راسل القرشي - أيُّ هُراءٍ هذا الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية، وكأن هذا العالم بدوله كلها مُفصَّلٌ على مقاسها وحدَها؟!
حتى الرياضة أقحموها في السياسة؛ عليهم غضب الله..
تتذكرون كيف عاقبت الفيفا اللاعب المصري أبو تريكة عندما ارتدى قميصاً مُكتوباً عليه تضامننا مع غزةَ في العام 2008م.
قامت الفيفا بمُعاقبته بحجّة لا مكان للسياسة في كرة القدم، وتحييد كرة القدم عن السياسة، واليوم تحشر هذه "الفيفا" ومعها الاتحاد الأوروبي نفسيهما في الصراع السياسي الدائر بين روسيا وأوكرانيا، ويقرران حظر الأندية والمنتخبات الروسية من المشاركة في المنافسات الدولية، وهذا يعني اخراج المنتخب الروسي من التصفيات المؤهلة لمونديال 2022م.!!
كل ذلك تنفيذاً لتوجيهات سياسية صدرت من الإدارة الأمريكية والدول الأوروبية .
لقد كشفوا عن عُنصريتهم وقُبحهم ووقاحتهم، وأكدوا لدول العالم كلها أنهم هم وحدَهم في هذا العالم يقررون ما يشاؤون وفقاً لسياساتهم منزوعة القيم والأخلاق!!
تباً لهم ولسياساتهم وتوجهاتهم التي لا تحترم القوانين الدولية وتخلط كل شيء بالسياسة ، والغريب أنهم يتباكون اليوم على "القانون الدولي"..
كل هذا الخلط القبيح؛ لأن روسيا طرف رئيسي في هذا الصراع، لأنها تبحث عن ضمانات حقيقية لأمنها القومي .. لأنها ترفض هذا المد الأمريكي الأوروبي على حدودها، وتؤكد أن أمنها خط أحمر لا يمكن تجاوزه..
ولأن روسيا العدو التاريخي للإدارة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين ؛ فإما أن تستجيب لتوجهاتهم وتدفعهم لخنقها، وإلا فهي عدوهم، وهم مَن يقرر عزلها عن العالم ككل.!!
حتى كرة القدم يا أوغاااااد لم تسلم من توجهاتكم السياسية القذرة وطموحاتكم الرّعناء.
ينبغي لكل اتحادات كرة القدم في الدول الأخرى البعيدة عن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية - إن كانت تحترم نفسها وتؤكد تسلحها بالقيم والأخلاق - أن ترفض هذا القرار وتعلن من جانبها عدمَ المُشاركة في أيّ فعاليات رياضية عالمية، وفي مقدمتها بطولة كأس العالم إن لم يتم تراجع الفيفا والاتحاد الأوروبي عن قرارهما وإبعاد الرياضة عن السياسة.
على الفيفا التي تحولت إلى منصة سياسية تابعة للإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي أن تكون عند مستوى مسئولياتها .. وكما فعل مع أبو تريكة عليها أن تفعل اليوم، وتقول لكهنة السياسة وسدنتها " لا مكان للسياسة في عالم كرة القدم".
ويقيناً إن لم نسمع رفضاً من اتحادات كرة القدم والألعاب الرياضية الأخرى لقرار "الفيفا" و"اليويفا" والمطالبة بإلغائه فهذا يعني أن العالم كله بلا قيم وبلا أخلاق ..، وأن هذا العالم لم يعد عالمنا .
والسّلام
|