الميثاق نت -

الأحد, 22-مايو-2022
الميثاق نت : -
* كنت وما أزال مؤمنا بوحدة وطني وشعبي لأن وحدتهما ليست صناعة ولا حدثا سياسيا فرضه هذا الطرف السياسي أو ذاك، فالوحدة اليمنية حقيقة ثابتة وراسخة تقوم على حقائق الجغرافيا والتاريخ والهوية الثقافية  والحضارية لشعبنا اليمني التي تشكلت عبر آلاف السنين ويمكن استشرافها عبر ومن خلال أسماء الأماكن والمدن وتاريخ كل محافظة ومدينة وقرية على امتداد خارطتنا الوطنية من صعدة حتى المهرة ومن سقطرى في البحر العربي إلى كمران في البحر الأحمر..

واعتقد ان كل خطاب سياسي قاصر يتناول الوحدة وثوابتها هو خطاب عابر ناتج عن تضارب مصالح البعض، والمؤسف أن أخطاء بعض الساسة ورؤيتهم للوحدة وتعاطيهم مع ثوابتها اتخذها البعض بدورهم ليجعلوا منها ذرائع للانتقاص من حقيقة الوحدة اليمنية التي لم أرها يومها كما حاول البعض أن يظهرها في مرحلة ما بعد 22مايو 1990م سواء تعلق الأمر بمن دافع عن الوحدة حسب قناعته أو بمن شكك بها، وأزعم أنني ومنذ وقت مبكر بعد 22مايو 1990َم بادرت وحذرت شركاء النظام السياسي من مغبة رؤيتهم وتعاملهم القاصر وغير المسؤول للوحدة كحقيقة تاريخية ووطنية وكهوية ثقافية وحضارية وكهدف ناضل شعبنا في سبيل تحقيقه وقدم الكثير من التضحيات على أمل وحدة النظام السياسي وتحقيق مرحلة سياسية وطنية عادلة تكفل السيادة والحرية والعدالة لشعبنا وتعويضه عن كل المراحل السابقة التي عانى خلالها الكثير من الويلات ولكن للأسف لم يكن شركاء الحدث عند المستوى المرجو من تحقيقه وعند مستوى الأحلام والتطلعات الشعبية.. بذات الوقت لم يسمعوا لملاحظات العقلاء والصادقين المخلصين الذين بادروا مبكرا للفت انظارهم وتحذيرهم من مغبة الانجراف وراء حساباتهم الخاصة بمعزل عما يتطلع إليه شعبنا الذي بارك وحدة النظام السياسي والتقاء صناع القرار في الشطرين الذين أحسنوا صنعا في التقائهم من خلال توحيد النظام غير انهم للأسف لم يتمكنوا من إعطاء الحدث مكانة مقدسة في وجدانهم واعتبروه حدثا سياسيا عابرا ضاربين بحاجة الناس ومشاعرهم عرض الحائط.

انا مؤمن بوحدة شعبي ووطني رغم كل المنغصات وأرى أن الوحدة اليمنية هي قدر حتمي وليست مجرد حدث سياسي عابر رغم المشهد الذي نعيشه والذي هو حصيلة أخطاء السياسة التي مورست من قبل صناع القرار بعد 22مايو 1990م.. وأعتقد جازما أن النظام السياسي كان سيدخل فعلا التاريخ لو استمع لملاحظات العقلاء وتجرد من نوازعه وحساباته السياسية القاصرة ولم يعتبر الحدث مجرد مجد شخصي يحاول كل طرف توظيفه لمصلحته السياسية..

إننا اليوم ندفع ثمن أخطاء نظام ما بعد 22مايو 1990م لكنا على ثقة إننا سنعمل على إعادة تصحيح مسار النظام السياسي وصولا لنظام سياسي دستوري وسيادي وعادل يحقق وحدة المواطنة ويضع مداميك لدولة يمنية عادلة وذات سيادة، دولة المواطنة المتساوية وهذا ما سوف يتمخض من رحم المواجهة الحالية التي نخوصها ويخوضها شعبنا منذ سنوات في مواجهة العدوان والحصار وهو العدوان الذي يريد إبعادنا عن أهدافنا الوحدوية بل ويسعى لتمزيقنا وتحويل الوطن إلى كانتونات ضعيفة وهو ما لم تسمح به أو تقبل به إرادتنا الوطنية مهما كان الثمن الذي سندفعه ويدفعه شعبنا في سبيل انتصار إرادتنا وتحقيق استقلال سيادتنا الوطنية كاملة غير منقوصة وتمتعنا بقرارنا الوطني المستقل بعيدا عن الهيمنة والتبعية والارتهان لأي كان إقليميا أو دوليا.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 01:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62353.htm