نجيب شجاع الدين - ربما كانت الأعياد المهلة الوحيدة المسموح فيها لليمني الضحك على الأيام .. بيد أن الظروف الإقتصادية مستعصية القسوة جعلت ذلك أخيراً من أصعب المهمات على الكثيرين.
لعل الأمم المتحدة اغفلت للمرة الثامنة أهمية إرسال وسيط مرموق لعقد هدنة وإن هشة مع العيد.. لا يضحك فيها أحد من أيام الآخر.
ومن حق المواطن ان يفرح على طريقته سارية المفعول وعلى قدر لا شيء .." ومش وقت يا أخي عيد" .. مع الكثير من الدعوات العصماء بالسعادة والخير الدائم.
لأنها ياليت تلائم كل ماهو مستحيل في هذه الدنيا ...فياليت والأيام كلها عيد.
الواضح أن مثل هكذا مناسبة وحدث بات كغيره يرفض تحكيم العقل والمنطق والعودة لطاولة الحوار . دحستنا ياعيد !!.
بالمناسبة مايزال الغموض يكتنف مصير الهدنة الأممية في شهرها الثاني .هل ستقبل التمديد رغم الاتهامات المتبادلة وبيانات النفي والنفي الآخر بالخرق والتجاوز ونكث العهد المستمر حتى في العيد.
أصوات الانفجارات لم يتوقف دويها في مدننا حيث صارت تسلية الصغار وتجارة الكبار . يمكنك احصاء حصيلة الجرحى عقب العيد..نادرا ما يسقط قتلى .
مثلما تشبه الحياة هنا اغنية قديمة الإيقاع فإنها تقارب الى حد ما مسلسلات الكوميديا المحلية الرمضانية .تشاهدها على أمل الضحك قليلا لتكتشف في النهاية أنه انضحك عليك .
الواقع أن إعلامنا بات أكثر كوميدية وسخرية من تفاهة المسلسلات خاصة خلال العيد إذ يفضل كثير من المسئولين لعب دور تلفون العمدة كما في الدراما المصرية. يبعث برقية تهنئة لذا ويشد تلغراف لذاك !!.
المضحك فعلا أن الجميع يتجاهل عمدا الحديث عن تحسين الأحوال المعيشية للمواطنين أو تثبيت الأسعار .. " ابرد من الاوهام "!!
طقوس العيد أكثر سهولة بفضل التكنولوجيا .
برسالة واحدة على تطبيق الفيس أو جماعية على الواتس اب يمكنك ان تسلم على احبابك واصحابك ومن تعرف ومن لا تعرف لكن عليك أن تعرف أولا أن اليمن ابطئ دول العالم في حركة النت بينما خدمة ثري جي إلى هنا ..وفور جي إلى هناك مكلفة للغاية وقد تبكيك على اتصال!!. |