي ليست سهلة، فهي غالباً ما تستدعي جهوداً استثنائية لمعالجة هذه القضية أو تلك، ويُفترَض على من يعلن استعداده للعمل في السياسة، أن يتحمّل تبعات هذا الاختيار ، وأن لا يستهين بمسؤولية هذا العمل، كونه يتعلق بمصير شعب أو أمة كاملة، فضلاً عن إدارته السياسية لشؤون الحزب والدولة برمّتها التي كان المؤتمر في يوم ما أحد القوى السياسية الوطنية التي أدارت دولةً وخاضت تجربة حكم امتدت لعقود..
حرص ووعي
لذلك فإن الخطاب السياسي للمؤتمر هو خطاب هادئ ومتوازن ، نابع من حرص قيادته على تفويت الفرصة على كل المتربصين بالوطن ووحدته..
الخطاب الأخير لرئيس المؤتمر يأتي في ظل حملات إعلامية غير مبررة اعتاد عليها المؤتمر لذلك فهو يتعامل معها بروية وحكمة مراعياً الظروف التي تمر بها بلادنا ومتحلياً بأخلاق العمل السياسي وداعياً فى الوقت نفسه لمناقشات وحوارات جادة ومسؤولة تفضي للحد من هذا الامر خصوصاً وأن العدوان اليوم يقوم بتصعيد خطير ويشكل تحدياً كبيراً للجميع..
يعلق المحلل السياسي الأستاذ/ سعيد الحمزي على هذا الأمر واصفاً دعوة رئيس المؤتمر بأنها دعوة نابعة من الحرص الشديد على توحيد الجبهة الداخلية بما يعزز العلاقة بين المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله وتفويت الفرصة على من يزرع الشقاق ويفتعل الدسائس والمؤامرات..
ودعا الحمزي أنصار الله للانفتاح أكثر لتجسيد علاقتهم بالمؤتمر الشعبي كونه : " يمتلك القاعدة الشعبية العريضة، وايضا لاستثمار خبرته الطويلة في ادارة الدولة والاستفادة منها وبما لايسمح بإيجاد ثغرة قد تكون منفذاً للعدوان ومرتزقته لشق وحدة الصف ووحدة الجبهة، والتي هي أي الوحدة الداخلية تمثل مقوماً اساسياً لما وصلت اليه هذه الجبهة من انجازات وانتصارات على مختلف الميادين والاصعدة، والتي تتجسد بانتصارات الابطال من الجيش واللجان الشعبية وابناء القبائل الذين يسطرون ملاحم بطولة وفداء في دحر المرتزقة وافشال مشاريع ومخططات العدو والغزاة والمحتلين"..
رؤية واحدة
ويعود الحمزي ويشير الى كلمة واقتراح الشيخ / صادق بن امين ابو راس رئيس المؤتمر بدعوته إلى اجراء نقاش مستفيض بين الطرفين للخروج برؤية وطنية موحدة، واصفاً اياها بـ " الفرصة التاريخة " تجسد حرصه الشديد على عدم السماح للتصرفات المسيئة والتي من شأنها زعزعة الوحدة الداخلية وجبهة مواجهة العدوان.. ويصف تلك الدعوة بأنها " دعوة لمراجعة المواقف والاخفاقات ان وُجدت وخاصة بعد مرور سبعة اعوام من العدوان والحصار الغاشم على بلادنا..وتأتي ايضاً مع دخول العام الثامن ما يتطلب قوة وتعزيزاً افضل لهذه الوحدة ولمواقفها الوطنية للخروج برؤية واحدة تعبر عن جبهة واحدة وهي جبهة مواجهة العدوان،.وهي محطة تقييمية لا حرج فيها ولا استعلاء او دونية او حساسية في ذلك وانما جاءت من منطلق حرص وطني على تعزيز الوحدة الداخلية وفرصة تاريخية..
وتمنى الحمزي من انصار الله التقاط هذه الدعوة، راجياً أن يرى ثمارها ، حيث يقول " نرجو ان نرى ثمار تلك الرؤية تتجلى على ارض الواقع، في القريب العاجل بما يفوت الفرصة امام تحالف العدوان ومرتزقته"..
وأنهى الحمزي تعليقة بقوله: " إذا ماتحقق ذلك، ستكون صفعة اخرى الى جانب الصفعات المدوية التي يتلقاها العدوان منذ بدء عدوانه على اليمن في 26مارس2015م.
