الميثاق نت -

الإثنين, 23-مايو-2022
نبيل‮ ‬الحمادي‮ ❊‬ -
تبقى الوحدة اليمنية الحدث الأبرز في تاريخ اليمن المعاصر ، كونها جمعت اليمنيين في دولة واحدة بعد سنوات من الشتات ، والحلم الذي انتظره الشعب اليمني شمالاً وجنوباً لسنوات طوال بعد مسيرة نضالية ثورية وحدوية ترجمت بالانتصار العظيم للثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م و14 أكتوبر 1963م، التي أكدت واحديتها توجهاً ونضالاً وهدفاً ، ولتتضاعف بعدها مساعي القيادتين في شطري الوطن آنذاك عبر اللقاءات المتبادلة للبحث والنقاش حول مجمل القضايا التي تهم الوطن وتقود إلى تحويل هذا الحلم إلى واقع حقيقي يعيشه اليمنيون جميعاً ، ليكون العام‮ ‬1990م‮ ‬وخاصة‮ ‬في‮ ‬الـ22‮ ‬من‮ ‬مايو‮ ‬هو‮ ‬الموعد‮ ‬المنتظر‮ ‬لإعلان‮ ‬قيام‮ ‬الجمهورية‮ ‬وإعادة‮ ‬تحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮. ‬
إننا‮ ‬ونحن‮ ‬نحتفي‮ ‬بهذه‮ ‬الذكرى‮ ‬في‮ ‬مايو‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬عام‮ ‬فإننا‮ ‬نحتفي‮ ‬بوطن‮ ‬يجمع‮ ‬اليمنيين‮ ‬جميعاً‮ ‬،‮ ‬نحتفي‮ ‬بهويتنا‮ ‬اليمانية‮ ‬الواحدة‮.. ‬بأرواحنا‮ ‬وقلوبنا‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬تستمر‮ ‬في‮ ‬الحياة‮ ‬بعيدة‮ ‬عن‮ ‬بعضها‮.‬
الوحدة اليمنية هي عيوننا التي نرى بها هذا الوطن الواسع المتميز بموقعه الاستراتيجي المهم ، وبثرواته ومكتسباته التي دفعت المحتلين الجدد لشن هذا العدوان المستمر منذ 26 مارس 2015م إلى اليوم ، ومن المؤسف أن نرى بعض اليمنيين يتعاونون معه لتحقيق أهدافه والسيطرة على‮ ‬أجزاء‮ ‬واسعة‮ ‬من‮ ‬بلادهم‮.‬
اليوم يتعرض هذا الحدث العظيم في تاريخ شعبنا ، الذي ناضل اليمنييون طويلاً من أجل تحقيقه لمؤامرة خبيثة تستهدف الأرض والإنسان ، تستهدف تمزيق الوطن وتفتيته وتحويل مناطقه إلى كانتونات متصارعة ، وتستهدف وجودنا جميعاً.
ينبغي علينا كشعب في مختلف مناطق اليمن أن ندرك حقيقة هذا العدوان وأهدافه ، وهو ما يتطلب تعزيز الجبهة الداخلية تحت لواء الوحدة وحمايتها والاصطفاف معاً لمواجهته ، ومواجهة كل المؤامرات التي تهدف للنيل من وطننا وتمزيقه واعادة التاريخ إلى ما قبل العام 1990م.
اليمن وحماية وحدته مسئولية الشعب جميعاً ، مسئولية تتطلب الارتقاء إلى مستوى هذا الحدث الذي يخطط لتدميره الأعداء ، ويستهدف وجودنا كشعب واحد وقضية واحدة.. ويتطلب منا توحيد الجهود بما يؤدي إلى افشال كل المخططات التآمرية وتحقيق الانتصار على المحتلين وأدواتهم وارسال‮ ‬رسالة‮ ‬قوية‮ ‬ليس‮ ‬للعدوان‮ ‬فحسب‮ ‬وإنما‮ ‬للعالم‮ ‬أجمع‮ ‬تؤكد‮ ‬على‮ ‬أن‮ ‬اليمن‮ ‬بوحدته‮ ‬واستقلاله‮ ‬وسيادته‮ ‬خط‮ ‬أحمر‮ ‬ولا‮ ‬يمكن‮ ‬تقسيمها‮ ‬،‮ ‬ولن‮ ‬يسمح‮ ‬اليمنيون‮ ‬بالتدخل‮ ‬في‮ ‬شئونها‮ ‬وفرض‮ ‬الوصاية‮ ‬عليها‮ ‬من‮ ‬أيٍ‮ ‬كان‮.‬
ستبقى اليمن واحدة موحدة ، قوية وثابتة وراسخة مهما تكالبت عليها قوى العدوان .. ستبقى العنوان الأروع المكتوب في سماء الوطن بأحرف من نور.. ستبقى محمية بأبنائها الميامين الذين يذودون عن حياضها ويدافعون عنها ويحمونها من كل صور وأشكال المؤامرات الخارجية..، ويرفضون‮ ‬الاحتلال‮ ‬وبقاء‮ ‬المحتل‮ ‬تحت‮ ‬أي‮ ‬مسمى‮ ‬من‮ ‬المسميات‮.‬
اليمنيون‮ ‬يعرفون‮ ‬ماذا‮ ‬يريدون‮ ‬وليسوا‮ ‬بحاجة‮ ‬إلى‮ ‬من‮ ‬يوجههم‮ ‬،‮ ‬وتمثل‮ ‬وحدتهم‮ ‬القضية‮ ‬الأكبر‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬المساس‮ ‬بها‮ ‬أو‮ ‬تعريضها‮ ‬لأنصاف‮ ‬الحلول‮.‬
إنها‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬الأغلى‮ ‬والأعظم‮ ‬في‮ ‬تاريخنا‮ ‬والتي‮ ‬نستمد‮ ‬منها‮ ‬قوتنا‮ ‬وثباتنا‮ ‬ورسوخنا‮ ‬،‮ ‬وعلى‮ ‬قوى‮ ‬العدوان‮ ‬أن‮ ‬تدرك‮ ‬ذلك‮ ‬جيداً‮.‬
وتحيا‮ ‬الجمهورية‮ ‬اليمنية‮ ‬



‮❊ ‬عضو‮ ‬اللجنة‮ ‬العامة‮ ‬للمؤتمر
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 09:35 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-62380.htm