د. طه حسين الهمداني - تُعد لمياء يحيى عبدالرحمن الارياني أحد دعاة السلام ورائدة من رواد المجتمع المدني في اليمن، ترأست العديد من المنظمات، منها "مدرسة السلام"، كما كانت تشغل وكيل وزارة التعليم الفني والتدريب المهني.
عملنا معًا في إعداد الاستراتيجية الوطنية للتعليم الفني وكثير من الأنشطة والأعمال، كما شغلتْ منصب أمين عام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.
لمياء من النساء القلائل اللاتي أعتز وأفتخر بهن لعطائهن، سواء في المجال الأدبي من خلال كتابة القصة القصيرة والأعمال السردية الروائية أو كشخصية اجتماعية واحد رواد المجتمع المدني من خلال مؤسستها الرائدة.
جمعتني بالأديبة المتألقة صداقة واخوة أعتز بها كثيراً عندما أسسنا معا "الائتلاف الوطني لمنظمات المجتمع المدني"، وهو ائتلاف مكون من أهم منظمات المجتمع المدني في اليمن.
لمياء من النساء النشيطات اللاتي لا يقبلن إلا بعمل متقن وفاعل، كما أنها منظَّمة ودقيقة في حياتها العملية يصفها البعض بالبراجماتية، تعمل بهدوء وتركيز منقطع النظير.
تحسب خطواتها بكل دقة، وتوازن بين انشطتها وادوارها المتعددة، خجولة ومهذبة ومن أسرة كريمة، راقية في تعاملها، رصينة في سلوكها، دبلوماسية في حديثها، تتمتع بعلاقات واسعة.
قرأت لها أول روايتين: "امرأة ولكن..." والتي نالت جائزة د. عبدالعزيز المقالح الأدبية، والرواية الثانية "ثورة مهيوب" وهي تعبير صادق عن أحداث 2011، ونقد لما سمي بالثورة الشبابية، وتشرفت بحضور تدشينها كتابها منذ عدة أعوام في القاهرة، وتناقشنا كثيرًا حول العمل وفكرته وأبعاده.
الرواية أثارت جدلًا وحواراً واسعاً وكان صدرها رحباً، مقتنعة بأفكارها وتبين صوابية رؤيتها ونظرتها البعيدة واستشرافها للمستقبل.
كما أن لها عدداً من الانتاجات الأدبية الشعرية والتي نالت عليها جوائز دولية ومحلية، كان آخرها (قصيدة) فازت بها ضمن كوكبة من الأديبات في "مسابقة شعر السلام" من كوريا الجنوبية.
لمياء مستقلة وإن كانت اقرب للمؤتمر الشعبي العام الذي تعتبره أفضل الأحزاب السياسية في الساحة لوسطيته واعتداله، كما أنه يضم قيادات ورجال دولة، ولا يزال صمام أمان لكثير من اليمنيين من التطرف وانحراف التيارات والحركات الدينية الأيديولوجية.
تعمل اليوم في مجال السلام وهي عضوة في "التوافق النسوي للسلام" ولديها خبرة في العمل مع المنظمات الدولية، كما أن لها العديد من المشاركات في المؤتمرات العربية والدولية ولها حضور فاعل ودور في الأحداث التي تجري في البلاد على مختلف المستويات.
لمياء دون مواربة أحد أهم المبدعات اليمنيات التي نفخر بهن ورائدة متمكنة من رواد المجتمع المدني ومثال للمرأة المثابرة، تملك رؤية ثاقبة، تحب بلدها وتعشق تراب وطنها، وهي بحق مثال وقدوة للمرأة اليمنية الأصيلة.
تمنياتي لك بالتوفيق عزيزتي لمياء، ومزيد من التألق والإبداع والنشاط المجتمعي الفاعل الذي يعد ركيزة من ركائز التنمية المجتمعية واحد أهم أدوات التغيير، ولأسرتك الكريمة كل الحب والتقدير
|