شركاء الصمود
بدوره يصف الكاتب / محمد حاتم المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله بشركاء الصمود في التصدي للعدوان واذنابه مع كل القوى الوطنية التي تتخندق في جبهة الوطن والذود عن حياضه وقال: "ان العدوان يراهن على تفكيك النسيج الاجتماعي للشعب اليمني والعمل على إحداث شرخ في الصف الوطني، بهدف تفكيك الجبهة الداخلية لزعزعة الاستقرار الداخلي ونشر الفوضى والاقتتال الداخلي "..
وأضاف :" قد يستغل العدوان التباين في الرؤى بين شركاء الصمود والتحدي انصار الله والمؤتمر الشعبي العام وبقية الاحزاب المشاركة في جبهة الدفاع عن الوطن والمشاركين في حكومة الانقاذ الوطني، لكن رهان تحالف العدوان خاب وخسر وفشل في نيل مبتغاه ، وفشل التحالف اليوم وبعد سبع سنوات من العدوان والحصار والتي يقابلها صمود وثبات وتحدًّ من قبل ابناء شعبنا اليمني وتضحيات ابطال جيشنا اليمني ولجانه الشعبية،..
توحيد الكلمة
يتوجب علينا جميعا ًالحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية ورص الصفوف وتوحيد الكلمة، ونبذ الفرقه فيما بين ابناء الشعب الواحد، والاستمرار في دعم ورفد الجبهات بالمال والرجال والسلاح حتى تحرير كل شبر ٍ من ارض اليمن الطاهرة.. وانهى حاتم حديثه مؤملاً بالقيادة الثورية والسياسية وكذلك قيادة المؤتمر الشعبي العام الحزب الذي رفضت قيادته التفريط بالسيادة وفضلت البقاء مدافعة عن ارض اليمن، فى تجاوز تلك التباينات.. وانها لم تنجر خلف العمالة والخيانة، فأملنا فيهم الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وأن يتم حل أي اختلاف في وجهات النظر او تباين في الرؤى من خلال الجلوس على طاولة الحوار وتغليب المصلحة العامة على المصالح الحزبية الضيقة، فالوطن اكبر من أي حزب او مكون سياسي، والحرية والعزة والكرامة لن تتحقق الا بالوحدة الداخلية ورص الصفوف وتوحيد الكلمة، والاستمرار في خط المواجهة والدفاع عن الوطن، وطرد المحتل والغازي من أرض اليمن الطاهرة.
نضج سياسي
يتفق الجميع على الدلالات الوطنية الكبيرة التي يجدها الكثير من المتابعين في ثنايا خطابات الشيخ/صادق امين ابو رأس ، وهو الرجل الذي خاض غمار السياسة منذ نعومة أظفاره، متشرباً ثقافة وطنية من رصيد نضالي كبير ممتد لعقود طويلة، وخبر وصاحب رجالات السياسة بمختلف مشاربهم واتجاهاتهم مكوناً شخصية قيادية مؤثرة قلما نجدها اليوم، حيث تبرهن الأيام على اتجاهات وصوابية وموقف هذا الرجل وهو يتعامل مع قضايا الوطن متجرداً من أي حسابات ضيقة.
ودعوته الأخيرة لأنصار الله بالحوار وإزالة التباينات وعدم الانجرار وراء الدعوات التي تسيئ لشراكتهما في مواجهة قوى العدوان تمثل ذلك النضج السياسي الذي يجب أن تكون استجابة الطرف الآخر بنفس الوعي والحماس والفهم العميق لمتطلبات المرحلة وتعقيداتها..
بيت الجميع
المؤتمر الشعبي العام لن يكون إلا مع الوطن وثوابته العليا لذلك فهو يدفع دائماً ثمن هذا الإنتماء الأزلي للوطن ، فكل محدداته ومنطلقاته الفكرية لا تنسجم إلا مع المشاريع الوطنية والتى لا تتبنى أي ايديولوجيات او نظريات خارج الحدود ، لذلك يفخر المؤتمر وانصاره بكونه يمني المنشأ ولن يكون إلا مع تلك الجماهير العريضة التي تؤمن بميثاقه الوطني وثوابت الأمة، ومن هنا لا حاجة لأحد بأن يزايد على المؤتمر أو ينتقص من مواقفه أو التشكيك بها ..المؤتمر اليوم يجدد الدعوة ويراهن على كل الخيرين الوطنيين الشرفاء على امتداد هذا الوطن ، بأن تكون اليمن هي بيت الجميع ولن يعلو هذا البيت وتعود إليه السكينة والوئام إلا بالحوار والثقة والمشاركة الفاعلة لكل أبنائه.
|