الميثاق نت -

الأربعاء, 16-مارس-2022
استطلاع‮ / ‬عبدالرحمن‮ ‬الشيباني -
تواصل سلطة هادي تفريطها بالسيادة الوطنية وتقديم المزيد من التنازلات للغازي المحتل وادواته ممثلاً بالسعودية والإمارات من اجل بقائها في السلطة فلا غرابة ان نراها اليوم تتاجر بمقدرات البلد وتستبيح ثرواته التي هي ملك الشعب وهو صاحب الحق الأول بها، وتقوم بعقد صفقات مذلة ومهينة التى كان من المفترض أن تستغل على النحو الأمثل من اجل التخفيف من معاناة الناس ورفع مستوى معيشتهم الصعبة خصوصاً ونحن على أعتاب العام الثامن من الحصار والعدوان على الشعب اليمني.
يتعرض الشعب اليمنى اليوم لعملية نصب واحتيال هي الأكبر في التاريخ تُمارس ضد دولة وشعب بأكمله، حيث تسعى الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا عبر شركتي هنت وتوتال إلى استئناف الغاز اليمني المستخرج من صافر والذي كان يتم تصدير عبر منشأة بلحاف الغازية على سواحل محافظة شبوة بهدف تعويض أوروبا عن الغاز المستورد من روسيا ودفع دول الاتحاد الأوروبي لتقليل الكمية المستوردة من روسيا لزيادة الضغط الاقتصادي عليها ولكن على حساب الثروة اليمنية الغازية التي تُريد واشنطن وباريس نهب الغاز اليمني وإعادة تصديره بالسعر القديم الذي تضمنه عقد اتفاقية تطوير الغاز اليمني بين المشغلين الأجانب (توتال وهنت وشركاؤهما) من جهة والنظام السابق فى العام 1997، حيث يبلغ السعر القديم 3 دولارات للمليون وحدة حرارية بينما اليوم وصل سعر المليون وحدة حرارية في السوق العالمية للغاز إلى 45 دولاراً، أي أن فرنسا وأمريكا تسعيان لنهب 42 دولاراً من اليمن عن كل مليون وحدة حرارية إضافة لحصتهما كمشغلين أجانب من الـ3 دولاراً المحددة كسعر للبيع، سيباغ الغاز اليمني من جديد ولن يحصل اليمن إلا على 1 دولار فقط عن كل مليون وحدة حرارية بينما الدولاران الآخران سيوزَّعان على المشغل‮ ‬الأجنبي‮ ‬وشركائه‮ ‬الأجانب‮ ‬والمحليين‮ ‬ولا‮ ‬يعود‮ ‬لخزينة‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬إلا‮ ‬1‮ ‬دولار‮.‬

ثروة‮ ‬مجتمعية‮ ‬
الخبير المالي والاقتصادي الاستاذ /احمد حجر قال إن الجميع يعرف أن الثروات الطبيعية تمثل حسب الأدبيات الاقتصادية ثروة مجتمعية لكل الأجيال كونها نافذة ومورداً اقتصادياً ولا يستطيع أحد تعويضها ولذلك يجب استغلالها بصورة رشيدة من خلال إستخدام عائداتها في بناء قاعدة إنتاجية وطنية تستطيع تحقيق نمو مستديم يرتكز على شروط ومتطلبات وأسس تنمية حقيقية ومستديمة تكفل حياة كريمة للأجيال القادمة وليس استغلالها استهلاكياً أو مشاريع تجميعية أو مظهرية أو لخدمة اقتصاد دول اخرى أو خدمة نظام سياسي أو فئة محددة .."