الميثاق نت -

الثلاثاء, 08-مارس-2022
طه‮ ‬العامري -
كراقصات (التعري) أو راقصة (الاستبليتيز) بدت واشنطن وحلفاؤها الاوروبون أمام روسيا والازمة الاوكرانية، وقد انعكست مواقفهم على نظام كييف ورئيسه الذي يبدو وكأنه مهرج في سيرك او ممثل بلياتشو محترف فعلاً وهو أبعد ما يكون رئيساً لدولة او يحمل شخصية رئيس لدولة كأوكرانيا‮..‬؟‮!! ‬
بيد ان روسيا الاتحادية استطاعت وخلال بضعة أيام فقط ان تكشف حقيقة امريكا والغرب الاوروبي وتسقط عن وجوههم القبيحة كل أقنعة الزيف التي درجوا على التشدق بها لعقود عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي إلى آخر الشعارات التي أتحفتنا بها أمريكا والمنظومة الغربية التي لم يصدقها عاقل يوماً ما لأن فلسطين كافٍ لكل ذو بصر وبصيرة وصاحب عقل كي يعرف حقيقة امريكا والغرب، غير ان البعض لم يستوعب هذه الحقيقة ولم ياخذ فلسطين كنموذج صارخ كافٍ لدحض كل مزاعم امريكا والغرب والتي تؤكد انحطاط امريكا والغرب، قبل ما تسقط روسيا‮ ‬الاقنعة‮ ‬لتؤكد‮ ‬لكل‮ ‬الدنيا‮ ‬صحة‮ ‬رؤيتنا‮ ‬وقناعتنا‮ ‬بمواقف‮ ‬وسياسة‮ ‬المنظومة‮ ‬الإمبريالية‮ ‬في‮ ‬امريكا‮ ‬والغرب‮ ‬دون‮ ‬استثناء‮.. ‬
المتابع لرد الفعل الامريكي والغربي على عملية روسيا في إقليم الدونباس وسيل العقوبات الخرافية وغير المسبوقة التي اُتخذت ضد روسيا الاتحادية والتي وصلت حد طرد طلاب روس يدرسون في الجامعات الامريكية والاوروبية من جامعاتهم وحرمانهم من التحصيل العلمي، وطرد ابناء الجاليات الروسية من مدارسهم في بعض دول اوروبا وكذا اغلاق قنوات الإعلام الروسية مثل روسيا اليوم وسبيتونيك وحظر الاجواء الامريكية والاوروبية امام الطيران الروسي وحرمان الفرق الرياضية الروسية بكل مجالاتها من المشاركات الرياضية وحرمانهم من تمثيل دولتهم، بل وبلغت الوقاحة والانحطاط بحكومة ايطاليا التي ردت الجميل فعلاً لروسيا التي وقفت معها في ازمة كورونا وارسلت جيشها يكافح الوباء لإنقاذ الشعب الايطالي، هذه الايطالية اوقفت تدريس منهج الروائي والاديب ديستوفيسكي في جامعاتها..؟!!
كل هذه الاجراءات غير المسبوقة تدل على حالة جنونية وهيستيرية وعنصرية مقيتة تميزت بها انظمة اوروبا التابعة للإمبريالية الانجلو ساكسونية المتمثلة بدولتي بريطانيا وامريكا وهما النظامان الاستعماريان اللذان فرضا سياستيهما على العالم المرتهن لهما المنفذ لسياساتهما الاستعمارية، حتى بدا لي ان الرئيس فلاديمير بوتين مطالب ليس بتخليص روسيا الاتحادية والشعب الاوكراني من نظام النازيين الجدد في كييف بل هو مطالب من اجل الإنسانية ان يخلص الشعوب الغربية والشعب الامريكي من الكارتل النازي الذي يحكمهم ويتحكم بمصيرهم..!!
لقد كشفت عملية حماية الدونباس مدى انحطاط وكذب ووقاحة وبشاعة قادة امريكا واوروبا ومهرجهم الذي نصبوه رئيساً على الشعب الاوكراني الذي لا اعتقد انه يفرق بين دوره كرئيس لجمهورية اوكرانيا ودوره كممثل في فيلم من افلام هيوليود..؟!
