رجاء الفضلي - بعد جريمة اختطاف الطالبة الجامعية خولة الحرق التي تعرضت قبل حوالي ثمانية اشهر لعملية سطو وبطش وقتل وتنكيل واستيلاء على ارضيتهم ، وبعد أن نجحت الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة الإنقاذ في تحريرها من ايدي خاطفيها لم نعد نسمع شيئاً حول قضية آل الحرق وكأن الناشطين والحقوقيين والساكنين في مدينة تعز تناسوا هذه القضية التي اطلقوا عليها قضية رأي عام ولم يعد هناك من يذكر بها أو يتابعها.!
أسرة الحرق تعرضت طيلة الأشهر الثمانية الماضية للتهديدات المتتالية ولم يكف القتلة والمعتدون عن ممارساتهم الإجرامية بحق هذه الأسرة التي تعيش في جو من القلق والخوف منذ ارتكاب تلك الجريمة النكراء بحق افرادها.
لا دولة داخل مدينة تعز ولا رأي عام .. ولو كانت هذه القضية قضية رأي عام لما هدأ الشارع عن المطالبات اليومية والمستمرة بضبط الجناة ومحاكمتهم وتنفيذ أقسى عقوبة بحقهم ، ولكن الحاصل أن الشارع نسي أو تناسى القضية.
مازال مرتكبو هذه الجريمة طلقاء، حتى أن جريمة اختطاف خولة الحرق التي ظن الكثير من أبناء المدينة أنها ستدفع الأجهزة الأمنية والضبطية إلى تحريك ملف القضية خاب ظنهم ، وبالتالي تناسوا هم أيضاً أن قضية آل الحرق قضية رأي عام.!
ما تعرضت له أسرة الحرق ستتعرض له أسر أخرى في إطار المدينة ..، وإن لم يستيقظ الشارع العام من سباته واستمر في تناسي هذه القضية، فلينتظر حدوث جريمة أخرى مشابهة بحق أسرة أخرى.
ينبغي على الجماهير الشعبية في مدينة تعز أن تدرك أنه إذا كانت قضية آل الحرق قضية رأي عام فعليها أن تعكس وعيها تجاهها وتكشف عن رؤيتها وثقافتها حولها بكل الصور والأشكال.
قضية الرأي العام تعد من أخطر القضايا إن كان هناك وعي جماهيري وتحرك شعبي واسع حولها ومعها ، وهذا التحرك سيحدث ردة فعل قوية لدى السلطة المسئولة وأجهزتها بشكل عام وخاصة الأمنية والقضائية ، وسيكشف في الوقت نفسه عن مدى استعداد هذه السلطة بأجهزتها المختلفة وجاهزيتها للتعامل معها من عدمه.
ودون ذلك لا رأي عام ولا هم يحزنون .. ولا عزاء لسلطة محلية ميتة أثبتت أنها ليست سوى أداة تغطي على افعال المجرمين وتبرر لهم ما يرتكبونه من انتهاكات بحق تعز وأبنائها.
|