محمد زكريا - صهاريج عدن من أشهر المعالم التاريخية في اليمن ، وإنّ لم يكن أشهرها على الإطلاق ، يعرفها الداني القريب ، والقاصي البعيد ، سجلت في ملاحظات الرحالة المسلمين أمثال أبن بطوطة المتوفى ( 779هـ / 1378م ) الذي زار عدن في عصر الدولة الرسولية وتحديدًا في حكم السلطان المجاهد علي بن المؤيد بن داود المتوفى ( 764هـ / 1363م ) التي أمتد حكمها في اليمن أكثر من مائتي عام , ودونها المؤرخون اليمنيون القدامى كابن المجاور وغيره ، وتحدث عنها الرحالة الغربيين الذين زاروا ثغر عدن المحروس في الماضي البعيد , ولكن ـــ مع الأسف الشديد ـــ الكثير والكثير جدًا من الناس يجهلون تاريخ بناءها ومن بناها ؟ وما الغاية من تشييدها ؟ نظرًا لكونها تعرضت إلى تخريب كامل لنظامها والكامل و المتعدد الجوانب على يد الهندسيين البريطانيين الذين وقعوا بأخطاء فادحة طمست الغرض من بنائها الحقيقي , وأيضاً اضطربت المراجع التاريخية اضطرابًا شديدًا في تحديد تاريخ متى إنشائها ومن قام بتشييدها . والحقيقة أنّ تاريخ صهاريج عدن مازال مجهولاً أو قل إذا شئت لغز غامض حتى هذه اللحظة على الرغم من شهرته الواسعة ــ كما سبق وأنّ ذكرنا ـــ .
من بنى الصهاريج ؟
ولقد أدلى الكثير من المؤرخين القدامى دلوهم حول من بنى صهاريج عدن ؟ . البعض يقول أنّ من شيد الصهاريج هم اليمنيين القدامى يعود إلى الممالك اليمنية القديمة ، والبعض الأخرى يرى أنّ تلك الصهاريج بنيت في عصر الدول اليمنية المتعاقبة التي ظهرت في العصور الإسلامية التي حكمت اليمن ردحًا من الزمان على سبيل المثال الرسولية ، الطاهرية ، ودولة بني زريع التي أقامت إمارة في عدن أمتد عمرها قرابة أكثر من ثلاثين عامًا ، والذين كانوا من ولاة الدولة الصليحية في عدن . ويذكر آخرون أنّ من شيد تلك الصهاريج هم أبناء الفرس الجيل الجديد الذي خرج من أباء الفرس الذين ساعدوا سيف بن ذي يزن بطرد الأحباش الموالين للدولة البيزنطية من اليمن . ويقال أنهم أكثروا في البناء في عدن ومنها ، الصهاريج.
نظام شبكة الصهاريج
وصادف أيضاً الباحثين الحاليين والمؤرخين المحدثين الكثير من الغموض الذي يلف نظام شبكة الصهاريج ؟ هل تلك الصهاريج التي تطفو على وجه وادي الطويلة الآن ، كان الغرض منها هو تخزين المياه وحفظها فحسب؟ . والحقيقة أنّ نظام شبكة الصهاريج تجسد مهارة وعبقرية المهندسين اليمنيين القدامى ، فقد قام المهندسين بتصفية هضبة مدينة عدن والمعروفة بالدروب السبعة من الحجارة والطمي حتى إذا سقطت الأمطار بغزارة تندفع إلى ولد وتربى التاريخ في حجرها أسفل الهضبة وفي بطن الجبل يوجد صهريج مهمته هو تنقية شلالات المياه من الحجارة والطمي ، وبعدها يجري في قنوات لتصب في صهاريج يمكن التحكم بها حسب طلب الحاجة إليها , ولكن نظام شبكة الصهاريج تلك قضى عليها المهندسين البريطانيين بسبب عدم رؤية الواضحة الكاملة لنظام صهاريج عدن ، والغاية من تشييدها ــ كما قلنا سابقاً ــ . كل تلك القضايا العويصة والمعقدة طرحها على بساط البحث مؤرخ مدينة عدن اليمنية المؤرخ الكبير عبد الله محيرز في كتابه القيم ( صهاريج عدن).والحقيقة أنّ الكتاب يحث الأثريين والمؤرخين و المهتمين بمعالم عدن التاريخية والأثرية على البحث والتنقيب عن صهاريج عدن على هدى منهج البحث التاريخي . و على الرغم أنّ الكتاب يسلط الأضواء القوية والكاشفة على صهاريج تاريخ عدن إلاّ أنه أيضًا يحتوي على معلومات جديدة ومثيرة حول نشوء أهم أحياء عدن من ناحية وأشهر الأسواق بها من ناحية أخرى بصورة مستفيضة تدعو إلى الإعجاب . ولسنا نبالغ إذا قلنا أنّ الكتاب يجمع الصورة إلى جانب الصورة ليكوّن لنا مشهدًا كاملاً واضح الملامح عن تاريخ وآثار وتراث ثغر عدن عروس البحر العربي ، والمدخل الحقيقي لجنوب البحر الأحمر ، والتي روت الأساطير عنها أنّ التاريخ ولد وتربى في حجرها وتوحي تلك الأسطورة بأنّ عدن تعد أقدم المدن التي بزغت في سماء فجر الحضارة الإنسانية .
