أحمد أحمد الجابر الاكهومي❊ - تستمر معاناة أهلنا الصابرين على بلاء نكبة فبراير التي جلبت القهر والغبن والموت للشعب بكافة شرائحه .. فتباً لفبراير ولكل من صفق لها عرباً ويمنيين خونة وغرباً طامعاً، تباً لكم..وتباً لديمقراطيتكم المزيفة التي تتغنون بها، فقد كشفت السنوات العشر العجاف من هو الكاذب والظالم وأزاحت اللثام عن وجوهكم القبيحة وسرائركم البشعة تجاه الوطن والمواطن .. فما يتعرض له اليمنيون وأثبتموه واقعاً وهو أنكم مرضى بداء الخيانة، والسرقة والجشع والنفاق .. فلقد كرهكم الناس ويلعنون ذلك اليوم المشؤوم الذي تحالفتم فيه ضد اهلكم واخوانكم في الارض والدم .. تحالفتم ضد وطنكم الذي كان اهله يعيشون في عزة وكرامة وأمن وأمان ،، وإنني أتساءل أين هي مؤسسات حقوق الإنسان التي اوصلت اليمن لما هي عليه وفيه الآن بحجة الدفاع عن المدنيين ؟! وأين هو الاتحاد الأوروبي؟؟ وأين هي الدول العربية التي أجرمت في حق اليمن واليمنيين إبان النكبة مما يعيشه اليمنيون اليوم ؟؟
هذه هي الديمقراطية وحقوق الانسان التي تبناها أصحاب المواقف السلبية من الأوروبيين، والتبع العرب .. ما نراه اليوم في اليمن ومايعانيه اليمنيون من أوضاع سيئة وحياة كلها خوف ورعب وموت ومن كارثة لأخرى على أرضهم ومن عدوان وحرب و تدهور اقتصادي وسقوط للريال اليمني وقلة السيولة وسرقة النفط وتدهور وتدميرالبنية التحتية وووالخ.. وما استمرار انقطاع التيار الكهرباء والظلام الذي تغرق فيه المدن اليمنية والقرى إلا بسبب ظلام فبراير.. منذ عشر سنوات والأزمة تتفاقم، وتتفاقم معها انعكاسات سلبية على صعيد القطاعات الصحية والتعليمية والمعيشية .. نكبة فبراير جعلت اليمنيين يعودون للعصور الحجرية تلك الايام التي أعادوها بفعلتهم النكراء عام 2011م.. ناهيك عن القوات الاجنبية المختلفة التي تعج بها اليمن اليوم مابين خليجيين وامريكان وغيرهم ..
يعيش اليمنيون اليوم مع فبراير خارج القرن الحادي والعشرين ..! ظلمة وطن وظلمة عقول وضمائر ميتة..يعيش اليمنيون اليوم في الظلام الدامس في ظل تمادي شذاذ الآفاق علي شعب يواجه عدواناً خارجياً واقتتالاً داخلياً..تباً لكل فبرايري أوصل اليمن لهذا الحال ويدّعي زورا وبهتاناً بأن اليمنيين كانوا يعيشون في الظلم .. فأنتم من أعادوهم إلى الظلمات والظلم، انتم من أعادوهم الي الوراء واخرجتموهم من نور الحياة الكريمة واعتدوهم الى الظلام.. فبراير نكبة وطن وشعب بكل المقاييس ولكننا تصدينا لهذا الظلام وخاض الشعب اليمني مواجهات الدفاع عن الشرعية الدستورية واستطاعت قيادته الحكيمة تفويت الفرصة على القوى الانقلابية لإحداث الدمار، بيد أن المؤتمر الشعبي العام وزعيمه الشهيد الحي علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق بادر بصياغة المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية للخروج بالوطن من الواقع المرسوم بالدم الى واقع سياسي يسمح بإكمال مسيرة التغيير والبناء والديمقراطية التي قادها الزعيم المؤسس علي عبدالله صالح وأعاقتها القوى المتنفذة ابان مشاركتها في السلطة وبعد هروبها الى المعارضة ثم الى ما تسميه "تورة وليست ثورة الشباب " خوفاً من المحاكمة ..
