د/أحلام البريهي❊ - كانت اليمن أول مملكة في التاريخ(5000 ق. م). تحت قيادة الملك يمان ابن قحطان.
الذي عُرف بـ (يعرب بن قحطان) وهو أول الملوك في التاريخ اليمني العربي القحطاني القديم فبسط نفوذه على الجزيرة العربية وبه سميت الجزيرة بالعربية، ،،وسميت إليمن باسمه، حيث إن الملك يمان بن قحطان(يعرب) تمكن من توحيد اليمن والقضاء على جميع الممالك و خضعت له جميع القبائل.
ولفتت المصادر التاريخية إلى أن (يعرب) لقب لا اسم، حيث كان اسمه (يمان) أو (يمن) أو (يامن) حسب لسان اليمن الهمداني وباسمه سميت اليمن ولأنه أول من اشتق و حذف و اختصر وأوجز وأعرب في كلامه العربي فلقب بـ(يعرب) فسميت به جزيرة العرب كما نقلت المصادر التاريخية عن مصادر كابن خلدون والطبري والمسعودي وغيرهم من المؤرخين انه على يد الملك يعرب قامت أقدم دولة في عصر ما قبل التاريخ حيث عمل على توحيد جميع القبائل القحطانية في جزيرة العرب تحت راية دولة واحدة وبالتالي تم تسميتها باسم الملك الذي وحدها وهو (يمان) بن قحطان ولان هذا الملك هو أول من قام بعمل ما يتصل باللغة وبما يوحد الكيان العربي كان أول ملك عربي في التاريخ.
وقد استمرت دولة يعرب بن قحطان في أبنائه حتى الألف الرابع قبل الميلاد.
واعقبت تلك المملكة ممالك صغيرة تقاسمت ارثها عدد من القبائل حتى وصل إلى عرش إحدى هذه الممالك عبد شمس بن يشجب و يعود نسب يشجب إلى يعرب بن قحطان ولقب الملك عبد شمس بن يشجب (سبأ الأكبر) وزمانه (3500 ق م) وفي زمانه تحققت الوحدة الثانية في الجزيرة العربية فملك اليمن والجزيرة العربية وكانت عاصمته صرواح وكان اسمه عبد شمس واهتم بالزراعة والتجارة فكانت ارض سبأ من أجمل بقاع الأرض وأخصبها.
وتوالى الملك في نسل سبأ حتى وقع خلاف تقسمت على اثره اليمن إلى ممالك صغيرة
واستمرت تلك الفرقة حتى وصل إلى العرش السبئي الملك عبد شمس بن وائل (2750 -2150 ق م) وهو من احفاد يعرب بن قحطان وهو مجدد سد مأرب و اهتم بالزراعة ووحدة البلاد و الفتوحات وسمي عهده بالعهد الإمبراطوري لمملكة سبأ العظمى خلفه ابنه الصور بن عبد شمس ومن ثم ابنه خيان فأبنه عمرو ومن ثم الملك شدد ومن ثم أخذت الخلافات تتسع وبدأت الانفصالات من جديد.،،
ثم عقب تلك المرحلة من التشرذم اتت دولة التبابعة (2150-1450ق م) بوصول الملك تبع الأكبر إلى العرش السبئي تبع (ذي مرائد). و هو العملاق الرابع للوحدة اليمنية حسب كتب التاريخ وكانت عاصمته صنعاء ثم ظفار وقد استطاع استعادة ما كان تحت ملك جده سبأ الأكبر.
حتى وصل الملك إلى شداد بن قيس وفي عهده انفصلت قبائل معين وكونوا دولة في عام (1500 ق م).