عدن والأمطار
والحقيقة أنّ الأستاذ والمؤرخ الفذ عبد الله محيرز ربط ربطاً ذكياً بين شحة المياه وبناء الصهاريج في مدينة عدن التي تقع في مناخ حار تندر به الأمطار ، وإذا هطلت الأمطار عليها بعد فترة طويلة من الزمن تصير شلالات مياه متدفقة تنحدر من السماء . وهذا ما حدث في عصر الدولة الطاهرية ، فقد تعرضت مدينة عدن إلى أمطار غزيرة لم تشهدها في تاريخها الطويل . وهذا ما ذكره المؤرخ ابن الديبع المتوفى ( 944هـ / 1537م) منذ قرابة خمسمائة عام في حوادث سنة (916هـ / 1510م ) والذي استمر هطولها يوم ونصف يوم بصورة مستمرة ، قائلاً : < حصل بمدينة عدن ، ولحج ، وأبين ، والسيلة وتلك النواحي مطر عظيم لم يعهد مثله ، من نصف الليل إلى عصر يوم الأربعاء . وامتلأت الصهاريج كلها حتى تفجرت ، وزاد الماء زيادة عظيمة ، حتى سال إلى البحر من نصف الليل إلى آخر النهار < . ويصف ابن الديبع الخسائر التي أحدثها هطول الأمطار بغزارة على المدينة ، قائلاً : < وأشتد حتى أشفق الناس وخافوا . وسقطت بعدن بيوت حجر كثيرة ، وسقط بيت بها على أهله < . وتعرضت أيضاً مدينة عدن إلى أمطار غزيرة سنة 1757م تحولت إلى سيول متدفقة ، أغرقت المدينة بالمياه , ولم يمض شهرين على سقوط تلك الإمطار على المدينة حتى هطلت أمطار أخرى غزيرة تشبعت على أثرها هضبة عدن ، وكان من جراء ذلك أنّ امتلأت كافة صهاريج عدن .
السائلات
وحدث في سنة 1953م ، هطول مطر غزير على عدن ، وكان من جرائه أنّ دمرت الكثير من البيوت . في الوقت الذي كانت السائلات مفتوحة على البحر ، فكانت سيول المياه تتدفق بحرية كاملة وتصب على البحر . وهذا ما جعل مؤرخنا عبد الله محيرز ، يقول أنّ تلك الأمطار الغزيرة التي هطلت في مراحل زمنية متباعدة في التاريخ البعيد ، كانت مجرى المياه ( السائلات ) لا يعوقها عائق تتدفق من خلالها السيول بحرية وتصب في البحر مباشرة ، واليوم اختفت السائلات من على خريطة مدينة عدن بفعل عوامل البناء والتوسع في المدينة وإيقاع الحياة السريعة في العمران ، فكيف سيكون حال المدينة في الوقت الراهن في حالة سقوط أمطار غزيرة تتحول إلى سيول متدفقة جارفة ؟ .
الصهاريج والدول اليمنية
والحقيقة أنّ شحة سقوط الأمطار في مدينة عدن دفع بالدول المتعاقبة في العصور الإسلامية على حكم اليمن أنّ تعتني عناية كبرى بتشييد نظام شبكة الصهاريج لكي لا تقع المدينة تحت رحمة حصار أعدائها وخصومها إذا منعوا مياه الشرب عنها . و يذكر الرحال ابن بطوطة الذي زار عدن في عصر الدولة الرسولية ـــ كما سبق وأنّ ذكرنا ـــ وأنه شاهد في المدينة صهاريج لحفظ مياه المطر . وفي هذا الصدد ، يقول : < . . . عدن مرسى بلاد اليمن، على ساحل البحر الأعظم ( البحر العربي ) ، والجبال تحف بها ، ولا مدخل إليها إلاّ من جانب واحد ( ويقصد باب عدن ) ، وهي مدينة كبيرة ، ولا زرع بها ولا شجر ، ولا ماء ، بها صهاريج يجتمع فيها الماء أيام المطر (( . ويلفت نظرنا ابن بطوطة ، بأنّ القبائل القادمة من البادية ، كانت تستغل أهلها لحاجتهم الشديدة إلى الماء ، فكانت تحول بين قوافل الجمال المحملة بالمياه المتجه داخل المدينة مقابل أنّ يدفعوا لهم مبلغاً من المال . وفي هذا يقول : (( فربما منعته العرب ، وحالوا بين أهل المدينة وبينه ( أي الماء ) حتى يصانعوهم بالمال والثياب ((. ويصف ابن بطوطة مناخ عدن ، قائلاً (( وهي شديدة الحر )) . ويلفت نظرنا أنّ ميناء عدن كان يعيش في ظلال الدولة الرسولية في أزهى عصوره ، وأنّ ما ذكره ابن بطوطة عن المدينة بأنها (( مدينة كبيرة (( . لدليل على ذلك الازدهار التجاري والاقتصادي في عصر الرسوليين ــ كما سبق والإشارة إليه .
