الميثاق نت -

الخميس, 24-مارس-2022
أحمد‮ ‬الزبيري -
السعودية تدعو اليمنيين إلى لقاء تشاوري أطلقت بعض وسائل الإعلام على هذه الدعوة لقاء رياض 2، وعلى ما يبدو أن المقصود برياض 1 لقاء واتفاق حكومة شرعية الفنادق مع المجلس الانتقالي وهي هذه المرة تسعى إلى لقاء بين حكومة الإنقاذ أو أنصار الله مع حكومة شرعية الفنادق برعايتها، وكأنها ليست من يتصدر واجهة هذا العدوان مع دويلة الإمارات ومن خلفهما الأمريكي والبريطاني وكيان العدو الصهيوني، مدمرةً كل شيء في اليمن وممارِسةً كل أشكال الإبادة الجماعية من القصف بالطائرات إلى الحصار الشامل، ويذهب ضحية كل هذا مئات آلاف اليمنيين معظمهم من الأطفال والفئات المستضعفة في محاولة لإظهار أنها حمامة سلام.. وفجأةً تتغير الدعوة لتصبح باسم مجلس التعاون الخليجي الذي ابقى على اللقاء أيضاً في الرياض وفي هذا تكرار للتدخل السعودي عام 2011م، والذي تم إخراجه بنفس الطريقة وتمخض عنه ما يسمى بالمبادرة الخليجية.. عموماً لا نحتاج إلى إعادة التذكير بما نتج عن تلك المبادرة وما استتبعها من أحداث ولا نحتاج لتفصيل في اتفاق الرياض بين الانتقالي وشرعية الفنادق، فالأحداث التي تلتهُ تحدثت عن نفسها، والأوضاع في المحافظات المحتلة لا تحتاج إلى توصيف وكلها تأتي في سياق أهداف مخططات هذا العدوان الذي بعد أيام سيدخل عامه الثامن.. في دعوة السعودية ومجلس التعاون يجتمع الهزلي بالمأساوي وعلى ما يبدو أن نظام العدو السعودي مصر على نهجه تجاه اليمن والذي يمتد إلى بداية نشأته وأصبح أكثر وضوحاً في إقامة بريطانيا للشكل الثالث من هذا النظام بالعقد الثاني من القرن الماضي.. تغير العالم وتغيرت السياسات واستجدت الاحداث طوال هذه المراحل ولكن بقي النظام السعودي الاستبدادي الدموي على حاله لا سيما تجاه اليمن.. واليوم يشهد العالم صراعات ومواجهات وتحولات استراتيجية، لكن العقلية المتغطرسة الحمقاء لم تستوعب الماضي ولا الحاضر وبقيت تعتقد أن ما دامت بريطانيا ثم أمريكا توفر لها الحماية مقابل خدماتها فإن المتغيرات لم تمسها وأن فرض وصايتها على اليمن غير قابلة للمراجعة أو إعادة الحسابات وهذا هو بما يجري الآن سيصيب هذا النظام في مقتل، وبكل تأكيد دماء اليمنيين‮ ‬هي‮ ‬من‮ ‬ستغرقه‮ ‬في‮ ‬آثامه‮.‬
القوى الوطنية المدافعة عن وطنها وشعبها لم تكن هي المعتدية ولا الرافضة للسلام، ولكن تجاربها قد أكسبتها الخبرة في مرامي وأهداف المبادرات الأمريكية والسعودية والأممية، وجنيف والكويت وستوكهولم شواهد في هذا الاتجاه، وواضح أن السعودية وما يسمى مجلس التعاون الخليجي لا يريدون حكومة الإنقاذ الوطني أن تحضر إلى الرياض، ولا يريدون أي سلام أو حل للمشاكل والصراعات والحروب التي صنعوها في اليمن ولا يريدون أن يعترفوا بأن ما تعرض له اليمن من عدوان لم تشهد البشرية مثيلاً لهُ في إجرامه ووحشيته هم من قاموا به لأنهم يدركون تبعية ذلك، ورغم هذا كله مازال الشعب اليمني يمد يده للسلام ولكن يقوم على تفاوض بين القيادة الحقيقية للشعب والنظام السعودي، ينتج عنه حل سياسي يعيد صياغة العلاقة بين البلدين على أسس لا مكان فيها للوصاية والتبعية بل تقوم على الندية والاحترام المتبادل وتبادل المصالح كبلدين جارين، ولو كان هناك نية للسلام لكان هناك خطوات جادة تمهد الطريق لهُ وفي مقدمتها وقف العدوان ورفع الحصار أو بالحد الأدنى الفصل بين ما هو إنساني وما هو عسكري وسياسي، واختيار بلد محايد لبلوغ هذه الغاية، أما حل اليمنيين لمشاكلهم فهذا لن يتحقق إلا بانتهاء التدخل الخارجي والوصاية وسيتضح لهم أن سبب خلافاتهم أو صراعاتهم هو التدخل والوصاية والتبعية الخارجية وتحديداً النظام السعودي، وأنه لا يوجد أي خلافات جوهرية داخلية أدت إلى كل ما حصل فيما بينهم مع بقاء التباينات والاختلافات في نطاقها الطبيعي الموجودة في أي‮ ‬مجتمعات‮ ‬لا‮ ‬تخضع‮ ‬للهيمنة‮ ‬الخارجية‮ ‬وهذه‮ ‬ظاهرة‮ ‬إيجابية‮.‬
عموماً‮ ‬دعوة‮ ‬لقاء‮ ‬اليمنيين‮ ‬في‮ ‬عاصمة‮ ‬النظام‮ ‬المعتدي‮ ‬والتي‮ ‬اتخذت‮ ‬مظهر‮ ‬الدعوة‮ ‬الخليجية‮ ‬لن‮ ‬يُكتب‮ ‬لها‮ ‬النجاح،‮ ‬وهي‮ ‬مسرحية‮ ‬هزلية‮ ‬أضحكت‮ ‬المتابعين‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬تبدأ‮.‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:40 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62171.htm