وبوصول الحارث الرائش إلى العرش السبئي (1450ق.م) يبدأ عاد مجددا عصر المملكة السبئية ، فاستعادت البلاد ازدهارها واستمرت الوحدة حتى اتى الملك افريقس، حيث تنافس على العرش في عهده ثلاثة ملوك وحدث الانفصال ثم استعيدت، الوحدة عام 950 ق.م واستمرت 270 سنة ثم توالت بعدها الفتن والخوارج عن الدولة والانفصالات، حتى اتى الملك آل شرح يحصب الأول في (1080)ق.م (كرب أل وتر الأول) واستطاع أن يوحد اليمن ويخمد الفتن ويعيد مجد الدولة وهو المجد الذي استمر أبناؤه في الحفاظ عليه لفترة إلا انه سرعان ما اخذ الضعف يسري مجددا في جسد الدولة اليمانية حتى وصل إلى العرش الملك ياسر يهنعم
ومروراً بكل المراحل ومنها مرحلة ذي ريدان الذي لقب بملك سبأ وكان عهده من (780 -845 ق م). العهد الذي جدده ابنه الملك شمر يهرعش (844-833 ق.م) وقد خلف والده وامتدت دولته أكثر مما كانت عليه لذا كان لقب. ب(ملك سبا وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم وطودا وتهامت) ومن ثم توالى الملك في أبنائه حتى عاد الضعف إلى بنيان الدولة مجددا ونشبت الخلافات من جديد (737 ق م).
لكن سرعان ما تحققت الوحدة على يد العملاق(737 -590 ق م ) الملك اسعد الكامل الذي استطاع أسنعادة توحيد البلاد وعم الخير الوفير وأغدق الله على قوم سبأ بالخيرات وكثرة الأمطار فصارت أمه ذات رفاهية ورخاء فخرجوا عن دين الله فكان سيل العرم الذي ورد ذكره في القران وكان سببا في تفرق أيدي سبأ.
إلا أن الأمر لم يستمر طويلا اذ تحققت الوحدة على يد العملاق الملك تبع يكرب اسعد الثاني (ذمار علي) (32-355م) وانطلق من ظفار واستمرت اليمن موحدة 323 سنة، وبعدها دب الضعف في الدولة وتفككت الوحدة في عهد الملك معدي كرب بن حسان وبدا عصر الطوائف والدويلات.
إلا أن فترات التفكك عادة كانت قصيرة جدا مقارنة بفترات الوحدة، ومن بعد التشرذم ذاك أتى العملاق ذونواس الحميري (500- 525 م) الذي وسع نفوذ الدولة حتى انه سمي ملك كل الشعوب حتى سقطت دولته اثر الغزو الحبشي (525م) فعاث الأحباش في اليمن فسادا حتى خرج سيف بن ذي يزن واستنجد بالفرس ونصره اليمنيون وأنقذ اليمن من غزو الأحباش وحقق وحدة اليمن مجددا ووسع نفوذها خلال فترة حكمه
ثم اتى الإسلام فدانت إليمن بالإسلام وظلت اليمن موحدة حتى عقب انهيار الدولة العباسية رغم انه بدأ عصر الدويلات المستقلة الا ان اليمن ظل موحداً و انشأت أول دولة بعد الاسلام متمثلة بدولة بني زياد بزعامة محمد بن عبدالله بن زياد (205-402 ه) واتخذ زبيد عاصمة لدولته
وجدد الوحدة اليمنية عقب حكم بني زياد العملاق علي بن محمد الصليحي(439-431ه) في عهد الدولة الصليحية التي اتخذت من جبلة عاصمة لها. ثم دولة بني رسول المظفر بن يوسف بن عمر (647-496 هـ)، ثم دولة بني طاهر (898 -923 هـ) وفيها كان العملاق السلطان الظافر عامربن عبد الوهاب (894 -923 ه) وفي عام 943هـ بدأ العثمانيون حكم اليمن وهو الحكم الذي شمل اليمن كله وظل موحداً في إطار هذه الدولة - حسب الباحثين والكتاب في الشأن التاريخي الوحدة اليمنية ومنهم صالح باصره،الذى طرح -ان التوحد اليماني في الكفاح ضد ظلم النظام العثماني، وولاته في اليمن. كان هو الوضع السائد في تلك المرحلة
وقادت هذا الكفاح الموحد الدولة الزيدية وحتى تحقيق الاستقلال وجلاء القوات العثمانية عام 1636م. وتأسست - بعد ذلك الجلاء - دولة يمنية موحدة عرفت بالدولة القاسمية، ولكن بدء صراع أوروبا الاستعمارية على اليمن أدى في نهاية المطاف إلى نشوء كيانات سياسية صغيرة متنافرة، ومتصارعة، وبالتالي تقسيم اليمن سياسياً.