في عصر الغساسنة
قلنا سابقاً : أنّ الرحال ابن بطوطة شاهد في زيارته لعدن في عصر الدولة الرسولية صهاريج (( يجتمع فيها الماء أيام المطر )) . ولكن هناك روايات تاريخية تذكر أنّ الصهاريج ، كانت موجودة في عهد حكم بني زريع لعدن . وهذا أنّ دل على شيء ، فإنه يدل على أنّ آل زريع شيدوا بعض الصهاريج في المدينة وربما تكون تلك الصهاريج الذي شهدها ابن بطوطة ترجع إلى عهد آل زريع أو من المحتمل أنّ يكون ملوك الدولة الرسولية شيدوا أيضاً عددًا آخر من الصهاريج في المدينة . ويظن الكثير من الناس أنّ صهاريج عدن شيدت في عصر الغساسنة والذين نزحوا من اليمن منذ التاريخ البعيد ، وتحديدًا بعد انهيار سد مأرب وولوا وجهوهم شطر بلاد الشام وعلى تخومها أقاموا إمارة قوية عرفت بإمارة الغساسنة ، و كانت موالية للإمبراطورية الرومانية ضد إمارة الحيرة أو المناذرة التي تقع على تخوم بلاد الرافدين الحليفة للإمبراطورية الفارسية . والحقيقة أنه بعد وفاة آخر ملوك الأيوبيين في اليمن وهو الملك المسعود الأيوبي المتوفى سنة ( 626هـ / 1228م ) . فقد رأى مؤسس الدولة الرسولية الملك المنصور عمر بن علي بن رسول المتوفى ( 647هـ / 1250م ) أنه من أجل أنّ يثبت أقدامه في حكم اليمن ، أنّ يكسبوا تأييد اليمنيين فزعموا بأنّ نسبهم يعود إلى الغساسنة اليمنيين . فأختلط الأمر على الناس وظنوا أنّ من شيد تلك الصهاريج هم من بني غسان اليمنيين القدامى الذين نزحوا إلى بلاد الشام في الأزمنة البعيدة تقريبًا في القرن الخامس الميلادي وأنشئوا إمارة الغساسنة ـــ كما قلنا سابقاً ـــ .
في عصر الدولة الطاهرية
وبعد أنّ جنحت شمس الدولة الرسولية التي ملكت اليمن أكثر من مائتي عام ، أشرقت شمس الدولة الطاهرية سنة ( 858هـ / 1454م ) ، وقد كان بنو طاهر عمال ملوك الرسوليين في عدن ولحج ، وعندما قويت شوكتهم ، وذهب ريح الأخيرين تغلبوا على حكم اليمن . وتذكر المراجع التاريخية أنّ مدينة عدن ، كانت في عهد حكم بني طاهر في أزهى حياتها الاقتصادية والتجارية مثلما كانت في عصر بني رسول . وتذكر المصادر أنّ السلطان عامر بن عبد الوهاب أعظم سلاطين الدولة الطاهرية المقتول سنة ( 923هـ / 1517م ) على يد المماليك المصريين بالقرب من أسوار صنعاء والذي امتد حكمه قرابة 29عامًا ، واتسعت رقعة دولته اتساعًا كبيرًا في عهده اهتم بميناء عدن اهتمامًا كبيرًا ، فقد كان يشرف على الميناء في مواسم الرياح . وهذا ما أكده الدكتور سيد مصطفى سالم ، بقوله : (( . . . كان السلطان عامر بن عبد الوهاب يتوجه أحياناً إلى(عدن) في موسم الرياح ليشرف بنفسه على خروج القوافل البحرية إلى الهند (( . وكان من الطبيعي أنّ يهتم السلطان ( عامر ) بتشييد عددًا من الصهاريج في المدينة. (( فقد مد السلطان ( عامر ) القنوات إلى داخل (( عدن )) حيث أقام هناك صهريجًا ضخمًا لتخزين المياه , وذلك لتوفير مياه الشرب بالمدينة . ويسهب الأستاذ حسن صالح شهاب في دور السلطان عامر بشق قناة تجرى من خلالها المياه من دار سعد إلى قرية المباءة ( دكة الكباش حاليًا ) ومن ثمة تنقلها قوافل الجمال إلى داخل المدينة ، قائلاً : (( أهم المآثر العمرانية للملك عامر بن عبد الوهاب الطاهري بعدن تلك القناة المبنية من الحجارة والجص التي كانت تمتد نحوًا من سبعة أميال من قرية ( المباءة ) تحت جبال عدن من جهة البر إلى بئر ( أمحيط ) ... ((. ويحدد حسن شهاب موقع البئر بأنه (( إلى الشمال من مدينة ( دار سعد ) ، ويفسر معنى ( أمحيط ) بأنها البستان بلهجة أهل لحج . وظل ذلك الصهريج الذي بناه السلطان عامر بن عبد الوهاب في قرية ( المباءة ) يستخدم لفترة طويلة من الزمن . وفي واقع الأمر، أنّ الصهاريج في عدن ، كانت مازالت تستخدم قبل مجيء الفتح العثماني الأول لليمن قبل ثمان سنوات (( وقد كتب برتغالي يدعى (( رسنديس )) أنه كان بالمدينة في عام 1530م عدة صهريج للماء ، وواحد في خارجها ، وأنه يجلب إلى المدينة ما بين ألف وخمسمائة ، وألفي جمل محملة بالماء يوميًا . وتدخل هذه الجمال المدينة بالماء في النهار ، ولكن في الليل تصب في صهريج قريب من بيت الماء تحت بابها ، إذ لا تفتح أبواب المدينة في الليل على الإطلاق)). ونستخلص من ذلك أنّ الصهاريج في عدن ، كانت في حالة جيدة ، وكان الأهالي يعتنون بها نظرًا لاستخدامها واستعمالها في خزن و حفظ المياه فيها في حكم الدولة الطاهرية .