واعتبر حجر أن ذلك جريمة بحق الشعب والمجتمع حاضراً ومستقبلاًِ بكل المعايير الدينية والأخلاقية والإنسانية والاقتصادية وكون استغلال النفط والغاز اليمني سيكون بهدف معالجة أزمة الدول الاستعمارية وبالأخص في ظل وقوع مناطق هذه الثروة والقائمين عليها تحت سيطرة دول العدوان فهذا ماسيجعل‮ ‬جميع‮ ‬عائداتها‮ ‬يذهب‮ ‬لمافيا‮ ‬الفساد‮ ‬في‮ ‬حكومة‮ ‬العملاء‮ ‬وفي‮ ‬دول‮ ‬العدوان‮.‬

منطقة‮ ‬صراع‮ ‬
مشيراً الى أن ذلك يفقد الاقتصاد أهم ثرواته ومقومات تنميته مستقبلاً هذا إلى جانب أن غياب سلطة وطنية للإشراف على استغلال هذه الثروة سيجعل دول العدوان تستنفذها بأسرع وقت ممكن دون مراعاة لأي شروط فنية أو اقتصادية ماقد يترتب عليه أضرار اقتصادية وبيئية واجتماعية ونحوها هذا من ناحية ومن ناحية أخرى دخول اليمن معترك الصراع القائم بين روسيا ودول الاستعمار بل وايجاد منظومة فساد محلية ودولية واسعة ونشره في مختلف مرافق الدولة وعلى كل المستويات وهذا سيكون له انعكاساته الخطيرة ليس على التنمية الاقتصادية والاجتماعية علي المدى‮ ‬المتوسط‮ ‬والطويل‮ ‬فحسب‮ ‬بل‮ ‬علي‮ ‬حرية‮ ‬واستقلال‮ ‬البلد‮ ‬وعلاقته‮ ‬الخارجية‮ ‬أيضاً‮ .. ‬
وأنهى حجر حديثه بالقول: " أحد أهم مصادر تمويل المشاريع التنموية وبالأخص الاستراتيجية وعلى وجه الخصوص التمويل الأجنبي وكذا حرمان الاقتصاد من توفير فرص عمل ودخل مستديم للمواطنين وأخيراً حرمان الاقتصاد من فرص إنشاء وتطوير العديد من المشاريع الإنتاجية والخدمية‮ ‬المرتبطة‮ ‬بمشاريع‮ ‬قطاع‮ ‬النفط‮ ‬والغاز‮..‬
سياسيون‮ ‬واقتصاديون‮ ‬عبروا‮ ‬عن‮ ‬المدى‮ ‬الذي‮ ‬وصلت‮ ‬إليه‮ ‬حكومة‮ ‬ما‮ ‬تُسمى‮ ‬بالشرعية‮ ‬من‮ ‬الانبطاح،‮ ‬معتبرين‮ ‬أن‮ ‬ما‮ ‬تقوم‮ ‬به‮ ‬سلطة‮ ‬هادي‮ ‬خيانة‮ ‬عظمى‮..‬

إسقاط‮ ‬الحق‮ ‬
الصحفي والخبير الاقتصادي، رشيد الحداد أكد أن الاهتمام الأمريكي بإعادة إنتاج الغاز اليمني من قطاع 18 النفطي بصافر كبير، وتعكس زيارة المبعوث الأمريكي، تيم ليندر كينيغ، إلى شبوة وتعمده عقد اجتماع داخل منشاة بلحاف الغازية، رسالة بأن امريكا وفرنسا عازمتان على نهب الغاز اليمني البالغ 10.2تريليون قدم مكعب، وأشار الحداد إلى أن شركة توتال وشركاءها الأمريكيين أسقطوا الحق السيادي اليمني على منابع النفط في هذا القطاع الغني ولا تزال امريكا عبر شركة هنت التي انتهى عقدها في اليمن في فبراير 2005، تسيطر على منابع الغاز في القطاع 18، وهذا يدل على أن الغاز اليمني تعرض للنهب المنظم من قبل توتال وهنت واكسن الأمريكيية خلال سنوات ماقبل العدوان، وكشف الحداد أن شركة توتال أخفت على اليمن 2تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي ولم تبلغ الجانب اليمني بذلك كون حكومات اليمن السابقة باعت الغاز‮ ‬وكانت‮ ‬تتبع‮ ‬السفارات‮ ‬وتحكم‮ ‬وفق‮ ‬مصالح‮ ‬السفارات‮ ‬وليس‮ ‬وفق‮ ‬مصالح‮ ‬اليمن‮. ‬
