الميثاق نت - قسم التحقيقات: - غادر المبعوث الأممي هانس غروندبرغ صنعاء بعد عقده عدة لقاءات مع رئيس واعضاء المجلس السياسي ..وقبل مغادرته مطار صنعاء ادلى المبعوث الاممي بتصريحات صحفية بدا فيها متفائلاً حيث وصف غروندبرغ، زيارته للعاصمة صنعاء ومناقشاته مع المسؤولين فيها بالبناءة والإيجابية وتبعث على الأمل لمواصلة العمل.. وقال "رأينا أهمية دخول سفن الوقود التي تشتد الحاجة لها إلى موانئ الحديدة، كما يتم التحضير لعقد لقاء للتوافق حول فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات"
المبعوث الأممي ذكر أيضاً أنه تم خلال الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام، مناقشة آليات تنفيذ الهدنة بجميع عناصرها وسبل البناء عليها كخطوة نحو حل سياسي شامل للنزاع.. وقال" منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في الثاني من إبريل الحالي، وبالرغم من التقارير المتواترة والمقلقة بخصوص وقوع انتهاكات، إلا أننا رأينا انخفاضا عاما كبيراً في الأعمال العدائية، ولا توجد تقارير مؤكدة تفيد بوقوع ضربات جوية أو هجمات عابرة للحدود" ووصف الأخير الهدنة بأنها صامدة بشكل عام ، ويرى مراقبون سياسيون أن ما طرحه الرجل كان إفراطا بالتفاؤل وهى رهن اختبار مدى تقبل الطرف الآخر لتنفيذ الاتفاق مدللين على الخروقات التى حدثت منذ إعلان الهدنة مطلع شهر ابريل الحالى مؤكدين أن ما تطرحه صنعاء من شروط هى طبيعية وبدهية للانخراط فى أى عملية سلام شاملة تبدأ بوقف اطلاق النار وفك الحصار عن الموانئ والمطارات والسماح بدخول المشتقات وهذا يثبت مدى التزام دول العدوان بجديتها فى السلام ..
أولويات قصوى
المحلل السياسى الاستاذ /سمير المسنى اشار الى ان المتابع للتحركات المكوكية للمبعوث الأممي والمباحثات والمشاورات التي أجراها منذ تعيينه وحتى هذه اللحظة ؛ يدرك وبكل وضوح عدم مصداقية الأطروحات التي يسوق لها ذلك المبعوث الأممي في التعاطي مع القضايا المحورية للأزمة اليمنية وتداعياتها وأهمها الملف الإنساني ومايعانية شعبنا جراء الحصار والعدوان المستمر منذ ثمانية أعوام ؛ وتابع قائلا " من الملاحظ أن جملة المشاورات والمباحثات التي أجريت مع أطراف بعينها ( قوى تحالف الشر ) جاءت في سياق خدمة أجندة التحالف ومن خلفهم من قوى إقليمية ودولية فرضت على الشعب اليمني حربا ضروسا مازلنا نعاني من تداعياتها حتى اليوم ، وإن استمرار العدوان والحصار غير القانوني على شعبنا وبلدنا والذي أدى تبعا لذلك إلى ازدياد معاناة المواطنين لم تكن ضمن أجندة الأطراف الأممية المفترض أن تتعامل مع القضايا الإنسانية لشعبنا وبلدنا كأولوية قصوى .