ومن المحتمل أنّ صهاريج عدن تعرضت إلى الإهمال بسبب الأوضاع السياسية القلقة والصعبة التي عاشتها الدولة الطاهرية في عدن وخصوصًا بعد مصرع أعظم سلاطينها السلطان عامر ابن عبد الوهاب حيث انفجرت الخلافات الحادة بين الأسرة الطاهرية الواحدة على سدة الحكم من ناحية ودخول المماليك المصرية إلى سواحل اليمن وتصادمهم مع السلطان عامر الذي كان من نتائجه مقتله على أيديهم ـــ كما قلنا سابقاً ــ من ناحية ثالثة والصراع الدامي بين الإمام شرف الدين المتوفى سنة ( 965هـ / 1558م ) و الدولة الطاهرية والذي كان يعد أقوى شخصية ظهرت على مسرح اليمن السياسي بعد اختفاء السلطان عامر الطاهري . والجدير بالذكر أنّ عدن شهدت حركة تجارية مزدهرة في عصر بني طاهر ــ كما سبق وأنّ ذكرنا ـــ وفي عصرها ظهر حي مازال مشهورًا حتى يومنا هذا وهو حي حسين (( نسبة إلى الوالي المشهور حسين ابن الصديق الأهدل ، وهو حي كان مليئاً بالأكواخ والعشش . . . وقد كان مقرًا للصوفية ، تكثر في الزوايا والأربطة . وقد سمي قديمًا بحي الشاذلية ، ولهم رباط به )) .
عصر العثمانيين
وامتدت يد الخراب إلى صهاريج عدن بسبب الاضطرابات والقلاقل السياسية التي أطلت بوجهها على المدينة بعد دخول العثمانيين اليمن في سنة 1538م ، ومن الأسباب الأخرى أيضاً سارعت في وتيرة خراب لصهاريج المدينة ، هو أنّ العثمانيين جعلوا عدن قاعدة بحرية بحتة لمراقبة الأسطول البرتغالي في السواحل الساحلية اليمنية ولذلك يبدو أنهم أهملوا العناية ب بخدمات المدينة الهامة والحيوية كصهاريج عدن لحفظ المياه فيها ، فكان كل وجل اهتمامهم منصبًا على المسألة العسكرية . وعلى أية حال ، يصف عبد الله محيرز الأوضاع السياسية المأساوية و المتدهورة التي أثرت تأثيرًا خطيرًا على اندثار العديد من صهاريج المدينة ، قائلاً : (( وبعد الاحتلال العثماني لعدن دخلت المدينة عهد خراب ، وانحطاط واضطراب ، فقد أرغموا على مغادرتها مرتين : إحداهما على يد علي بن سليمان الطولقي ، صاحب خنفر 954هـ / 1547م ، والثانية على يد جيش الإمام المطهر في 976هـ / 1568م . وقام فيها أكثر من تمرد كاد أحدها أنّ يفقدهم إياها . واندثرت بعض هذه الصهاريج ، وخرب الباقي ، ويبدو أنها اختفت نهائيًا . ولم يبق منها ما يمكن الإشارة إليه في مطلع القرن السابع عشر )) .