لقد قدم المؤتمر الشعبي العام وزعيمه رؤيتهم التاريخية لإخراج البلاد من بحر الدماء الذي يسببه الصقيع العبري، من خلال الدعوة الى انتخابات رئاسية مبكرة وتشكيل حكومة وفاق وطني والدعوة الى عقد مؤتمر حوار وطني يتم فيه تحديد شكل الدولة الجديد والمحافظة على وحدة الوطن وسلامته وسلامة كل ابنائه
في المقابل حاول الكثير من المغامرين والمقامرين الزج بالوطن في أُتون حرب طاحنة من خلال استهداف ارواح الشباب وإثارتهم بغرض تقديمهم قرباناً للسلطة ومغانمها واستهداف كبار قادة الوطن وفي مقدمتهم الزعيم علي عبدالله صالح عفاش ومعه رئيس المؤتمر الشعبي العام حاليا الشيخ صادق بن امين ابوراس والعديد من القيادات الوطنية من خلال عمل ارهابي جبان لإدخال الوطن في اتون صراع لا ينتهي تمثل بالتفجير الإرهابي الذي حدث في مسجد دار الرئاسة ..
لقد سار المؤتمر الشعبي العام وشرعيته الوطنية الدستورية بالوطن الى بر الامان وتسليم السلطة عبر صناديق الاقتراع ثم ضرب اول نموذج في المنطقة العربية في التداول السلمي للسلطة ودعم تأسيس اللجنة الفنية للحوار الوطني والدعوة لبدء الحوار ولكن كانت المفاجأة من قبل اعداء الوطن قيادات الربيع العبري الذين تسلقوا على آمال وأكتاف ودماء وأوجاع الشباب من أصغوا إليهم ووثقوا بهم وبوعودهم الكاذبة بتحويل اليمن إلى سويسرا..
وصلت "قيادات الربيع العبري في اليمن" إلى مُبتغاها من الشهرة والثروة، بل وتعيش الآن في منتجعات تركيا وقطر ومصر والسعودية... تاركةً (أي القيادات) من وثق بهم من المغرر بهم، يعيشون في عذاب وألم وقتل وجوع .. وهو حال كل الشعب اليمني في الوقت الراهن، والذي نُكب بسبب هذه الثُلة من المرتزقة والعملاء وكانت نتائج موجة الربيع العبري في اليمن كالآتي:
1/ سقوط الدولة الوطنية في اليمن.
2/ فرار قيادات الربيع العبري من اليمن إلى الخارج، بعدما ضمنوا العيش الرغيد لهم ولأسرهم.
3/ وصول هادي إلى رئاسة الجمهورية، ومن كوارثه:
- السعي المحموم من أجل تقسيم اليمن إلى أقاليم، وما في هذا من ضرب للوحدة الوطنية اليمنية.
- تدمير الجيش وتفكيكه تحت راية إعادة الهيكلة وصولاً إلى ذبح أفراده ونهب آلياتهم الخفيفة والمتوسطة والثقيلة.
- الارتهان للخارج في كل قراراته.
- الاستقواء بالفصل السابع لضرب خصومه السياسيين داخلياً.
- دخول الحوثيين صنعاء بسبب سياساته الفاشلة .
- عمل على إدخال اليمن في أزمة دستورية من خلال تقديم استقالته، وما أن كادت الأطراف السياسية اليمنية تصل إلى حلول تُخرج البلد من الأزمة حتى تم تهربيه إلى عدن، ومن هناك عمل على خلط الأوراق من جديد، من خلال تراجعه عن الاستقالة، وتشبثه بمنصب رئيس الدولة.
- ومثل ما سلم "هادي" صنعاء للحوثيين، سلم عدن للحراك الانفصالي وللقاعدة.
- وبسبب "هادي"، أصبح في اليمن سُلطتان متنازعتان على الشرعية، واحدة في صنعاء وأخرى في عدن.
- القيام بعدوان همجي بربري على ابناء الشعب اليمني هو وحثالة من اعداء الوطن واعداء الله من مختلف الدول .
وبالرغم من أن لدى اليمن الإمكانات لتصبح دولة إقليمية كبرى، لكن نجد أنها وبعد ست سنوات من الربيع العبري مقروناً بعدوان بربري غاشم ارادوا ان تحكمها مصالح القوى الخارجية المتصارعة فيما بينها والطامحة للنفوذ في الأرض اليمنية، وذلك بسبب الآتي:
- موقع اليمن الجيو-استراتيجي المُطل على خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر، وكلها ممرات دولية تؤثر على الأمن العالمي وليس الإقليمي فقط، في حال حصل بها اضطرابات.
- اليمن ملاصقة لبحيرات النفط في الخليج، وتعتبر بوابة شرق أفريقيا.. الأمر الذي جعلها (أي اليمن) تدخل ضمن المصالح الحيوية لأي دولة كبرى.
الكثيرون سقطوا في فخ ما تم تصويره لهم على أن الصراع هو بين حكم ومعارضة أي صراع على كرسي ومنصب وسلطة فالتصوير خاطئ.. الصراع هو صراع بين الوطن وأعدائه، بين الشعب والقتلة المجرمين.. بين المواطن وخبزه ومائه ودفئه ومن يحرمه من كل ذلك.. بين حالة الأمان التي كنا ننعم بها وبين بث الخوف والذعر في النفوس..
