الشيخ/ يحيى محسن جمعان ❊ - يبدأ عام جديد من عمر الوحدة اليمنية المباركة التي نحتفل بذكراها الثانية والثلاثين في 22 مايو 1990م.. التاريخ بالطبع لن ينسى هذا الحدث او يتجاهله،او يتم اغواء او تعتيم او قلب حقائقه للاجيال القادمة مهما بلغت لغة التحريض والدعوات المناهضة له،والرامية الى تشويهه او إلغائه من الذاكرة الجمعية للشعب اليمني.
ذلك انه يوم تاريخي محفور في عقل كل يمني صغيراً وكبيراً رجالاً ونساء، ومنقوش في قلب كل يمني باعتباره تاريخ الوحدة الذي، لن تستطيع أي قوة او اموال مدنسة أن تمحوه من ذاكرة التاريخ المشرف والمشرق.لليمن المعاصر.
ونحن اليوم في خضم عدوان سافر وتآمرات تدميرية بلغت مداها منذ مايقارب ثمانية اعوام، كشفت حقيقة ما تعرض ويتعرض له مشروع اليمن الوحدوي من محاولات ومؤامرات من بعض دول الإقليم وعلى رأسها السعودية والتي أعلنت وبشكل سافر معارضتها لهذه الوحدة وبذلت في سبيل الحيلولة دون تحقيقها أموالا طائلة من خلال أدواتها وعملائها وأبواقها.
وبطبيعة الحال وبالعودة الى مابعد العام 1990م، فاليمن اصبح قوياً بوحدته السياسية والاقتصادية والعسكرية والسياسية والثقافية وهو ما اعتبرته السعودية وغيرها من ممالك النفط مزعزعاً لوجودها، ويمكن استخلاص هذه النتيجة من إصرار السعودية على عداء الوحدة اليمنية في مراحلها ومحطاتها المختلفة".
ولذلك وبعد ان تكشفت هذه الحقائق ومعرفة الاعداء التاريخيين لوطننا وشعبنا علينا فتح ابواب الحوار الواسع الذي لايستثني احداً، وهي الخطوة التي دعا اليها المؤتمر الشعبي كتنظيم يحمل مشروع الدولة الوحدوي النهضوي، من اجل تفويت الفرصة، واعادة الثقة للاطراف والقوى الجنوبية مع العمل الجاد على تصحيح مسار الوحدة والانتصار للمظالم الحقيقية التي يرفعها اصحاب الحقوق،وذلك لن يتأتي الا بالوقوف المسئول والجاد ضد تحالف العدوان وايقاف مشاريعه التخريبية في البلاد.. والعودة الى جادة الصواب والعقل، ذلك ان العدو لا يهمه استقرار اليمن وسيبقى في ظل اختلالات وفوضى حتى وان حقق عملاؤه كل اهدافه، فتآمره القذر على اليمن ووحدته لا ولن يتوقف.
ولذلك فإن من البدهي القول ان المؤتمر الشعبي العام يتحمل مسؤولية توجيه البوصلة نحو تضافر الجهود وتوجيهها نحو اعادة اللحمة وتجاوز لغة وثقافة الانفصال،واعادة الاعتبار للهوية الوطنية والثقافية الضاربة جذورها في اعماق التاريخ،واعادة المسار الصحيح الذي ينبغي ان تكون عليه الجغرافيا الموحدة،ومنع اي ارتداد عن هذا المنجز،باعتبار ان المؤتمر ظل الوحيد ومايزال المحافظ على الثوابت الوطنية وفي مقدمتها الثورة والجمهورية والوحدة ومدافعاً شرساً وصلباً عنها،ولذلك لم يكن غريباً ان يتخذ المؤتمر قراراً بالوقوف الى جانب الوطن والدفاع عن قضايا وثوابته غير القابلة للبيع او المساس بها ،حتى اليوم.والحفاظ على سيادته واستقلاله في وجه الغزاة المحتلين،ولذا نؤكد انه سيظل هو الحامل لمشروع لدولة العدل والمساواة والحوار والتسامح والسلام والوئام.
❊ عضو الامانة العامة
وكيل محافظة صنعاء لقطاع الاستثمار
|