الصهاريج والسلطات الإنجليزية
من أهم المشاكل وأخطرها التي واجهتها القوات الإنجليزية بُعيد احتلالها لمدينة عدن هي شحة المياه ، فقد كانت المياه تمثل لها شريان الحياة لقواتها المرابطة في المدينة . ومع مرور الوقت ازدادت قوات الاحتلال ، وتتدفق عدد كبير من الخارج إلى المستعمرة للعمل بها في مختلف التخصصات مما زاد من تفاقم مشكلة شحة المياه ، فكان توفير مياه الشرب من أولى اهتمامات السلطات الإنجليزية , وكانت في بداية الأمر ، مركز ومقر القوات الإنجليزية متجمع صيرة ، وكانت تجلب المياه من آبار الخساف ، ولكن عندما تحولت القيادة العسكرية الإنجليزية إلى التواهي ، اعتمدت على جلب المياه من الحسوة والتي كانت تحت سلطة سلاطين لحج حينئذ . وكانت تصدم السلطات الإنجليزية بصعوبات عديدة منها التمرد التي كانت تقوم بها بعض القبائل بإيعاز من سلطان لحج ، وسلطان الفضلي ( أبين ) ضد القوات الإنجليزية والتي كانت تعيق وصول قوافل الجمال المحملة بمياه الشرب إلى المدينة .
سلطان لحج
ويوضح مؤرخنا عبد الله محيرز الأسباب التي دفعت بالسلطات الإنجليزية إلى ضرورة الاستفادة من صهاريج عدن لخزن المياه وحفظها من خلال ترميمها ، فيقول : < وأصبح واضحًا في منتصف القرن التاسع عشر أنّ الآبار في داخل المدينة لم تعد كافية لسد حاجة أهلها ، إضافة إلى المعسكرات ، وتموين السفن ، فقد كانت تمون من آبار الخساف ــ أعذب آبار المدينة آنذاك ـــ حين كان
( صيرة ) ميناء عدن في ذلك الوقت ـــ . وعندما تحول الميناء إلى التواهي ، جلب إليه الماء ، بالقوارب من
الحسوة ) . . . (( ويضيف ، قائلاً : (( إلا أنّ تكاليف نقل الماء من الحسوة كان باهظا ، إذ كان ينقل بالقوارب عبر التواهي إلى باب عدن بسعر خمسة أضعاف ما يباع منه من آبار المدينة (( ومما زاد من تعقيد الوضع لدى السلطات الإنجليزية هو أنّ السلطان علي بن محسن فضل سلطان لحج المتوفى سنة ( 1279هـ / 1863م ) وقف موقفا معاديًا ضد الإنجليز ورفض رفضا قاطعًا أنّ يزودهم بالمياه ، فقد وجه كتابًا شديد اللهجة للسلطات الإنجليزية سنة ( 1858م ) ، قائلاً (( بأنه قرر اقفال الحدود بينه وبين عدن ... حتى يعود إلى الحكومة البريطانية عقلها (( . كل تلك العوامل مجتمعة دفعت السلطات الإنجليزية إلى أنّ تلتفت إلى ترميم صهاريج عدن . وعلى أية حال ، (( استقر الرأي ( لدى الإنجليز ) أخيرًا على الاستفادة من الصهاريج . وعلقت آمال عريضة على حل أزمة الماء بترميمها ، وخزن الماء فيها )) .
وفشل مشروع الصهاريج
ولقد تعلقت آمال السلطات الإنجليزية على الاستفادة من ترميم الصهاريج حتى لا تكون تحت رحمة القبائل المتمردة التي كانت تغير على قوافل الجمال المحملة بالمياه ، وأيضًا ألاّ تكون تحت سطوة ابتزاز سلطان لحج . ولكن خابت تلك الآمال التي عقدتها السلطات الإنجليزية في عدن ، أنّ الجدوى الاقتصادية من ترميم الصهاريج مكلفة للغاية وغير مجدية . وفي هذا الصدد ، يقول عبد الله محيرز : (( ولكن سرعان ما خابت هذه الآمال . فقد رمم اثنتا عشر صهريجًا حتى 1857م ، وامتلأت كلها في أكتوبر من ذلك العام . واستمر ترميمها إلى 1861م ، وبلغ ما صرف عليها ثلاثمائة وخمسون ألف رُبية ، بينما بلغ مردودها حوالي اثنان وستون ألف روبية ، أي أقل من خمس ما صرف عليها . وامتنعت الحكومة عن الاستمرار في المشروع )) . ويضيف : قائلاً : (( واضطر السياسي المقيم كوجلان أنّ ينهي المشروع بطريقة أخرى . فقد تقدم ثلاثة من التجار هم ( قهوجي دنشو ) ، و (ادلجي منكيجي ) ، و ( حسن علي ) بمشروع لترميمه مع ستة صهاريج أخرى على حسابهم مقابل استغلالها . وقبل هذا العرض . وعقدت اتفاقية في 1863م لمدة عشر سنوات ، جددت في 1873م إلى ثلاثين أخرى )) .وكان من الطبيعي أنّ يؤثر فشل مشروع السلطات الإنجليزية في ترميم الصهاريج إلى إهمال الكثير منها ومن ثمة اندثارها وخصوصًا بعد أخطاء المهندسين الإنجليز في معرفة الأسس التي قامت عليه شبكة نظام الصهاريج في عدن .