قتلوا المدنيين والأبرياء ليطفئوا بذلك النور والضياء في بلدنا.. إغتالوا الكفاءات والعقول ليعمموا جهلهم على الشعب.. خربوا البنية التحتية التي بنيت بأموال الشعب لتتغلغل المعاناة في حياتنا.. حرموا الأطفال من مدارسهم ليخربوا مستقبل البلاد ويعبروا عن جاهليتهم، قطعوا الكهرباء والاتصالات وإمدادات الوقود وتركوا الشيوخ والأطفال يقاسون برد الشتاء دون دواء.. كل هذا تأكيداً على وحشيتهم.. فهل هذا صراع على كرسي ومنصب أم هو صراع بين الوطن وأعدائه..؟ هل هو صراع على سلطة أم هو انتقام من الشعب الذي لم يعط أولئك الإرهابيين القتلة الكلمة المفتاح من أجل تفتيت اليمن وتفتيت مجتمعها.. إنهم أعداء الشعب وأعداء الشعب هم أعداء الله، وأعداء الله يُحشرون في النار يوم القيامة..
في البداية أرادوها ثورة مزعومة فثار الشعب عليهم حارماً إياهم من حاضنة شعبية أرادوا فرضها بالمال والإعلام والسلاح خفية وعندما فشلوا انتقلوا إلى المرحلة الثانية فأسقطوا أقنعة "السلمية" وكشفوا الغطاء عن السلاح الذي كانوا يستعملونه منذ البداية خفيةً فرفعوه علناً وبدأوا بمحاولاتهم احتلال مدنٍ لينقضوا كالذئاب من خلالها على باقي المدن.. ضربوا بوحشية وكلما كانوا يضربون كان الشعب الكبير بوعيه وصموده ينبذهم ويكشف زيفهم فقرروا الانتقام من الشعب بعدوانهم الغاشم وبنشر الإرهاب أينما حلوا وفي أي مكان ودون تمييز..
يسمونها ثورة وهي لا علاقة لها بالثورات لا من قريب ولا من بعيداً الثورة بحاجة لمفكرين.. الثورة تبنى على فكر فأين هو المفكر، من يعرف مفكراً.. لهذه الثورة..؟! الثورات بحاجة لقادة، من يعرف من هو قائد هذه الثورة ؟ الثورات تبنى على العلم والفكر لا تبنى على الجهل.. تبنى على دفع البلاد إلى الأمام لا إعادتها قروناً إلى الوراء.. تبنى على تعميم النور على المجتمع لا على قطع الكهرباء عن الناس الثورة ثورة الشعب لا ثورة المستوردين من الخارج لكي يثوروا على الشعب.. الثورة من أجل مصالح الشعب ليست ضد مصالح الشعب.. فبالله عليكم هل هذه ثورة وهل هؤلاء ثوار.. إنهم حفنة من المجرمين..
لكن للأزمة أبعاداً أخرى ليست داخلية فقط، فما يجري بالداخل بات واضحاً لمن يريد الرؤية أما إقليمياً فهناك من يسعى إلى تقسيم اليمن وآخرون يسعون لإضعافها، بعضهما يمد المجرمين بالمال والسلاح والبعض الآخر بالدعم والتدريب دول عدوة بنيت على الاحتلال والعدوان..
لا نستغرب ما قامت وما تقوم به دول جارة جارت على اليمن وشعبها لتضعفه وتهيمن عليه ودول بحثت عن موقع لها في تاريخ لا تمتلكه فكتبته بدماء الأبرياء من الشعب العربي واليمني تحديداً، لكن اليمن وشعبها أقوى وأصلب… ويعدهم بأنه لن يُنسى..
وأما دولياً.. فليس خافياً على أحد أن اليمن كانت وستبقى حرة لا ترضى الخنوع ولا تقبل الوصاية وهذا ما كان يزعج الغرب ولا يزال فأرادوا استغلال أحداث داخلية لإخراج اليمن من المعادلة السياسية للمنطقة لينتهوا من هذه العقدة المزعجة وليضربوا المؤتمر الشعبي العام والجيش وليحولونا إلى تابعين شأننا شأن الكثيرين ممن حولنا..
