الميثاق نت -

الثلاثاء, 08-فبراير-2022
حاورتها‮ / ‬نادية‮ ‬صالح‮ ‬ -
تكافح المرأة اليمنية لنيل حقوقها في الحياة العامة في ظل أوضاع صعبة للغاية جراء الحرب والعدوان المستمر خلال سبع سنوات، بل ان الواقع فرض عليها كفاح البقاء على قيد الحياة متخلية عن كثير من آمالها وطموحاتها التي كانت قد لاحت في الافق بعد ان كانت منحت تمثيلاً لا بأس به إلى حد كبير في مسار العملية السياسية إثر توافق الاحزاب السياسية في مؤتمر الحوار الوطني، وإبراز دورها الفاعل في أي قضية تتعلق باتخاذ القرارات السيادية والمصيرية في سابقة إيجابية نحو بناء دولة مدنية حديثة تراعي الحقوق والحريات وتكفل الشراكة لكل أبناء النسيج المجتمعي، وتحفظ حقوق النوع الاجتماعي اقتصادياً وسياسياً ومدنياً، وذلك لتأمين مستقبل واعد للأجيال القادمة، فجاء الاجماع على منح المرأة نسبة تمثيل (30٪) على الأقل في مختلف الهيئات وسلطات الدولة والمجالس المنتخبة والمعينة، وتمكينها سياسياً في مختلف مواقع صنع القرار والهيئات الحكومية وإلزام منع المشرعين من سن القوانين التي تنتقص أو تقيد من حقوق المرأة وحرياتها، إلا ان الحرب والعدوان اثر تأثيراً سلبياً على دورها، وحملها أعباء كثيرة جراء الفقد والنزوح، ورغم ذلك لا زالت عدد من النساء والتكتلات النسوية يقمن بدور بارز في الحياة الفكرية والحقوقية، وتمكنت بعض النساء في اليمن من خلق فرص معيشية ومشاريع اقتصادية يعلن من خلالها اسرهن ليشكلن بذلك نقطة ضوء، كما تستمر المرأة اليمنية في نضالها وكفاحها من اجل السلام والاستقرار.
وللوقوف على تطلعات وآمال المرأة اليمنية مع مطلع العام 2022، التقت »الميثاق« بعضوة التوافق النسوي والناشطة السياسية انتصار سنحان، للحديث عن مختلف القضايا والأدوار التي تلعبها المرأة اليمنية... فإلى نص الحوار

‮* ‬تحملت‮ ‬المرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬المعاناة‮ ‬خلال‮ ‬سنوات‮ ‬الحرب،‮ ‬برأيك‮ ‬ما‮ ‬أبرز‮ ‬تطلعاتها‮ ‬ونحن‮ ‬في‮ ‬بداية‮ ‬عام‮ ‬جديد؟‮ ‬
‮- ‬في‮ ‬البداية‮ ‬اشكركم‮ ‬لاستضافتكم‮ ‬لي‮ ‬في‮ ‬صحيفة‮ »‬الميثاق‮«‬،واسمحوا‮ ‬لي‮ ‬ان‮ ‬اهنئكم‮ ‬ومن‮ ‬خلالكم‮ ‬ابناء‮ ‬شعبنا‮ ‬اليمني‮ ‬بمناسبة‮ ‬العام‮ ‬2022م‮.‬
وبالنسبة لتطلعات المرأة اليمنية فهي كثيرة وآمالها كبيرة أهمها ان تنتهي الحرب ويتوقف العدوان على بلادنا ونتطلع إلى أن يعم السلام ربوع الوطن وننطلق في إعادة الاعمار وبناء يمن قوي ومستقر يسوده القانون والمواطنة المتساوية والعدالة الحقيقية وفق نهج ديمقراطي يتمكن‮ ‬الشعب‮ ‬فيه‮ ‬من‮ ‬اختيار‮ ‬حكامه‮.‬