( العدنيات )
ولكن طبع في أذهان الكثير من الناس وإنّ لم يكن أغلبهم أنّ الذي بناها هم اليمنيين القدامى أي في عصر دولة حمير وهي(( من أشهر الدويلات اليمنية القديمة ، وآخرها ظهورا وذلك في أواخر القرن الثاني ق . م )) . والحقيقة أنّ المصادر التراثية أجمعت أنّ تلك الصهاريج تم البناء العديد منها في تاريخ اليمن الإسلامي التي تعاقبت عليه على حكم اليمن كالدولة الرسولية ، وقبلها إمارة بني زريع ، والدولة الطاهرية . ويتطرق مؤرخنا عبد الله محيرز إلى نقش قديم ذكر فيه صهريج أو صهاريج عدن ، قائلاً : < يفيد أحد النقوش اليمنية بما معناه : (( قيلزد قد قدمت مسندًا للآلهة ذات بعدان تكفيرًا عن خطيئة ابنتها بتدنيسها صهريج عدن )) (( و يعقب عبد الله محيرز على ذلك النقش القديم الذي يذكر فيها اسم صهريج عدن ، فيقول : )) وهذا أول مصدر يذكر صهاريج مقرونة باسم عدن . وهو مصدر يغري بقبوله تاريخاً لوجودها في أزمنة سبقت ظهور الإسلام . ولكنه قبول يشوبه قدر من المجازفة لعدم تحديد أي من ( العدنيات ) قصدها النقش ، فهو يكفي لنسبة هذه الصهاريج إلى ( عدن ) ما ، ولكن ليس إلى عدن أبين : هذه المدينة التهامية الساحلية . ونستخلص من ذلك أنّ اسم صهريج عدن الذي ذكر في النقش القديم يلفه الضبابية الكثيفة ، والاضطراب ولا نستطيع الجزم بأنّ النقش يشير بصراحة وبشكل قاطع بأنه صهريج عدن لأن ( عدن ) تحمل أسماء كثير من المناطق اليمنية . وفي هذا الصدد ، يقول عبد الله محيرز : (( وفي تقصي لما سميت به عدن من المواضع في مساحة محدودة في شمال محافظة لحج ما بين لبعوس في يافع ، والضالع ، وشمال ردفان أمكن حصر ما لا يقل عن عشرة من العدنيات ، كلها منسوبة إلى ما يميزها عن بعضها . فتوجد في مديرية الضالع ( محافظة حاليًا ) مجموعة حصرت منها خمسة : عدن حماده ، عدن أهور ، عدن حمير ، عدن أرود ، عدن جعشان . وفي مركز مشألة من مديرية لبعوس ـــ يافع مجموعة أخرى حصرت منا أربع ـــ : عدن الشبهي ، عدن الدقيق ، عدن الجحال ، عدن الحوشبي ، وفي ردفان ، عدن الراحة (( . ويمضي في حديثه ، قائلاً : (( ويفيد من رأى هذه المواقع ودل عليها ، أنها تقع في بطون الجبال بعيدة عن جادة الطريق ، نائية عن التجمعات العمرانية (( . ويذكر أسم عدن في مواقع أخرى من اليمن ، فيقول : (( عدينة تعز ، عدين التعكر في محافظة إب . واختفى بعضها مثل عدن لاعة في حجة . وحصن عدن في وادي حضرموت ، وعدن المناصب ، وعدن بني شبييب في نواحي إب . وبقيت عشرات منها ما بين قرى صغيرة مجهولة مواقعها لأغلب الناس . ويختم تعليقه ، قائلاً : (( فيبدو واضحًا أنّ عدناً مصطلح جغرافي لمستوطنات قديمة ، وتتميز عن بقية المستوطنات أنها مثوى آمن نظرًا لموقعها ملتصقة بسلسلة جبال عالية صعبة المرتقى )) .
مع بني زريع
عندما انسلخ بني زريع من الدولة الصليحية وتحديدًا في حكم السيدة بنت أحمد الصليحي المتوفاة سنة ( 523هـ / 1138م ) وأسسوا إمارة جديدة لهم في عدن . كان من الطبيعي أنّ ينظروا إلى شريان حياة المدينة وهو الماء ، فعملوا على تشييد العديد من الصهاريج لحفظ الماء حتى تكون المدينة بمأمن من الخطر المتمثل في قطع المياه عنها . ولقد ذكرت بعض الروايات التاريخية أنّ عددًا من الرحالة المسلمين المعاصرين لحكم بني زريع شاهدوا الصهاريج في المدينة. وهذا ما أكده عبد الله محيرز ، قائلاً : (( وتنفي كتابات أبن المجاور نسبتها إلى الرسوليين وحدهم ، فقد رآها في السنوات الأولى من حكمهم متخذة تسميات سبقت عهدهم . فنسب أحد الصهاريج على الأقل إلى بني زريع . ويؤكد ذلك بشكل قاطع ما كتبه المقدسي في مطلع القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي أنّ في عدن آبار وأحواضًا للماء موحيًا بوجود الصهاريج في وقت مبكر من تاريخ المدينة الإسلامي )) . وتذكر المراجع التاريخية أنّ عدن كانت مكتظة بالأسواق في عصر حكم بني زريع ومن أهم تلك الأسواق التي كانت تأتي قوافل الجمال إليه من بادية عدن هو سوق الزعفران الواقع في السائلة . وكان يباع فيه الماء ، والحطب , والعلف .
