الميثاق نت -

الإثنين, 07-مارس-2022
‮ ‬مطهر‮ ‬تقي‮ ‬ -
بعد 60 عاماً يصل العالم إلى حافة الهاوية للمرة الثانية، ففي عام 1962م أمر الرئيس الأمريكي جون كينيدي بنصب صواريخه النووية ضد الاتحاد السوفييتي بقيادة خورتو شوف الذي نصب صواريخه النووية في كوبا، واليوم يطلب الرئيس بوتين من قواته النووية أن تكون على أهبة الاستعداد‮ ‬رداً‮ ‬على‮ ‬تصريح‮ ‬قيادة‮ ‬حلف‮ ‬الناتو‮ ‬من‮ ‬لندن‮ ‬وبرلين‮ ‬الاستفزازية‮ ‬بدخول‮ ‬الناتو‮ ‬في‮ ‬حرب‮ ‬مع‮ ‬روسيا‮ ‬في‮ ‬أوكرانيا‮.‬
وهكذا‮ ‬يهدد‮ ‬العالم‮ ‬بالفناء‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬الدولتين‮ ‬العظميين‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬تنفيذاً‮ ‬لمصالحهما‮ ‬وأمنهما‮ ‬وأصبحت‮ ‬حياة‮ ‬البشرية‮ ‬بأجمعها‮ ‬تحت‮ ‬رحمة‮ ‬ضغطة‮ ‬للز‮ ‬النووي‮.. ‬
وحكاية هذا التوتر الخطير الذي انتهي فصله الأخير يوم الخميس الماضي بدخول القوات الروسية إلى الأراضي الأوكرانية حماية للأمن الروسي بعد مؤشرات قوية بانضمام اوكرانيا إلي حلف الناتو ووصول صواريخه النووية إليها وهي أقرب من حبل الوريد للحياة بالنسبة لروسيا فأوكرانيا هي خاصرة لروسيا ولن تتمكن من الرد على اي ضربة نووية تنطلق ضدها أوكرانيا، وقد حاولت روسيا طيلة سبع سنوات من تحاشي اي صدام مع أوكرانيا ورئيسها المغامر الذي طلب أكثر من مرة دخول بلاده حلف الناتو ووضع صواريخ نووية فيها .... وعلى إثر ذلك وقف العالم الغربي بكل قواه وإمكاناته الاقتصادية ضد روسيا وكذلك قام بتزويد أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة ويقوم في نفس الوقت باتهامه روسيا بجملة من الاتهامات منها عدم احترام القانون الدولي باحتلالها بلداً مستقلاً عضواً في الامم المتحدة وباستخدامه حق الفيتو ضد قرار صاغته امريكا في مجلس الأمن وان روسيا لا تحترم حقوق الإنسان وبلد غير ديمقراطي .. ونسي أن أمريكا هي أكثر من غزا دول العالم ابتداء من فيتنام مروراً بالسلفادور وبنما وأخيراً بغزوها العراق وتواجد قواتها اليوم في سوريا بدون موافقة منها، ونسي أولئك أن أمريكا أكثر الدول الخمس في مجلس‮ ‬الأمن‮ ‬استخداماً‮ ‬لحق‮ ‬الفيتو‮ ‬خصوصاً‮ ‬أمام‮ ‬تلك‮ ‬القرارات‮ ‬ضد‮ ‬إسرائيل‮. ‬
انني هنا لا أدافع عن روسيا ولكني أحاول أن اذكر كل القنوات الإعلامية العربية التي تصفق دائما لأمريكا ويعتلي المحللون العرب شاشاتها وكأنهم موظفون لدى الحكومات الغربية، وطبيعتهم الكذب على التاريخ بما في ذلك الكذب على تاريخ بلدانهم العربية التي عانت الكثير من أمريكا والغرب وتاريخ استعماره لبلدانهم، والمنطق يحتم عليهم أن يكونوا على الحياد ويحللوا تحليلاً منطقياً مبنياً على الحقائق فليس لهم ناقة من روسيا ولاجمل من أمريكا المهيمنة على الغرب ومن صنعت القاعدة ومن بعدها داعش تعبثان في البلدان العربية والإسلامية قتلاً‮ ‬وإرهاباً‮. ‬
والمؤكد وحسب مجريات الأحداث أن أمريكا والغرب كانوا قد اعدوا خطة لحصار روسيا من أوكرانيا وتهديد أمنها، وكان التحرك الروسي هو ضرورة لإفشال تلك الخطة فقامت قيامة الغرب ومازالت قائمة ضد روسيا الي زمن لا نعرف نهايته ولا نعرف مصير العالم الذي انقسم ابتداء من يوم الخميس الماضي إلى قطبين وسرعان ما سيظهر القطب الثالث وهو الصين ليحمي نفسه من محاولة امريكا والغرب من تحجيم دوره الاقتصادي والصناعي، ووسط هذا القلق المريع على مصير العالم فشر البلية ما يضحك فقد اعلنت جماعة من داعش تتواجد في سوريا أنها على استعداد أن تشارك‮ ‬الشعب‮ ‬الأوكراني‮ ‬ضد‮ ‬الغزو‮ ‬الروسي‮..‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 17-يوليو-2024 الساعة: 10:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62097.htm