مرتكزات أساسية
ويرى الاستاذ سمير أن زيارة هانس جروندبرغ لم تحمل شيئا جديدا بخصوص المطالب الرئيسية التى اعلنتها صنعاء حيث يقول " زيارة المبعوث الأممي لصنعاء والتي تم التنسيق لها مسبقا عبر الوساطة العمانية لم تحمل في أولوياتها المرتكزات الأساسية والمطالب المشروعة للبلد المثمتلة في وقف العدوان ورفع الحصار وفتح مطار صنعاء والسماح بدخول المشتقات النفطية و المواد الغذائية والدوائية وخروج قوات الاحتلال من أراضينا ؛ وبدا الأستاذ سمير متشائما بخصوص هذة الزيارة التى وصفها " بالعبثية" حيث يقول " سوف تكون زيارة عبثية لن تحقق شيئا يذكر في المسار التفاوضي للفترة المقبلة خصوصا وأن الهدنة قد شارفت على السقوط في ظل جملة الخروقات العسكرية من قبل مرتزقة العدوان في الجبهات الميدانية الأمر الذي ينذر بكل تأكيد بتهاوي شروط الهدنة التي ولدت ميتة " ؛ واشار فى نهاية حديثه إلى أن تحقيق السلام العادل لن يأتي من خلال هدنة مرحلية جاءت لتخدم قوى الاحتلال وميليشياتها وإنما من خلال استمرار الضربات الموجعة في عمق العدو وتأتي بعدها مفاوضات مبنية على أسس صحيحة تلبي طموحات شعبنا الصامد .
دعم عماني
بدوره يؤكد الاعلامي المعروف/ طالب الحسنى أن زياره المبعوث كانت مدعومة من مسقط ، بعد ان كسر جزئيا الشرط الذي كانت قد وضعته صنعاء للقاء هانس غروندبيرغ وهو متعلق بكسر الحصار .
مشيرا الى ان الهدنة بشكلها الحالي تستند على إيقاف استهداف السفن المتجهة نحو موانئ الحديدة وايضا فك الحظر جزئيا عن مطار صنعاء الدولي ، وهذا هو المستوى الابرز لها ..واستطرد الحسنى قائلا " مجيء هانس ولقاؤه بالمسؤولين في العاصمة صنعاء تمحور حول مسارين ،الأول استكمال تنفيذ كامل الهدنة وخاصة فيما يتعلق بمطار صنعاء ، المسار الثاني هو بحث إمكانية التمديد وهذا ما تسعى له الامم المتحدة على أمل أن يكون بوابة لحل شامل، لكن صنعاء تشترط ان يرفع الحصار بشكل كلي ويتوقف العدوان بشكله العسكري بصورة نهائية قبل عملية التمديد والمفاوضات المتعلقة بالحل السياسي الشامل .
حرب إقليمية
في هذه النقطة تحديدا الخلاف واسع حول شكل الحوار ، ومن الأطراف التي يجب ان تجلس على طاولة المفاوضات " وقال الحسنى أن السعودية تريد أن تصور للرأى العام أن ما يجرى فى اليمن حرب أهلية وهذا غير صحيح مؤكدا أن اى حوار يمنى يمنى يكون بعد وقف الحرب ورفع الحصار وسحب القوات الأجنبية حيث يقول " الحرب ليست أهلية بل اقليمية ويجب أن تبدأ المفاوضات اولا مع السعودية للوصول إلى اتفاق بشأن وقف الحرب ورفع الحصار وسحب القوات الأجنبية من جنوب اليمن ودفع التعويضات ، بعد ذلك يمكن ان يكون هناك حوار يمني يمني ..
هذا السيناريو واضح انه سيتأخر ، وبالتالي من المتوقع عودة التصعيد"..
سنوات عجاف
اما الكاتب والمحلل السياسي / محمد صالح حاتم فيقول إن اعلان مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن هدنة لمدة ستين يوما ًوالتي بدأت يوم السبت الثاني من إبريل، يرافقها فتح جزئي لمطار صنعاء بواقع رحلتين في الاسبوع إلى القاهرة وعمان، وادخال 18سفينة نفطية إلى ميناء الحديدة، يتبعه فتح طريق تعز، كانت بادرة خير، ونأمل ان تكون بداية طريق السلام في اليمن، والذي عانى الكثير طيلة السنوات السبع ، قتل ودمار وحصار وجوع، انعدام لأبسط مقومات الحياة.