مع الفرس
وتشير بعض الروايات أنّ أبناء الفرس الذين ، كان آبائهم من الجنود الفرس الذين جاءوا مع الملك سيف ذي يزن لطرد الأحباش من اليمن . وفي فترة من التاريخ علا شأنّ أبناء الفرس في اليمن ، وباتوا لهم الكلمة العليا في البلاد ، ويقال أنّ من أهم مآثرهم العمرانية هو بناءهم لصهاريج عدن . ولكن مؤرخنا عبد الله محيرز يناقض تلك الروايات حيث يشوبها الكثير من المغالطات التاريخية ، فيقول : (( ويبدو أنّ من نسب بناءها ( الصهاريج ) إلى الفرس أعتمد على ما كتبه ابن المجاور . وقد نسب كثير من المنشآت العامة في عدن إليهم )) . وحقيقة أنّ عبد الله محيرز يؤكد أنّ أبناء الفرس بسطوا نفوذهم على اليمن في القرن الرابع الهجري / القرن العاشر الميلادي , وكان لهم حضورًا كبيرًا بين سكان البلاد ـــ على حسب قول المقدسي ـــ . ولكن يوضح عبد الله محيرز مسألة تاريخية هامة وهي : (( ولا يبدو أنّ ابن المجاور قصدهم فهؤلاء، إنّ كانوا من أبناء الفرس الذين جاءوا مع الحملة مع سيف بن ذي يزن ، إلاّ أنهم انصهروا مع اليمنيين ، فلم يعد يطلق عليها فرسًا ، وبعد بضعة أجيال صاروا من أهل اليمن ، وانقطعت علاقاتهم بفارس . ومن الواضح أنّ من قصدهم ابن المجاور لا وجود لهم (( .ومرة أخرى يؤكد عبد الله محيرز نفيه أنّ يكون الفرس هم الذين شيدوا صهاريج عدن . وفي هذا الصدد ، يقول : )) وهذا أيضًا ينفي نسبة بناء الصهاريج إلى الفرس ، ويصبح نسبتها إلى الحميريين أو غيرهم من الدول اليمنية ، أمر جدير بالاعتبار )) . وما ذكره مؤرخنا عبد الله محيرز يؤكد أنّ من شيد الصهاريج غير محدد ، تارة تقول الروايات التاريخية أنّ بناءها يعود إلى عصر دولة حمير أحدى الدويلات اليمنية القديمة ــ كما قلنا سابقاً ـــ ، وتارة أخرى تقول أنّ تشييدها يرجع إلى عصر بني زريع ، وبني رسول ، وبني طاهر . فصهاريج عدن رغم شهرتها الواسعة والعريضة بين الناس مازال تاريخها مجهول يشوبه الكثير والكثير جدا من والاضطرابات ، والتناقضات ، والغموض ، ونسجت أيضاً حول بناءها الكثير من الأساطير .
أخطاء المهندسون البريطانيون
(( وما قام به المهندسون البريطانيون ، لتغيير هذا النظام ، كارثة )) . وقصد مؤرخنا عبد الله محيرز من تلك العبارة بأنّ المهندسين البريطانيين طمسوا الغرض الرئيس من بناء صهاريج عدن ومن جراء ذلك تلاشى نظام شبكة الصهاريج التي كانت تعمل بشكل جيد في المدينة قبل احتلالهم للمدينة بفترة ليست قصيرة . فقد أراد المهندسون البريطانيين أنّ يحسنوا صنعًا في حفظ مياه الأمطار في تلك الصهاريج بكميات كبيرة , ولكن مع الأسف لم يفهموا ويدركوا تمام الإدراك الحقيقي من بناء نظام شبكة الصهاريج الذي خطط له المهندسين اليمنيين القدامى أو الأسس التي شيدت من أجله الصهاريج. وفي هذا الصدد ، يقول عبد الله محيرز : (( وفي سبيل تحويل هذا النظام إلى صهاريج ، تدخل المهندسون ( البريطانيون ) في مسالك المياه . وبدلاّ من أنّ ينزل الماء بحرية، بنو حواجز فوق الهضبة هدفها تصفية الماء من الأحجار والطمي . فكانت النتيجة أنّ حجز الماء ، وغاض في الهضبة التي تعلو ( وادي ) الطويلة . ولم يعد ينزل إلى الوادي كما كان قديمًا. وفي موضع آخر ينقل عبد الله محيرز عن المهندس البريطاني ( اينج ) حول الأخطاء الفادحة والخطيرة التي تسببت في اضمحلال صهاريج عدن ، قائلاً : (( وتعطل مفعول الهضبة ، المصدر الرئيسي لوادي الطويلة ، وغيرها من الأودية في المدينة . وتعطل هدف نظام الطويلة ، فلم تعد مصارف ، بل خزانات للماء ، وانقرضت صهاريج المدينة فلا توجد مصارف توجهه إليها )) . وفي موضع آخر يقول عبد الله محيرز أنّ عدم فهم المهندسين البريطانيين الصحيح لنظام شبكة الصهاريج الذي أقامها اليمنيين القدامى هي التي أحدثت الكارثة الكبرى على الصهاريج ، قائلاً : (( ولعل أخطر عامل أدى إلى هذا الغموض هو سوء فهم المهندسين آنذاك ـــ لهدف الصهاريج أو لعله إصرار من البيروقراطية على اعتبارها وسائل خزن للماء لا تصريف له . وأدى ذلك إلى قلب مهمتها : فتحولت المصارف إلى خزانات . ويمضي في حديثه ، قائلاً : (( بل أضافوا خزانات أخرى لم تكن موجودة لمضاعفة خزن الماء. وتحولت الطويلة إلى خزان هائل ، واختفى ذلك الوجه الحضاري بضياع التقنية التي شيد بموجبها هذا النظام )) .