وبين خطاب الكرملين ومواقفهم وطلباتهم وتصريحاتهم المعلنة لجميع سكان العالم الذين يتابعون الاحداث قبل واثناء العملية العسكرية ومواقف الاطراف الاخرى المعنية في امريكا والغرب والنظام الاوكراني نجد ان الاطراف تتعامل مع الامر وكأنهم في لعبة اتاري او في مسرحية تراجيدية‮ ‬وليس‮ ‬في‮ ‬حالة‮ ‬مواجهة‮ ‬عسكرية‮ ‬قد‮ ‬تقود‮ ‬الى‮ ‬دمار‮ ‬العالم‮ ‬حسب‮ ‬آخر‮ ‬تصريح‮ ‬لوزير‮ ‬الخارجية‮ ‬الروسية‮ ‬سيرجي‮ ‬لافروف‮ ‬الذي‮ ‬قال‮ ‬ان‮ ‬نشبت‮ ‬المواجهة‮ ‬ستكون‮ ‬مواجهة‮ ‬نووية‮ ‬مدمرة‮.. ‬
ومع ذلك يؤكد الغرب وامريكا والناتو ان لا حرب لهم مع روسيا ولن يواجهوا روسبا عسكريا ومع ذلك يسارعون إلى تزويد نظام وعصابات النازيين بالاسلحة الفتاكة ومحاولة اطالة امد الحرب بطريقة تبدو فيها امريكا وكأنها تريد ليس التضحية بدميتها في كييف بل وبأنظمة وشعوب اوروبا وكل هذا بدافع الحقد والغيرة من النجاح الروسي المضطرد وتقدم روسيا الاتحادية بزعامة قائدها الاسطورة الرئيس فلاديمير بوتين الذي اعاد لروسيا شعباً وقيادة وقدرة وقدرات اعتبارهما ومكانتهما على الخارطة الكونية كقطب ردع نووي له الحق في النفوذ الجيوسياسي والجيوبولوتيكي‮ ‬كند‮ ‬لامريكا‮ ‬وليس‮ ‬تابعاً‮ ‬لها‮ ‬او‮ ‬رهينة‮ ‬بيد‮ ‬أزلامها‮ ‬وحلفائها‮ ‬الذين‮ ‬يفتقدون‮ ‬سيادتهم‮ ‬وقرارهم‮ ‬وخاضعون‮ ‬بالمطلق‮ ‬لسيادة‮ ‬وإرادة‮ ‬امريكا‮..!! ‬
الفضيحة التي وقع فيها الغرب وامريكا لم تقف عند نطاق سلوكهم الانحطاطي والهمجي بل بلغ الامم المتحدة ومجلس امنها ومجلس حقوق الإنسان التابع لها والذين ظهروا جميعاً وكأنهم ادوات بيد امريكا زعيمة الإمبريالية المتوحشة التي تدار بواسطة الكذب والتضليل والهيمنة الفضفاضة، والمصيبة ان الغرب وهو يقوم بكل هذه الحماقات ضد روسيا لا يزال يتدفأ بالغاز الروسي الذي لم تقطعه روسيا وهي قادرة وغير محتاجة لبيعهم الغاز ولكنها دولة ذات سيادة ولديها منظومة من القيم والاخلاقيات ليست لدى الغرب وامريكا، فروسيا لا ترى الغاز سلاحاً وان كانت‮ ‬تدرك‮ ‬قيمته‮ ‬ودوره‮ ‬وتأثيره‮ ‬في‮ ‬المعادلة‮ ‬الراهنة‮ ‬ولكنها‮ ‬لم‮ ‬تقدِم‮ ‬على‮ ‬قطعه‮ ‬مع‮ ‬انها‮ ‬قادرة،‮ ‬وقادرة‮ ‬على‮ ‬تسويقه‮ ‬في‮ ‬اسواق‮ ‬اخرى‮.. ‬
لكن‮ ‬وإذا‮ ‬كنا‮ ‬ندرك‮ ‬مواقف‮ ‬دول‮ ‬الغرب‮ ‬فإن‮ ‬ما‮ ‬نجهله‮ ‬هو‮ ‬مواقف‮ ‬بعض‮ ‬الدول‮ ‬العربية‮ ‬والافريقية‮ ‬والعالمثالثية،‮ ‬وهل‮ ‬ستبقى‮ ‬مرتهنة‮ ‬داخل‮ ‬الاسطبل‮ ‬الامريكي‮ ‬والانجلوساكسوني‮..‬؟‮! ‬

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 17-يوليو-2024 الساعة: 10:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62083.htm