الميثاق نت -

الثلاثاء, 22-فبراير-2022
محمد‮ ‬اللوزي -
لايستطيع الغرب إلا أن يعيش وينمو على حساب نهب الشعوب، واستلابها حقها في العيش الكريم، وعلى الطغيان والهيمنة.. لايتعظ ولا يستفيد من تجاربه في صناعة الحروب والدمار.. حربان عالميتان خاضها وعشرات الملايين من البشر قُتلوا، ومع ذلك يبقى الغرب وكر شر وداعية حقوق إنسان وحريات مزورة، وباسم هذالشعار يتدخل في مناطق من العالم وفق سياسة (برجماتية)، يسقط الشعار وقتما يريد ويرفعه وقت الحاجة إليه.. الغرب صانع استبداد، ويسيئ الى البشرية قاطبة، ويحرص على أن ينمو من خلال نهب ثروات ومقدرات شعوب في افريقيا، كما في آسيا، كما في امريكا اللاتينية. اليوم يتحدث عن سيادة(اوكرانيا) والزحف إليها برضاها، والقبول بها في (الناتو) لكنه ينسى سيادة (بنما) حين غزتها أمريكا وهي دولة ذات سيادة وتم اعتقال رئيسها، ويغض الطرف عما ألحقه من أذى وفوضى في افغانستان، والانسحاب المفاجيء ليخلف وراءه الانهيار الكبير.. الغرب اليوم يتذاكى ويتباكى على سيادة الشعب الاوكراني، لكنه يعمل على ان يهدد روسيا في عقر دارها باحتوائه سيادة أوكرانيا،. من وراء الاطلسي تأتي امريكا تزعزع أمن واستقرار شعوب بتحالفات قذرة وسوء نوايا وتخلف من الرعب والقهر والمآسي للشعوب مايعجز عن وصفه الواصفون.. الغرب (الأوروامريكي) يهدد (روسيا) بعقوبات غير عادية وربما يقع في شر هذه العقوبات، وينهي وجوده بفعل اختباراته الصعبة لأعصاب الدب الروسي الذي لن يترنح، ويعرف جيداً كيف يدير حرب اللعب على الأعصاب حتى اقصاها، وليس أمام الاوروأمريكي سوى الانكفاء على ذاته أو التمادي فيلحق بنفسه والعالم الاذى الكبير.. روسيا تدرك جيداً قدراتها وقدرات الاورو امريكي، وتريد ان تضع حداً للهيمنة، ولتعلن عن نفسها بأنها قطب آخر له حضوره وقوته وقراراته وقدرته على أن يحقق تطلعاته كأمبراطورية تمتلك قوة جبارة وماحقة وساحقة، فيما لو أعلنت عن وجودها وأطلقت صفارة البدء بمحق ومحو (الناتو) ومن معه.. الغرب اليوم يعيش التخبط، وسياسة التراجع والاشتراطات التي كان يفرضها ولايقبل بغيرها،نراه اليوم يتحول الى مملى عليه، وليس بمقدوره الا الإصغاء أو مالايبقي ولايذر وهو الخاسر الأول.. (روسيا) اليوم ومعها (التنين الصيني) قوة ضاربة عسكرياً واقتصادياً أمام الأوروأمريكي الانتهازي، الذي دمر القيم الإنسانية بسياسته الاستعمارية (الكولونيالية) التي لاتتورع عن امتصاص ثروات الشعوب والعيش على الأطراف، والرفاهية مقابل الفقر لدول العالم ثالثية.. يبدو أن روسيا والصين سيلقنان الغرب دروساً حقيقية في الاخلاق، وكيفية احترام الشعوب وسيادتها واستقرارها.. نحن أمام مفترق طرق وبداية عالم متعدد الاقطاب وقوى تبرز على انقاض قوى اخرى، وتحالفات جديدة لمواجهة طغيان الهيمنة الاورو امريكية.. لعل (أوكرانيا) مفتتح الجديد على‮ ‬العالم‮ ‬لعلها‮ ‬باكورة‮ ‬انتاج‮ ‬عالم‮ ‬خالٍ‮ ‬من‮ ‬الاستبداد‮ ‬الاورو‮ ‬امريكي‮ ‬بصناعة‮ ‬روسية‮ ‬صينية‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62030.htm