ووفر هذا المناخ السياسي والاقتصادي السيئ - حسب باصرة - ظروفاً مناسبة لاحتلال بريطانيا عام 1839م وانطلاقها من عدن إلى شرق وجنوب اليمن وإخضاعها لنفوذها وفي ذات الوقت أعادت الدولة العثمانية سيطرتها على شمال وغرب اليمن، وذلك منذ عام 1849م وحتى 1872م وهو عام دخولها صنعاء عاصمة اليمن.
ومنذ ذلك العام بدأ في التكون إطارين جغرافيين وسياسيين منفصلين في اليمن عرف بجنوب اليمن وشمال اليمن،،،،ورغم الانفصال الذي أحدثه،هذا الاستعمار العثماني البريطاني ظل اليمن موحداً في علاقات شعبه وارتباطهم التاريخي العميق وكياناهم الواحد وفي واحدية نضالهم ضد الاستعمار العثماني البريطاني حتى تحقق في (26) سبتمبر 1962م،إسقاط آخر ولاة الاستعمار العثماني في شمال إليمن، ،،وطرد الاستعمار البريطاني في (14) أكتوبر 1963م في الجنوب وجلاء الاستعمار البريطاني في الـ(30) من نوفمبر 1967م، فتقلصت،مسافة تحقيق الوحدة و ظلت باستمرار تعقد اللقاءات والاتفاقيات لابناء إليمن هنا وهناك لأجل إعادة تحقيق وحدة الآباء والأجداد إعادة لحمةاليمن أرضا وشعباً، فكانت اللحظة التاريخية التي التقط فيها الأخ الرئيس علي عبدالله صالح زمام المبادرة للدعوة لتفعيل الاتفاقيات الوحدوية الموقعة بين الشطرين باعتبار الوحدة اليمنية صمام أمان لليمن في ظل المتغيرات الدولية، كحل جذري لكل آلام وسلبيات التشطير،الذي فرضه،المستعمرين،، ووجدت هذه الدعوة قبولاً جماهيرياً واسعاً.
وتحقق مجدداً توحد اليمن في الـ(22) من مايو 1990م بشرط اعتماد النهج الديمقراطي القائم على التعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة.
و بدأت اليمن مرحلة جديدة من تاريخها الحديث على المستوين الداخلي والخارجي وطوت آخر صفحة من صفحات التشطير الجغرافي والسياسي.
حتى أتى العدوان في عام 2015 ليخلق عداءات جديدة وعمل على تمزيق اليمن ونسيجه الاجتماعي ،وفصل عملته الوطنية وتكوين فصائل وزمر، متعادية ،،ولكننا نثق أن اليمن ملئ بالعمالقة، وأن اليمن، سيعود بوحدته الكلية ونسيجه الاجتماعي والتاريخي الواحد وما مرحلة العدوان، وخلق هذا النزاع الا مجرد مرحلة كمثلها، من المراحل التي مرت بها اليمن عبر التاريخ وما كانت تلبث حتى تستعيد وحدتها.. وقوتها وازدهارها..
ونستشهد على ذلك من خلال تتبع ورصد مسار دولة يمان ابن قحطان (اليمن) فتأكدنا أن هناك عمالقة، لكل مرحلة كانوا يتصفون بصفات سجلها لهم التاريخ بأحرف من نور.
وبسبب حكمتهم وإنعامهم على الناس التف الناس حولهم فيجتمع أمرهم بعد فرقة واختلاف.فيعود الخير والنهوض والازدهار وتعود عزة بلاد يمان ابن قحطان؟
❊ عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام
وكيل وزارة الشباب والرياضة
|