منوّهاً إلى أن امريكا تتعامل مع القطاع 18 النفطي في قطاع صافر النفطي على أنه ارض أمريكية وليس يمنية وتقوم شركة توتال بنهب الغاز بكميات تفوق اتفاق تطوير الغاز الذي حدد عملية الإنتاج السنوي بـ5.2مليون طن، فقامت عام 2014م برفع الإنتاج بمقدار 3ملايين طن بعد أن‮ ‬قامت‮ ‬بإبرام‮ ‬صفقة‮ ‬سرية‮ ‬مع‮ ‬الإصلاح‮ ‬وذلك‮ ‬في‮ ‬أعقاب‮ ‬حملة‮ ‬إعلامية‮ ‬مناهضة‮ ‬لاتفاق‮ ‬بيع‮ ‬الغاز‮ ‬بأسعار‮ ‬زهيدة‮. ‬
وأوضح الحداد أن الأمريكيين والفرنسيين يسعون لسحب كميات كبرى من الغاز اليمني لسد احتياج الأسواق الأوروبية في ظل مساعي امريكا للبحث عن بدائل عن الغاز الروسي الذي يغذي احتياجات الأسواق الأوروبية بمعدل ٤٤٪.
لافتاً إلى أن خبراء النفط أكدوا أن أي استئناف لإنتاج الغاز حالياّ سيضرب القطاع النفطي بشكل كلي في صافر. وأشاروا إلى أن الغاز اليمني اليوم يتعرض لمؤامرة خطيرة سوف تفقد اليمن أهم مكامن قوتها كون الاحتياطات الغازية اليمنية اليوم اصبحت ثروة وبات كل مليون وحدة حرارية تباع بأسعار تصل بين ٤٦ و49 دولاراً في الأسواق العالمية، بينما الشركات الأجنبية ترفض تعديل الاسعار التعاقدية. التي وقعت مع الحكومات السابقة عام 1997. بسعر 3دولارات. ووفقاً للمصادر فإن مايحدث يعد سرقة منظمة لثروات اليمن فاجمالي ماتم تصديره من الغاز المسال خلال سنوات ماقبل العدوان يصل إلى 35 مليون طن كان نصيب شركة توتال وشركائها الأمريكيين 18.5مليار دولار بينما لم تتجاوز عائدات اليمن الـ1.1مليار دولار وفي نفس الوقت قدمت غاز بترولي لتوتال بقيمة 2.7مليار دولار.

رأى‮ ‬عام‮ ‬
وأوضح الحداد أن قيمة الغاز اليمني اليوم يصل إلى قرابة نصف تريليون دولار وهي ثروة كبيرة يتوجب على اليمنيين الحفاظ عليها. كون اليمن لو حصدت 30٪ فقط من مبيعات 10تريليونات قدم مكعب من الغاز وهو احتياطي القطاع 18 النفطي الحالي سوف تصل عائداتها إلى أكثر من 150 مليار دولار في أدنى الحدود.. واشار إلى أن أي مساعٍ لاستئناف إنتاج الغاز وبيعه بالاسعار التعاقدية السابقة التي لاتتجاوز عائدات اليمن من كل طن يباع 29 دولاراً حتى وإن بلغ سعر الطن 3000دولار في الأسواق الدولية فإنه جريمة بحق الشعب اليمني الذي يتضور جوعاً.. ودعا الحداد كل احرار اليمن إلى تشكيل رأي عام ضاغط لوقف نهب الغاز اليمني، مؤكداً على ضرورة تعديل اتفاقيات بيع الغاز بأي حال من الأحوال واعتبر إستئناف انتاج وتصدير الغاز اليمني بسعر 3 دولارات كما تم بيعه في عام 97م، بينما بلغ سعره 49 دولاراً في الأسواق العالمية‮ ‬يعد‮ ‬مرفوضاً‮ ‬وعلى‮ ‬اليمنيين‮ ‬أن‮ ‬يوقفوا‮ ‬هذا‮ ‬النهب‮ ‬المنظم‮ ‬لثرواتهم‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬امريكا‮ ‬وفرنسا‮..‬

