الميثاق نت -

الإثنين, 18-أبريل-2022
يحيى علي نوري -
حجم الكذب الخبري وعلى مستوى مختلف المواقع الخبرية وصل الى نسبة مهولة لايمكن معها للمتابع ان يقف امام خبر مكتمل الاركان يحاول من خلاله تقديم الصورة الكاملة للقضية التي يتناولها، وزاد الامر تعقيداً اعتماد معظم المواقع على العناوين المثيرة التي لا صلة لها بمضامين‮ ‬الاخبار‮ ‬التي‮ ‬وضعت‮ ‬لها‮ ‬واصبح‮ ‬واضحاً‮ ‬ان‮ ‬الهدف‮ ‬من‮ ‬هذه‮ ‬الإثارة‮ ‬زيادة‮ ‬عدد‮ ‬الزائرين‮ ‬لها‮ ‬حتى‮ ‬تقنع‮ ‬المعلنين‮ ‬بالاعلان‮ ‬من‮ ‬خلالها‮. ‬
كما اصبح لافتاً ان (الميسورين) استطاعوا ان يحولوا منشوراتهم العادية بالفيس او تويتر الى اخبار عبر هذه المواقع بل ويجدون فيها فرصة للظهور او الاعتماد على ترويجات خائبة لتوليهم مناصب حكومية خاصة مع كل طارئ يستدعي اجراء تعديلات او تنقلات وبذلك يسجلون لأنفسهم وجوداً‮ ‬في‮ ‬حالة‮ ‬الزحام‮ ‬ولفت‮ ‬الانظار‮ ‬إليهم‮..‬
ولكون اخبار الخيال التي تعتمد على سيناريوهات المحرر (طالب الله) قد خلقت فجوة من حالة اللاثقة بين الجمهور وهذه المواقع فإن ما يحدث للصحافة في بلادنا جراء هذه الممارسات يعد حالة، انتحار حقيقية بل وجعل الصحافة عائقاً حقيقياً في فهم واستيعاب الرأي العام لكل مايدور حوله وبات ملحاً مع كل هذا الاذى البحث عن مصادر أكثر موضوعية ومنطقية قد يجدها المتابعون من خلال منشورات لأشخاص عاديين يرصدون ما يتم حولهم بدرجة عالية من المصداقية ودون أي رتوش واكاذيب وحشو لمعلومات ما انزل الله بها من سلطان ولذا فهذه المنشورات تجد‮ ‬اهتماماً‮ ‬وتقديراً‮ ‬عالياً‮ ‬من‮ ‬الذين‮ ‬يحبذون‮ ‬المتابعة‮ ‬المتأنية‮ ‬للحصول‮ ‬على‮ ‬المعلومة‮ ‬الصادقة‮..‬
وازاء ما تقدم فإن معالجة هذا الاختلال المسيئ للصحافة ورسالتها المهنية والوطنية والانسانية بات ضرورة قصوى تتطلب من المعنيين مناقشتها باستفاضة وتشكيل الصورة الكاملة عنها والوقوف امام حجم تأثيراتها الخطيرة ومن ثم تصور المعالجات الناجعة لها على المستويين القريب‮ ‬والبعيد‮..‬
وذلك أمر للاسف الشديد نراه غير ممكن في الوقت الحالي خاصة مع فقدان وجود دور فاعل لنقابة الصحفيين خاصة فيما يتعلق بحماية المهنة وكذا حالة التيهان التي تعاني منها الادارة الاعلامية والصحفية سواء أكانت على المستوى الرسمي او الاهلي ،ناهيكم عن حالة الافتقاد الكبيرة‮ ‬للإدارة‮ ‬الصحفية‮ ‬على‮ ‬مستوى‮ ‬مختلف‮ ‬المواقع‮ ‬خاصة‮ ‬وان‮ ‬جل‮ ‬مدخلاتها‮ ‬من‮ ‬الهواة‮ ‬والدخلاء‮ ‬على‮ ‬المهنة‮.. ‬الخ‮ ‬من‮ ‬المنغصات‮..‬
‮ ‬يجدر‮ ‬بنا‮ ‬الاشارة‮ ‬الى‮ ‬هذه‮ ‬المشكلة‮ ‬العويصة‮ ‬من‮ ‬باب‮ ‬التذكير‮ ‬بها‮ ‬على‮ ‬أمل‮ ‬أن‮ ‬نجد‮ ‬اليوم‮ ‬الذي‮ ‬نرى‮ ‬فيه‮ ‬الجهود‮ ‬تتجه‮ ‬صوب‮ ‬اصلاح‮ ‬هذا‮ ‬الاعوجاج‮ ‬الخطير‮ ‬واحتواء‮ ‬كل‮ ‬تداعياته‮ ‬وافرازاته‮..‬
وهان‮ ‬حن‮ ‬نرحل‮ ‬قضية‮ ‬جوهرية‮ ‬كهذه‮ ‬مثل‮ ‬ترحيلنا‮ ‬لقضايا‮ ‬عدة‮ ‬تهم‮ ‬حياتنا‮ ‬واصبحنا‮ ‬نعيش‮ ‬بسببها‮ ‬هذا‮ ‬الواقع‮ ‬المزري‮ ‬وبكل‮ ‬تفاصيله‮ ‬المريرة‮.!‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62260.htm