الميثاق نت -

الجمعة, 20-مايو-2022
خالد عبدالوهاب الشريف* -
أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفال بالعيد الوطني الـ32 لقيام الجمهورية اليمنية، في الـ22 مايو 1990 المبارك شكلت الوحدة الحدث الأبرز في تاريخ اليمن المعاصر وتتويجاً عملياً لنضالات شعبنا العظيم عبر محطات ثورة سبتمبر واكتوبر ونوفمبر .

نفخر‮ ‬في‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬أنه‮ ‬كان‮ ‬لتنظيمنا‮ ‬الرائد‮ ‬إلى‮ ‬جانب‮ ‬الحزب‮ ‬الاشتراكي‮ ‬شرف‮ ‬المساهمة‮ ‬الكبرى‮ ‬في‮ ‬تحقيق‮ ‬هذا‮ ‬الحلم‮ ‬الكبير‮ ‬الذي‮ ‬يعد‮ ‬أهم‮ ‬انجاز‮ ‬شهدته‮ ‬المنطقة‮ ‬العربية‮ ‬خلال‮ ‬القرن‮ ‬العشرين‮.‬

الواقع أن المؤتمر - منذ اليوم الاول لتأسيسه- حمل مشروع  الوحدة  كهدف استراتيجي سعى بصدق في الوصول  إليه.. إذ نجد ان الحقيقة الاولى للميثاق الوطني دليل العمل السياسي للتنظيم حول نظرته لمستبقبل اليمن التأكيد على "إن شعبنا لم يصنع حضارته القديمة إلا في ظل الاستقرار‮ ‬والأمن‮ ‬والسلام‮ ‬ولم‮ ‬يتحقق‮ ‬له‮ ‬ذلك‮ ‬إلا‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬وحدة‮ ‬الأرض‮ ‬والشعب‮ ‬والحكم‮ ‬ولم‮ ‬تتحقق‮ ‬له‮ ‬الوحدة‮ ‬إلا‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬حكم‮ ‬يقوم‮ ‬على‮ ‬الشورى‮ ‬والمشاركة‮ ‬الشعبية‮".‬

بقدر التحولات العظيمة التي شهدتها البلاد عقب قيام الجمهورية اليمنية على المستويات كافة ويصعب إنكارها تعرضت مسيرة اليمن الواحد الموحد لمؤامرات التقسيم والتمزيق بتخطيط وتمويل عدة أطراف خارجية وتنفيذ أياد من الداخل ممن استمرأت عملية الاتجار بثوابت وتراب الوطن‮ ‬ودماء‮ ‬ابنائه‮ ‬الأبرياء‮ .‬

لاشك‮ ‬أن‮ ‬العدوان‮ ‬العسكري‮ ‬خلال‮ ‬الثمان‮ ‬سنوات‮ ‬الموسومة‮ ‬بجرائم‮ ‬القتل‮ ‬والتدمير‮ ‬استهدفت‮ ‬بدرجة‮ ‬رئيسية‮ ‬منجزات‮ ‬ومجتمع‮ ‬ووطن‮ ‬الثاني‮ ‬والعشرين‮ ‬من‮ ‬مايو‮ . ‬

لم يعد خافياً على أحد حجم ما تبيته اطراف اقليمية من نوايا خبيثة ودنيئة تجاه وحدة اليمن أرضاً وانساناً وذلك في إطار أجندة رسمتها الدول الكبرى للاستحواذ على ثروات البلاد والسيطرة على المواقع الاستراتيجية والحيوية  .

ولعل‮ ‬الأحداث‮ ‬المأساوية‮ ‬التي‮ ‬يجري‮ ‬تنفيذها‮ ‬في‮  ‬مناطق‮ ‬الجنوب‮ ‬المحتل‮ ‬تبين‮ ‬بجلاء‮ ‬لا‮ ‬لبس‮ ‬فيه‮ ‬أن‮ ‬الوحدة‮ ‬تواجه‮ ‬تحدياً‮ ‬كبيراً‮ ‬هو‮ ‬الأخطر‮ ‬خلال‮ ‬العقود‮ ‬الثلاثة‮ ‬الاخيرة‮ .‬

‮ ‬ظهرت‮ ‬الأصوات‮ ‬النشاز‮ ‬المنادية‮  ‬للانفصال‮ ‬على‮ ‬السطح‮ ‬عبر‮ ‬تشكيل‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ " ‬المجلس‮ ‬الانتقالي‮ ‬الجنوبي‮"  ‬الذي‮ ‬تم‮ ‬تدريب‮ ‬عناصره‮ ‬وتزويدهم‮ ‬بأحدث‮ ‬الاسلحة‮ .‬

ومقابل انصياع " الانتقالي " لأوامر من يمولونه ومساعدتهم في السيطرة على المناطق المحتلة خاصة ارخبيل سقطرى والموانئ البحرية في المكلا وشبوة والمواقع النفطية فإنها تدعم تحركاته لتفتيت اليمن إلى عدة كيانات تحت مسمى دولة الجنوب العربي .

اثبتت‮ ‬مؤامرة‮ ‬الانفصال‮  ‬في‮ ‬العام‮ ‬1994م‮ ‬انه‮ ‬كان‮ ‬هناك‮ ‬دولاً‮ ‬تقف‮ ‬وراءها‮ ‬لكنها‮ ‬فشلت‮ ‬ومع‮ ‬هذا‮ ‬فإنها‮ ‬تكرر‮ ‬المحاولة‮ ‬اليوم‮ ‬مستغلة‮ ‬ذريعة‮  ‬وأكاذيب‮ "‬إعادة‮ ‬ما‮ ‬تُسمى‮ ‬الشرعية‮" .‬

تغيرات عدة فرضتها ظروف العدوان والحرب الظالمة المستمرة على بلادنا إضافة إلى التدخلات الخارجية المتزايدة في الشأن الداخلي..كلها تضع مستقبل اليمن واليمنيين وخاصة قضية الوحدة أمام عدة سيناريوهات غير مطمئنة وغير متوافقة مع تطلعات وإرادة الشعب الرافض تحول وطنه ‮ ‬إلى‮ ‬كنتونات‮ ‬متناحرة‮ .‬

وازاء هذه التحديات التي يمر بها وطننا اليوم لا بد من الإشارة إلى أن المؤتمر الشعبي العام سيظل على موقفه ونهجه الوحدوي ينظر إلى الوحدة المباركة كقدر ومصير ومبدأ ثابت غير قابل للنقاش أو المساومة .

كما‮ ‬سيظل‮ ‬في‮ ‬مقدمة‮ ‬الصفوف‮ ‬المدافعة‮ ‬عنها‮ ‬مهما‮ ‬كانت‮ ‬التضحيات‮ .‬

أؤكد هنا أن مسألة الحفاظ على يمن ال22 من مايو لا تقع على عاتق المؤتمر وحده.. ذلك أن الوطن مسئولية الجميع وبالتالي فإن علينا جميعاً العمل على سرعة تجاوز خلافاتنا والجنوح لخيار السلم والسلام والاتفاق على كلمة سواء يكون فيها ضمان الحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال‮ ‬اليمن‮ ‬أساساً‮ ‬لأي‮ ‬تفاهمات‮ ‬مقبلة‮ .‬

 

‮❊ ‬الأمين‮ ‬العام‮ ‬المساعد‮ ‬للشؤون‮ ‬التنظيمية

 
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62356.htm