وليعلم الجميع أننا لم نرفض يوماً الحل السياسي، تبنيناه منذ اليوم الأول عبر دعامته الأساسية المبادرة الخليجية وايضا الحوار ومددنا أيدينا لكل من يحمل مشروعاً سياسياً وطنياً يدفع باليمن إلى الأمام لكن الآن مع من نتحاور مع أصحاب فكر متطرف لا يؤمنون إلا بلغة الدم والقتل والإرهاب مع عصابات تؤتمر من الخارج تتبع للغريب وتنفذ أوامره لعلمه ويقينه أن الحوار سيفشل مخططاته بإضعاف اليمن والانتهاء منها وخاصة بعض الدول الإقليمية التي يعلم مسؤولوها أن خروج اليمن من أزمتها سيقضي عليهم وعلى مستقبلهم السياسي بعد أن غرقوا وأغرقوا شعوبهم بالأكاذيب وصرفوا مقدرات بلدانهم دعماً للإرهاب ولم يعد بمقدورهم تبرير سياساتهم العدوانية وتورطهم في سفك الدماء وقتل الأبرياء.. أم نحاور دمى رسمها الغرب وصنعها وكتب نصوص أدوارها.. عندها الأولى أن نحاور الأصيل لا البديل.. نحاور من شكلها لا من يقوم بتأدية الأدوار المكتوبة له على خشبات المسارح الدولية.. نحاور الرجل لا العبد سنحاور ونمد أيدينا دائماً وأبداً للحوار.. سنحاور كل من خالفنا بالسياسة وكل من ناقضنا بالمواقف دون أن يكون موقفه مبنياً على المساس بالمبادئ والأسس الوطنية.. سنحاور أحزاباً وأفراداً لم تبع وطنها للغريب.. سنحاور من ألقى السلاح لتعود الدماء اليمنية الأصيلة تسري في عروقه وسنكون شركاء حقيقيين مخلصين لكل وطني شريف غيور يعمل من أجل مصلحة اليمن وأمنها واستقلالها..
الوطن ليس لمن أقام فيه فحسب بل لمن دافع عنه ليس لمن نعم بخيراته وتفيأ ظلاله وعندما طلبه لم يجده الوطن هو لأولئك الذين لبوا النداء عندما ناداهم رغم أن كثيراً منهم غبنوا في كثير من المواقع والأحيان لكن عندما انتكس الوطن هبوا على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم قائلين هذا هو وقت العطاء فكان عطاؤهم دون حدود ومنهم من نال شرف الشهادة فأسقطت دماؤهم الربيع المزيف وحمت الشعب من الخداع الذي كاد أن يفعل فعله في البدايات
أسقطت دماؤهم ما سماه الغرب ربيعاً زوراً وبهتاناً وكان ناراً حاقدةً حاولت إحراق كل ما لامسته عبر نار طائفية بغيضة وحقد أعمى وتقسيم مقيت، فما كان ربيعاً إلا لمن رسمه وخطط له وحاول تنفيذه وها هو يفشل، فدماء هؤلاء الشهداء هي من حمت وستحمي الوطن والمنطقة وهي التي ستحمي وحدة أرضنا وتكرس تجانسنا واندماجنا وبنفس الوقت ستطهر مجتمعنا من الغدر والخيانة وتمنع سقوطنا الأخلاقي والإنساني والحضاري لعقود وأجيال وهذا هو الانتصار الأقوى والأهم أن الوطن عندما ينتصر لا ينسى من ضحى من أجله ولأن الوطن حق فسيعطي كل ذي حق حقه..
اليمن ستبقى كما عهدتموها بل وستعود بإذن الله أقوى مما كانت فلا تنازل عن المبادئ ولا تفريط بالحقوق ومن راهن على إضعاف اليمن من الداخل فهو واهم
رغم كل ما خطط لليمن وما فعله القريب قبل الغريب فينا فلم ولن يستطيعوا أن يغيروا ما بأنفسنا لأن ما فيها عظيم وقوي ومتين وعريق فالوطنية تسري في عروقنا واليمن أغلى من كل شيء وما عبرتم عنه من صمود خلال العشر السنوات وايضا تجاه ما يجري من عدوان غاشم يخبر الكون كله أن اليمن عصية على الانهيار وأن شعبها بقيادة المؤتمر الشعبي العام والمخلصين الاوفياء لهذا الوطن عصي على الخنوع والذل، وأن الصمود والتحدي متأصل في خلايا الجسد اليمني نتوارثه جيلاً بعد جيل ..كنا هكذا وسنبقى ويداً بيد ورغم كل الجراح سنسير باليمن ومعها إلى مستقبل أقوى وأكثر إشراقاً.. سنسير إلى الأمام ولن يخيفنا رصاصهم ولن يرهبنا حقدهم لأننا اصحاب حق والله دائماً وأبداً مع الحق.. والنصر لليمن واليمنيين.. والذل والعار لقادة الربيع العبري وثورتهم وحثالاتهم من معاونين ..
❊مسؤول شباب المؤتمر بمحافظة عمران
عضو اللجنة الدائمة
|