تكنولوجيا بارعة
ويشرح الأستاذ عبد الله محيرز مراحل عمل نظام شبكة الصهاريج ، فيقول : (( أمّا نظام الطويلة فلم يكن له هذا الهدف الجامد : توفير الماء في متناول المستهلك . ولكنه يعكس ذلك : نظام دينمائي ، وتكنولوجيا بارعة ، ووجه حضاري فريد . هو وسيلة لتلقف الماء عبر جدران حاجزة ، أمّا منقورة بصفا الجبل ، أو مبنية بالحجارة والجص في عرضه . تقوم بثلاث مهمات : تلقف الماء ، وحجز الحجارة والطمي الساقط من الشلالات ، وتوجيه الماء عبر سلسلة من هذه الجدران لتصريفه إلى حيث تكون الحاجة إليه : إلى صهاريج المدينة )) .
نتائج علمية باهرة
ويؤكد المؤرخ عبد الله محيرز مرة أخرى أنه من الصعوبة بمكان التعرف على من شيد صهاريج عدن ؟ ، قائلاً : < إلاّ أنّ الوصول إلى عهد بعينه يمكن أنّ يرجع تشييدها إليه ، فأمر غاية في الصعوبة ، فلا يوجد حاليًا تاريخ اليمن المكتوب إي إشارة إلى وجودها ، اقدم من مطلع القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي < . وكيفما كان الأمر ، نأمل من المؤرخين المحدثين والباحثين الحاليين والأثريين أنّ يشمروا سواعد البحث والتنقيب عن تاريخ الصهاريج تحت مجهر البحث التاريخي والذي هو جزء لا يتجزأ من تاريخ العمارة اليمنية التليدة الضاربة أعماقها في الحضارة الإنسانية ، وأنني أكاد أجزم بأننا سنخرج بحصيلة من النتائج العلمية القيمة والباهرة في حالة العثور على معلومات جديدة عن الصهاريج التي تطفو فوق ثغر اليمن عدن .
الهوامش :
عبد الله أحمد محيرز ؛ صهاريج عدن ، سنة الطبعة 1425هـ / 2004م ، الناشر : الجمهورية اليمنية ، وزارة الثقافة والسياحة ، صنعاء .
عبد الله أحمد محيرز ؛ العقبة ، سنة الطبعة 1425هـ / 2004م ، وزارة الثقافة والسياحة ، صنعاء . الجمهورية اليمنية .
رحلة ابن بطوطة ؛ الجزء الأول ؛ دار الشرق العربي ـــ بيروت ــ لبنان ـــ حلب ـــ سورية .
القاضي إسماعيل بن علي الأكوع ؛ الدولة الرسولية في اليمن ، الطبعة الأولى سنة 2003م، دار جامعة عدن للطباعة والنشر ـــ عدن ـــ الجمهورية اليمنية ـــ .
الدكتور سيد مصطفى سالم ؛ الفتح العثماني الأول لليمن 1538ـــ 1635م ، الطبعة الخامسة نوفمبر 1999م ، دار الأمين للطباعة والنشر والتوزيع ـــ القاهرة ـــ جمهورية مصر العربية.
حسن صالح شهاب ؛ عَدَن فرضة اليمن ، الطبعة الأولى 1410هـ / 1990م ، مركز الدراسات والبحوث اليمني ـــ صنعاء ـــ .
الدكتورة أسمهان سعيد الجرو ؛ موجز التاريخ السياسي القديم لجنوب شبه الجزيرة العربية،
مؤسسة حمادة للخدمات والدراسات الجامعية ـــ أربد ـــ الأردن ـــ .
|