فهذه الهدنة لم تأت احتراما وتقديسا لشهر رمضان، فقد مرت علينا سبعة رمضانات، كانت تشهد ابشع المجازر والجرائم، ولكنها أتت بفعل الضربات التي تلقاها تحالف العدوان وآخرها عملية كسر الحصار الثالثة،ولذلك فقد سارعت امريكا والسعودية، الى طلب الهدنة، وهو ماحصل، من خلال المفاوضات غير المعلنة التي شهدتها العاصمة العمانية مسقط بين الوفد الوطني المفاوض برئاسة محمد عبدالسلام، وبين السعودية برئاسة خالد بن سلمان، والذي كان في زيارة لمسقط، هذه المفاوضات كانت برعاية الأمم المتحدة وسلطنة عمان والتي نقدم لها كل الشكر وعظيم الامتنان التي سعت لإحلال السلام في اليمن.
لغة السلام
ودعا حاتم الأطراف إلى الحفاظ على الهدنة راجيا أن يحل السلام فى اليمن حيث قال " على جميع الأطراف
الحفاظ على الهدنة،والالتزام بما تم الاتفاق عليه ، وان تتحمل الآمم المتحدة مسؤوليتها ، وأن تقوم بواجبها، ويتم السماح بدخول المشتقات النفطية، وفتح مطار صنعاء، حسب الاتفاق ، وتحل لغة السلام مكان اصوات البنادق، وان تصوم الجبهات،وتصوم فوهات البنادق ،وقذائف المدافع ، فهذة الهدنة وإن كانت ناقصة ولم تلب ادنى حقوق الشعب اليمني وهي رفع نهائي للحصار، وفتح المطارات، واطلاق الاسرى، وصرف المرتبات، وخروج القوات الاجنبية من اليمن، ولكن كل هذه الحقوق ستأتي لاحقا ً ، واختتم الاستاذ حاتم حديثة بالقول " اليمن اليوم يرسم طريق السلام، ويصنع الاستقرار في المنطقة، وهذا ماجعل الاعداء يسارعون لاعلان الهدنة، لأن السلام في اليمن هو سلام واستقرار المنطقة بشكل عام..
موقف سلبى
اخيرا الكاتب الصحفى محمود المغربي يقول فى هذا الصدد: لا جديد ولا تعويل على زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء التى جاءت بناء على وساطة عمانية،بعد رفض صنعاء استقباله طوال الفترة الماضية بسبب موقف الأمم المتحدة السلبي والعاجز، وبعد أن أصبحت الأمم المتحدة شريكة في العدوان والحصار على اليمن..
وأضاف " بحسب الوسيط العماني لدى المبعوث الأممي قضايا مهمة يرغب في مناقشتها مع القيادة السياسية في صنعاء وربما يشرح سبب عجز الأمم المتحدة عن تنفيذ كافة بنود الهدنة القائمة والمطروحة من الأمم المتحدة نفسها، وسبب استمرار إغلاق مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية.!! قبل الحديث عن هدنة دائمة أو إعلان وقف إطلاق النار والدخول في محادثات سلام جديدة مع العدو الحقيقي وبعيدا عن مسرحية ومرتزقة الرياض، وبعد سقوط ورقة الشرعية بتنازل هادي عمالا يملك لمن لا يستحق، في مسرحية هزلية رديئة التأليف والإخراج والتمثيل.
قدرات ضعيفة
واردف الاستاذ المغربى متسائلا " هل يمتلك المبعوث الأممي والامم المتحدة الصلاحيات والقدرة والتأثير على تحالف العدوان وأطراف الصراع في اليمن لتحييد الاقتصاد وضبط وتأمين موارد مالية ثابتة لصرف رواتب موظفي الدولة بشكل مستمر، والابتعاد عن المتاجرة بمعاناة الناس واحتجاز السفن النفطية ووقف الحرب على الريال اليمني..؟؟ وتابع مجيبا "بالتأكيد لا تمتلك ولا ترغب وليس من مصلحة الأمم المتحدة تحقيق ذلك..فالورقة الاقتصادية ورواتب الموظفين والمتاجرة بمعاناة الناس هي أدوات يستخدمها تحالف العدوان والأمم المتحدة كأوراق مهمة ورابحة في العدوان على اليمن..
واشار إلى " ان مثل هذه الأمور لا يمكن تحقيقها بالمفاوضات والسلام بل تنتزع انتزاعا بالقوة وعبر إيجاد استراتيجية ردع ثابتة ، وبعيدا عن أي اتفاقيات أو مفاوضات. |