خيانة‮ ‬كبرى‮ ‬
د.عادل الحوشبي أشار فى بداية حديثه إلى أن هذا الحدث المتمثل بتمكين الامريكان من مقدرات الشعب اليمني الغازية والنفطية ليس خيانة فقط يقوم بها الدنبوع والنافذون بحكومة الفنادق بل يثبت طاعتهم العمياء لمشغليهم وانصياعهم التام لأوامر وتوجيهات أعداء الأمة ضد مصالح‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮..‬
واعتبر الحوشبي ان ما يقوم به هادي خيانة وجريمة كبرى ومن ناحية اخرى تثبت ان النفط والغاز اليمني المسال يعمل لهما ألف حساب اكبر مما نتصور نحن اليمنيين حيث انهما قد دخلا المعادلة العالمية للتجارة وأمن الطاقة، وهو بمثابة الاحتياطي الاستراتيجي لدول الاستكبار العالمي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وغيرها من الدول الغربية المشاركة في العدوان على اليمن بشكل مباشر او غير مباشر، تستخدمه وقت الضرورة وهو متاح لها دائماً، بوجود سلطة مثل حكومة الفنادق وبغض النظر عن كونه ملكاً للشعب اليمني بأسره، من ناحية اخرى نجد ان تفقد تيم ليندركنج وبعض القيادات العسكرية الامريكية للمنشآت الغازية في شبوة للتأكد من جهوزيتها للتصدير بوتيرة أعلى لتعويض بعض النقص الحادث في قطع الامدادات الغازية من روسيا الى اوروبا، ولو ان تكلفة نقل الغاز اليمني الى اوروبا ستكون عالية الا ان الثمن البخس للغاز‮ ‬اليمني‮ ‬الذي‮ ‬يكاد‮ ‬يكون‮ ‬مجانياً‮ ‬سيعوض‮ ‬ارتفاع‮ ‬التكلفة‮ ‬في‮ ‬نقله‮ ‬الى‮ ‬اوروبا‮.‬
ثمن‮ ‬بخس‮ ‬
ووصف الحوشبي زيارة (ليندركنج) بأنها خارج اختصاصه وعمله وانتهاك سافر للسيادة وقال متابعا : "تأتي هذه الزيارة للمبعوث الامريكي الى اليمن خارج نطاق عمله كمبعوث لحل القضية اليمنية وانتهاكاً سافراً للسيادة اليمنية، وهي مقدمات لتنظيم عملية نهب وسرقة ثروات وموارد‮ ‬ومقدرات‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬بشكل‮ ‬مكثف‮ ‬الى‮ ‬اوروبا‮ ‬بتنسيق‮ ‬وتسهيل‮ ‬من‮ ‬حكومة‮ ‬الفنادق‮ ‬وسلطة‮ ‬هادي،‮ ‬اي‮ ‬ان‮ ‬سلطة‮ ‬هادي‮ ‬تعمل‮ ‬ك‮"‬شاقي‮" ‬لدى‮ ‬الامريكان‮..‬
وانهى د.الحوشبي حديثه قائلا " ان استحواذ امريكا على الغاز اليمني قد جرى منذ أمد بعيد، حين تم التوقيع على اتفاقيات شرائه بثمن بخس، في حين ان دور حكومة هادي يقتصر فقط على حراسة منشآته، وبالتالي فالفرصة قد سنحت الآن لأمريكا واوروبا لتعويض ما ستخسره من الغاز الروسي‮ ‬بإمدادات‮ ‬من‮ ‬الغاز‮ ‬اليمني‮ ‬وغيره‮."‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62136.htm