‮* ‬كيف‮ ‬تُقيمين‮ ‬واقع‮ ‬مشاركة‮ ‬المرأة‮ ‬السياسية‮ ‬في‮ ‬اليمن؟
- في الحقيقة مازالت مشاركة المرأة السياسية ضعيفة بالرغم من أن هناك عدداً من النساء عضوات في أحزاب سياسية قوية ويفترض أن يكون لهن دور ولكن ما نلاحظه انهن غير مدعومات من احزابهن وكذلك النساء المستقلات حتى لو كانت مؤهلة سياسياً لا تجد من يدعمها وبكل الاحوال مشاركة المرأة السياسية في اليمن مازالت ضعيفة وتحتاج لتكثيف الجهود من الدولة على مستوى السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية من خلال سن القوانين والتشريعات التي تكفل دوراً أكبر للمرأة في الحياة السياسية واشراكها في مناصب قيادية بما يضمن لها المشاركة في القرار السياسي، وتكافؤ الفرص فهي شريكة الرجل في بناء الوطن، ولا يمكن أن تقف اي أمة على رجل واحدة، فالدور النسوي حيوي جداً ومشاركتها السياسية ودعمها وتمكينها سيكون له الأثر الإيجابي على الحياة العامة.
وهناك امر لابد ان نشير إليه كونه في غاية الأهمية، وهو ضرورة خلق ثقافة ووعي مجتمعي رصين وناضج تجاه دور المرأة وأهمية وجودها في الحياة العامة والعلمية والعملية، وإزالة الموروث الخاطئ الذي تسبب بتهميش دور النساء والنظرة الدونية تجاههن.
من‮ ‬وجهة‮ ‬نظرك‮.. ‬ما‮ ‬اهم‮ ‬المعوقات‮ ‬امام‮ ‬المرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬حتى‮ ‬يكون‮ ‬لها‮ ‬حضور‮ ‬اكبر‮ ‬في‮ ‬العملية‮ ‬السياسية‮ (‬العام،‮ ‬الحزبي‮) ‬وفي‮ ‬مركز‮ ‬صنع‮ ‬القرار؟
من‮ ‬أهم‮ ‬المعوقات‮:‬
‮-‬‭ ‬عدم‮ ‬وجود‮ ‬توجهات‮ ‬و‮ ‬قرارات‮ ‬ملزمة‮ ‬لإشراك‮ ‬المرأة‮ ‬سياسياً‮.‬
- عدم قناعة المرأة في انتزاع حقها، لدرجة ان البعض تنتظر ان يتم منحها حقوقها، والحقيقة ان الحقوق لا تعطى بل تنتزع، ولابد من الكفاح والنضال والإيمان بالقضية والحقوق حتى يتم الوصول إليها، وفي سبيل تحقيق ذلك لابد من الضغط على الأحزاب السياسية حتى تفسح المجال امام‮ ‬المرأة‮ ‬لتتبوأ‮ ‬مناصب‮ ‬قيادية‮ ‬وتشارك‮ ‬في‮ ‬العملية‮ ‬السياسية‮ ‬
‭_‬ومن‮ ‬بين‮ ‬المعوقات‮ ‬ايضاً‮ ‬عدم‮ ‬التزام‮ ‬صناع‮ ‬القرار‮ ‬بتطبيق‮ ‬مبدأ‮ ‬تكافؤ‮ ‬الفرص‮ ‬ومشاركة‮ ‬النساء‮ ‬في‮ ‬مواقع‮ ‬صنع‮ ‬القرار‮ ‬بنسبة‮ ‬لا‮ ‬تقل‮ ‬عن‮ ‬30٪‮ ‬أي‮ ‬تنفيذ‮ ‬مبدأ‮ (‬الكوتا‮ ‬النسائية‮).‬
‮- ‬النظرة‮ ‬القاصرة‮ ‬والنمطية‮ ‬في‮ ‬ان‮ ‬المرأة‮ ‬مكانها‮ ‬الوحيد‮ ‬بيتها‮.‬

‮* ‬هل‮ ‬للمرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬دور‮ ‬فعّال‮ ‬في‮ ‬عملية‮ ‬السلام،‮ ‬ولماذا‮ ‬لا‮ ‬نرى‮ ‬اي‮ ‬دفع‮ ‬حقيقي‮ ‬نحو‮ ‬اشراكها‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬مختلف‮ ‬المكونات‮ ‬؟
- النساء هن الصوت الصادق والعارف الكبير بضرورة تحقيق السلام، لما تعانيه المرأة من متاعب ومآسٍ جراء استمرار الحروب، ودائماً يسعين النساء بكل قوتهن من أجل بناء وتحقيق السلام كونهن كما اسلفت الأكثر تضرراً في هذه الحرب فهي من فقدت الاب والولد والاخ والزوج وخرجت للعمل في كافة المجالات ضمن العديد من المبادرات الإنسانية والسياسية والاقتصادية واشتركن ضمن مكونات كثيرة للدفع بالعملية السياسية إلى الأمام وقدمت أوراق سياسية ورؤى لجميع الأطراف ومن ضمنها مكتب المبعوث الأممي.
ومن الممكن الاستفادة من تجارب بلدان أخرى ومنها تجربة نساء رواندا اللاتي ساهمن في إنهاء الحرب والصراع في بلدهن ونجحن فعلاً في تحقيق سلام شامل وساهمن في بناء وتنمية رواندا التي أصبحت بحسب تقارير _ من اسرع الاقتصاديات على مستوى أفريقيا والعالم وكنتيجة لمشاركة‮ ‬المرأة‮ ‬في‮ ‬صنع‮ ‬السلام‮ ‬وبناء‮ ‬دولة‮ ‬قوية‮ ‬اقتصادياً‮.‬
أما بالنسبة لماذا لا نرى اي دفع حقيقي للمرأة نحو اشراكها في عملية السلام من مختلف المكونات فهذا راجع للأحزاب السياسية بصورة اساسية، الأمر الذي يحتم على النساء في هذه الأحزاب أن تطالب وتضغط بشدة لضرورة اشراكهن في عملية السلام وان يكون لدى الأحزاب السياسية الوعي‮ ‬الكافي‮ ‬بأن‮ ‬النساء‮ ‬لديهن‮ ‬القدرة‮ ‬الكافية‮ ‬للدفع‮ ‬بالعملية‮ ‬السياسية‮ ‬إلى‮ ‬الأمام‮ ‬وكذلك‮ ‬الضغط‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬المجتمع‮ ‬الدولي‮ ‬بضرورة‮ ‬إشراكهن‮ ‬في‮ ‬العملية‮ ‬السياسية‮ ‬أكانت‮ ‬مستقلة‮ ‬أو‮ ‬حزبية‮ .‬


