إياد صالح فاضل ❊ - تهل علينا الذكرى الـ32 لقيام الوحدة اليمنية المباركة هذا الحدث التاريخي العظيم الذي اشرقت أنواره وتجلت تباشيره في ضحى يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م ليسجل التاريخ في سفره الخالد بأحرف من نور حكاية شعب في حاضر شتات الامة العربية وتمزقها، أبى إلا ان يتوحد وان يدفن في قعر سحيق كل عوامل الفرقة والتشرذم في هذا اليوم الأغر، الذي سوف يظل محفوراً في ذاكرة اليمنيين مقروناً بصانع الوحدة المؤتمر الشعبي العام بقيادة الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح والحزب الاشتراكي اليمني بقيادة الاخ علي سالم البيض.
ومعجزة الوحدة اليمنية تأتي من كونها تحققت في مناخ دولي كان السائد فيه هو التفكك من الارتباطات التي أوجدتها ترتيبات ما بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية،وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن الوحدة لدى اليمنيين هي الثابت الحقيقي، وما عداها هي أحداث ومستجدات آنية، أضعف من أن تقف أو تصمد أمام تيار الوحدة الجارف الذي تجسد في الحشود المليونية لأبناء الشعب اليمني، التي ملأت شوارع وساحات المدن والبلدان اليمنية بالتزامن مع لحظة ميلاد الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م من العاصمة الاقتصادية والتجارية عدن.
نعم إن قيام الجمهورية اليمنية مثَّل منجزاً عظيماً بحجم عظمة شعبنا اليمني ترجم أهداف الثورة اليمنية »26 سبتمبر 1962م و14 أكتوبر 1963م« وطوى صفحة التشطير البغيضة التي عاشها اليمنيون في ظل صراعات وحروب دامية وأعاد الاعتبار لشعبنا وتاريخه..
وما يكمننا قوله إنه لمن دواعي الأسف أن ينبري البعض اليوم في ظل ما يعانيه الوطن من حرب وحصار ، ليوجه سهامه المسمومة الى جسد الوطن ووحدته المباركة، ويرفع شعارات تصطدم مع ثوابت هذا الوطن ومقدساته، باستهدافه الوحدة، هذا الانجاز الوطني الخالد الذي التقت حوله ارادة الشعب والحركة الوطنية طيلة العقود الماضية من الزمن..
إن الوحدة اليمنية في ذكراها الـ 32 ستظل راسخة رسوخ الجبال الشامخة، مستقرة في مهج وأفئدة اليمنيين جميعاً،وستظل قدرنا وهي حاضر ومستقبل اجيالنا القادمة، وقد أكدت الأحداث والتطورات أن الوحدة ليست ملكاً لاشخاص او احزاب بل ملكاً للشعب اليمني، وستبقى منجزاً وطنياً عظيماً نفتخر به على مدى الازمان وسيظل22 مايو تاريخاً لا يُنسى ولايسقط من ذاكرة اليمنيين فهو تاريخ حمل معه مولد الدولة اليمنية الموحدة الجمهورية اليمنية والتي بتحقيقها دفنت كل المشاريع الشخصية الضيقة التي سعت وتسعى نحو الانفصال وإعادة اليمن الموحد إلى ماقبل 22 مايو 1990م.
ان مواقف المؤتمر الشعبي العام الثابتة من الوحدة الوطنية والى جانبه الموقف الشعبي المساند له والرافض كافة دعوات التشظي والانفصال شكلت سياجاً منيعاً في التصدي وافشال كافة المخططات التآمرية على بلادنا.
امنياتنا تتجلى في وقف الحرب مع الهدنة الحالية والتي استبشرنا بها خيراً من خلال فتح مطار صنعاء ولو متأخراً وكذلك دخول سفن المشتقات النفطيه آملين فتح الطرق امام المواطنين، ومع تنفيذ كل ذلك لاكثر من المدة المحددة بالهدنة فإننا سنكون امام الحل والمدخل الحقيقي والأساسي لحل مشاكل اليمنيين من خلال العودة الى الحوار الذي سيظل الوسيلة المثلى لتجاوز التحديات والصعوبات مهما كانت وبأقل كلفة ممكنة، ذلك ان البديل للحوار لم يكن دوماً إلا الدماء وإزهاق الارواح.. والمؤتمر الشعبي العام كما تؤكد قيادتنا التنظيمية سيظل دوماً وأبداً ينادي بالحوار لحل خلافاتنا ومشاكلنا مهما كانت ومهما تعاظمت..
التحية كل التحية لقيادتتا التنظيمية الرشيدة بقيادة الوالد المناضل الشيخ صادق بن أمين ابوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام حفظه الله وله ولكافة قيادات وأعضاء أنصار المؤتمر خالص التهاني والتبريكات في الذكرى الـ 32 لتحقيق الوحدة اليمنية..
* فرع المؤتمر الشعبي العام بأمريكا
|