‮* ‬هناك‮ ‬العديد‮ ‬من‮ ‬المنظمات‮ ‬والتكوينات‮ ‬النسوية،‮ ‬إلا‮ ‬أنها‮ ‬لم‮ ‬تستطع‮ ‬تبني‮ ‬رؤي‮ ‬وتطلعات‮ ‬المرأة‮ ‬اليمنية،‮ ‬ما‮ ‬سبب‮ ‬القصور‮ ‬في‮ ‬ذلك؟
- اعود واكرر ان السبب الرئيسي يكمن في القرارات والمخرجات التي تبقى حبيسة الأدراج وهذه حقيقة معروفة للأسف، ولاتطبق ومن هذه القرارات تمثيل النساء بما لا يقل عن 30٪ في السلطات والدوائر الحكومية ويتم تجاهله وحصر وظائف المرأة في ادوار محددة، وهذا بلاشك تهميش مقصود او عدم إيمان بقدرة المرأة وجدارتها رغم ان الوقائع اثبتت نجاحها وحنكتها وتفوقها في كل ما يوكل إليها، ولنا في تاريخنا اليمن عبرة فمن أنجح ممالك التاريخ كانت مملكة سبأ بقيادة الملكة بلقيس، وشهدت اليمن رخاء وتنمية وتطوراً في عهد الدولة الصليحية بقيادة الملكة اروى، وفي تاريخنا المعاصر والحديث سطرت المرأة اليمنية نجاحات كثيرة وهناك رائدات يمنيات في مجالات عدة، وهذا يدل على أن المرأة اليمنية إذا ما أُتيح لها المجال فإنها ستكون عنواناً بارزاً من عناوين النجاح والاقتدار والانضباط.

‮* ‬ما‮ ‬دور‮ ‬الإعلام‮ ‬والمثقفين‮ ‬في‮ ‬إبراز‮ ‬قضايا‮ ‬المرأة‮ ‬والطفل‮ ‬في‮ ‬بلادنا؟
- يكمن دور الإعلام المهم جداً في توعية المجتمع وتثقيفه من خلال إبراز قضايا المرأة، إلا أن هذا الدور للأسف ضعيف جداً ودائماً مايبرز الأدوار النمطية للمرأة فقط ونادراً مايتطرق إلى الأدوار الإيجابية في الحياة العملية والسياسية ودورها خاصة في فترة الحرب، كان وما يزال من المفترض على اجهزة الاعلام تسليط الضوء على النجاحات التي حققتها النساء في السنوات السبع من خلال المبادرات الإنسانية والمشاريع الخاصة فهي من فتحت بيوتاً وحافظت على قوام الأسرة في ظل غياب الرجال وانقطاع المرتبات وكذلك تسليط الضوء على قضايا النساء‮ ‬من‮ ‬كافة‮ ‬النواحي‮ ‬السياسية‮ ‬والاقتصادية‮ ‬والاجتماعية‮ ‬ويكون‮ ‬مسانداً‮ ‬لها،‮ ‬ولكن‮ ‬كما‮ ‬قلت‮ ‬مازال‮ ‬هذا‮ ‬الدور‮ ‬مفقوداً،‮ ‬بل‮ ‬ان‮ ‬البعض‮ ‬يتعمد‮ ‬تشويه‮ ‬صورة‮ ‬المرأة‮.‬

‮* ‬ما‮ ‬رسالتك‮ ‬للمكونات‮ ‬السياسية‮ ‬ومسؤوليتهم‮ ‬تجاه‮ ‬المرأة‮ ‬وتعليمها‮ ‬وتأهيلها؟
- رسالتي للمكونات السياسية ان يدعموا النساء داخل احزابهن ويعملوا على تأهيلهن سياسياًاً وان يؤمنوا بقدراتهن فالتغيير لابد أن يكون من داخل الأحزاب وان يكون الدعم حقيقياً فهي ليست كمالة عدد بل يجب أن يكون لها دور فعال في العملية السياسية والمجتمع ككل.

‮* ‬رسالتك‮ ‬للمرأة‮ ‬اليمنية‮ ‬بشكل‮ ‬عام؟
- على المرأة اليمنية ان تعي دورها الحقيقي في المجتمع وان تعمل على تأهيل نفسها وتتعلم وتصل إلى أعلى المراكز بكل جد واجتهاد وان تناضل من أجل ان تكون لها بصمات واضحة في المجتمع في كل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية لأنها اساس المجتمع وبفعاليتها‮ ‬تزدهر‮ ‬وتنمو‮ ‬الاوطان‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 11:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-61968.htm